ليس من الطبعي أن تسير الأمور في الطبيعة بصورة مثالية، فالتغيرات المناخية التي حصلت على العالم في المئة عام الأخيرة نتيجة الثورة الصناعية وزيادة عدد السكان والتغير الكبير في المناخ أدت إلى فقدان العديد من الحيوانات أماكنها والهجرة إلى أماكن أخرى أو الموت لعدم القدرة على التكيف، وتعتبر الطيور من أكثر الحيوانات انتشاراً في الأرض بعد الحشرات وهي مهيأة لأن تتكيف وفقاً للظروف الطبيعية بصورة جيدة، فكيف تحمي الطيور صغارها من الظروف الطبيعية؟
سلوك الطيور في التعامل مع المتغيرات الطبيعية
تعتبر الطيور من الحيوانات التي تفضل التواجد عادة بالقرب من الأشجار والتجمعات المائية التي تضمن لها الحياة بصورة أفضل، فمعظم أنواع الطيور تحصل على غذاءها من خلال أكل البذور والفاكهة وبعض أنواع الخضار وأكل الحشرات أو أكل اللحوم في ظل الظروف البيئية الطبيعية، ولكن تحدث في العالم العديد من المتغيرات الطبيعية التي تهدد حياة الطيور واستقرارها مما يستدعي الأمر إلى الرحيل وترك العش والبحث عن أماكن أكثر أمان.
قد تتعرض المناطق التي تعيش فيها الطيور إلى الكوارث الطبيعية مثل الحرائق أو الفيضانات أو الزلازل، إلا أن الاعتداء على الغابات والتوسع العمراني هو أكثر ما يهدد أمن الطيور ويجعلها تهاجر بصورة غير معتادة بحثاً عن أماكن أخرى تساعدها في الحفاظ على صغارها وعلى نفسها بالدرجة الأولى، وقد لا تتمكن الطيور من الحصول على الأمان الذي ترغب به وقد تفقد صغارها كونهم غير قادرين على الطيران وبالتالي موتهم بصورة مباشرة.
تحاول الطيور عادة بناء العش بعيداً عن أعين الحيوانات المفترسة، إلا أن الكوارث الطبيعية وغير الطبيعة هي أمر لا يمكن توقعه أو التحكم في طريقة التعامل معه من قبلها، فتجد العصافير الصغيرة والنسور والصقور وطير الغراب والبومة نفسها أمام تغير بيئي كبير في المكان الذي كانت تتعايش فيه، وقد تنجح بعض الطيور في بعض الأحيان من حماية صغارها وقد لا تنجح في هذا الأمر وخاصة إذا كانت الكارثة سريعة الحدوث وغير متوقعة مثل الحرائق.
في الختام تقوم الطيور في كثير من الأحيان بالعديد من السلوكيات التي من شأنها حماية الصغار من الظروف الجوية الطارئة، إلا أن بعض هذ الظروف لم تكن بالحسبان ولا يمكن التعامل معها بطريقة جيدة وخاصة فيما يتعلق بحماية الصغار مما يؤدي إلى فقدانهم أو موتهم لعدم قدرتهم على التعامل مع الظروف القاسية التي قد تتعرض لها.
