يمتاز النظام البيئي الذي نحن جزء هام منه بالعديد من الأمور التي قد لا تتوافق ومنطق الغاب، فمن المتعارف عليه أن الحيوانات المفترسة الكبيرة يمكن لها أن تصطاد الحيوانات الأخرى من غزلان وثيران وأحصنة وحمر وحشية وخنازير، ويمكن للتماسيح ان تصطاد العديد من الحيوانات أيضاً وكذلك الطيور الجارحة مثل النسور والصقور، ولا يمكننا أن نغفل أن للطيور الصغيرة منها والكبيرة القدرة على التكيف رفقة الحيوانات المفترسة، فكيف يمكن للطيور أن تتكيف مع الحيوانات المفترسة؟
تكيف الطيور السلوكي مع الحيوانات المفترسة
تعلق في الذهن تلك الصورة التي لطالما شاهدنها لعصفور صغير يقوم بأكل بقايا اللحوم العالقة في فم تمساح ضخم يفوق حجم العصفور بمئات المرات، ولعل ما يجعل الأمر أكثر دهشة هو قدرة نسر أفريقي لا يتجاوز وزنه العشرين كيلو غرام يقوم بالتنافس مع أسد قوي وضبع كاسر في الحصول على حصّته من اللحوم التي ستتلاشى في غضون دقائق معدودة.
إن للطيور القدرة على أن تكون مؤثرة بصورة كبيرة على الواقع البيئي الذي تتواجد فيه، فالنسور والصقور يمكن لها أن تصطاد الأفاعي السامة وأن تتغذى على لحومها، ويمكن لها أيضاً أن تصطاد ثعلباً قوياً ماكراً وتذهب به في رحلة مميتة فوق الجبال الصخرية العالية لتهوي به مقطّعة أوصاله، ولعل الأرانب التي تعتبر فريسة سهلة لمعظم الحيوانات المفترسة تخشى ما تخشاه من مخاطر النسور والصقور وحتى طيور النورس القوية.
استطاعت الطيور أن تضمن لأنفسها مكانة جيدة في البيئة التي تتواجد فيها، فأعدادها الكبيرة وطبيعتها التي لا تهاون فيها في كيفية الحصول على الغذاء لا تمنحها الكثير من الوقت في انتظار الفريسة، فهي تتعايش بين أسنان التمساح الأكثر قوة للحصول على لقمة عيشها، وهي تنافس أسداً ضروساً ونمراً كاسراً في سبيل الحصول على لحوم طازجة كانت او عفنة.
الطيور على الرغم من تواضع أحجامها مقارنة بالحيوانات الأخرى إلا أنها استطاعت أيضاً في العمل بصورة جماعية وإثبات أحقيتها في التملك المكاني، فطيور الغراب الأكثر ذكاء لا تسمح للحيوانات الأخرى في العبث بنسيجها الاجتماعي وهي تنتقم من الحيوانات التي تقوم بقتل أحد أفرادها في حال تمكنت من التحقيق في الأمر وثبت صحّة الجريمة، وكذلك هي الحال بالنسبة لطيور البومة التي يمكن لها أن تصطاد العديد من الحيوانات التي لا يمكن توقعها.
في الختام تعتبر الطيور من أكثر أنواع الحيوانات قدرة على التكيف حسب طبيعة المكان الذي تتواجد فيه، فهي تعيش في قلب القارة الأفريقية رفقة الحيوانات المفترسة، ويمكن لها أن تصطاد وتنافس الحيوانات المفترسة في الصيد، ويمكن لها أن تتعايش في أي مكان بالعالم وأن تحصل على حصّتها بصورة متوازنة.