سلوك النمل في تمييز الأصدقاء من الأعداء

اقرأ في هذا المقال


لا يزال النمل مذهلاً في كافة السلوكيات التي يقوم بها والتي تشير إلى ذكاء خارق لا يمكن توقّعه من كائن حي صغير بهذا الحجم، فالنمل قادر على التنقّل وجلب الغذاء من أكثر الأماكن تعقيداً وحمل أنواع وأشكال من الطعام لا يمكن توقعها، وفي تلك الأثناء يصدم النمل ببعضه البعض وقد يتصادف النمل مع أنواع أخرى من النمل لا ينتمي إليها ولكن الهدف واحد ألا وهو جلب الطعام، فما هي الاستراتيجية السلوكية التي تساعد النمل على كشف الأصدقاء من الأعداء، وهل هذه الاستراتيجية تنجح دائماً أم لا؟

سلوك النمل في التعايش الاجتماعي

لدى الحديث عن النمل فإننا نتحدّث عن أكثر الحيوانات على وجه الأرض عدداً، حيث يفوق أعداد النمل ما هو متوقع ويمكن إحصاءه، كما أن للنمل العديد من السياسات الغريبة التي لا تعتمد على الأوامر المركزية في كيفية التصرف والحركة واتخاذ القرار، فكلّ فرد من أفراد النمل يعرف ما عليه فعله ويدرك تماماً أنّ هناك العديد من التحديث والمصاعب التي لا بدّ من مواجهتها بصورة فردية أو جماعية، لذلك فالنمل يعيش وفقاً لنظام اجتماعي معقد يحتّم عليه استخدام سلوكيات خاصة تساعده على الحياة.

كيف للنمل أن يميز الأصدقاء من الأعداء

تعتبر حاسة الشمّ واللمس لدى النمل من الحواس القوية جداً والتي قد لا نجدها لدى أي حيون آخر، فعلى الرغم من أن للنحل نظام اجتماعي مميز إلا أنه لا يصل بدرجة الدقّة التي يعمل بها النمل، فالنمل يمتلك روائح كيميائية تساعده على أن يتعرّف على بعضه البعض، ولعلنا ندرك ونشاهد في كثير من الأحيان قيام النمل بالتقارب الجسدي فيما بينه أثناء مسيره، حيث يقوم بالتعرّف على بعضه البعض من خلال روائح كيميائية خاصة، وهذا السلوك الاختباري يعتبر سلوكاً استخبارياً يساعد النمل على كشف أي أعداء أو جواسيس محتملين من مستعمرات أخرى من النمل تتشابه بالشكل والحجم.

وفي النهاية من المعروف أن لكلّ نملة من أفراد مستعمرة النمل رائحة تسمح لباقي أفراد المجموعة بأن يتمّ التعرّف عليها من خلالها، وهذه الروائح عادة ما تكون مميزة بحيث من غير الممكن أن يتم مسحها أو تغييرها، وفي حال كشف النمل وجود نمل آخر من مجموعة أو مستعمرة أخرى تتواجد بين أفراده فإنه يقوم بقتله بصورة مباشرة ونقل جثث القتلى خارج المستعمرة وإخفاءها.

المصدر: اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008. علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.


شارك المقالة: