إن من أهم أسباب المنافسة التي تعتبر من أبرز السلوكيات التي تمتاز بها الحيوانات هو الحصول على المسكن أو الاختصاص أو المكان المخصص للحيوان، ولعل معظم الكائنات الحية وخاصة الطيور تقوم عادة بتوفير مسكن خاص بها بصورة غريزية، وهذا الأمر يكون غريزي ومكتسب في نفس الوقت، ولعل المسكن أو العش من الأولويات التي تشغل بال الطيور وتقوم به بصورة مباشرة في حال انفصل الطائر عن أمه أو ارتبط بشريك، فما هي أبرز السلوكيات التي تقوم بها الطيور فيما يتعلق بتوفير المسكن؟
لماذا تقوم الطيور بتوفير المسكن قبل أي شيء
من المعروف أن الطيور كائنات حية تتكاثر بالبيوض من ذوات الدم الحار قسم كبير منها يطير والآخر لا يطير، وهي قوية وقادرة على التعايش في أي مكان في العالم باستثناء بعض المناطق الباردة جداً في المتجمد الشمالي والجنوبي، لهذا فالطيور وبصورة غريزية وجدت في العش ونشأت فيه واكتسبت من امهاتها العديد من السلوكيات والمهارات الحياتية التي منحتها القدرة على فهم ما حولها بحثاً عن حياة منفصلة عن الأبوين وشريك خاص.
عندما يلتقي ذكر الطير بالأنثى ومن مختلف الأنواع والأشكال والألوان فإن أول ما يقومون به هو البحث عن مكان آمن يتم فيه بناء عش بصورة ما كبير كان أم صغير يتم من خلاله التعايش، فالأمر غريزي من حيث ضرورة التكاثر والعناية بالبيض فيما بعد إلا أنه مكتسب أيضاً في كيفية إيجاد مكان يتناسب وطبيعة الطيور، فبعض الطيور عادة ما تهاجر أماكن سكنها بحثاً عن أماكن أكثر أمناً لها ولصغارها قاطعة ألاف الأميال كما هي الحال طيور الإوز أو البط أو الحمام أو أبو سعد.
إن من أهم المتطلبات التي يجب أن تتوفر في المسكن الذي تبحث عنه الطيور هو بعده عن أعين الحيوانات المفترسة، وعادة ما يكون المكان الذي يجب أن يتم توفيره من قبل الطيور قريباً من مصادر المياه ومعرّضاً لأشعة الشمس وغير معرض للهواء بصورة كبيرة، وجميع هذه المواصفات يتم الأخذ بها بصورة غريزية مكتسبة من قبل الطيور قبل أي شيء، ليتم بعد ذلك التزاوج ووضع البيض في العش وتربية الصغار بصورة رائعة.
في الختام يعتبر توفير المسكن من السلوكيات التي تقوم بها الطيور بصورة رائعة غريزياً، وتعتبر أماكن السكن من الضروريات التي تحتاج إلى الخبرة في معرفة اتجاه الرياح وحركة الشمس والبعد عن الحيوانات المفترسة والقرب من مصادر الغذاء والماء.