من أهم الواجبات التي تتكلف بها معظم الحيوانات وخاصة الثدييات منها هي رعاية الصغار، فالثدييات من أكثر الحيوانات التي تعاني العديد من المصاعب في رحلة الحمل والولادة ورعاية الصغار وإرضاعهم، وحمايتهم من الحيوانات المفترسة التي تحاول الحصول عليهم كوجبة سريعة سهلة.
سلوك إناث قرد أبو قلادة في المحافظة على صغارها
تعتبر القرود من أكثر الحيوانات الثدية تماسكاً وعاطفة وقدرة على حماية صغارها لطول الفترة التي يبقى فيها الصغير برفقة أمه أو والديه، فما هي أبرز السلوكيات التي يمتاز بها قرد أبو قلادة في رعاية الصغار؟
لا شكّ أن بعض الحيوانات تقوم برعاية صغارها سوية بصورة مبنية على التعاون ما بين الذكر والأنثى، وفي تلك الحالة عادة ما يكون الذكر والأنثى مرتبطين بعضهم البعضبزواج أبدي كما هي الحال لدى الذئاب، ولكن إذا ما تعلق الأمر بقرد أبو قلادة الأفريقي الشرس الذي يمتاز بحجمه الكبير وذيله الطويل ووجهه الكبير وشعره الطويل وأنيابه الضخمة فإن الأمر مختلف تماماً.
لا ترتبط إناث قرد أبو قلادة بذكر واحد فقط على الرغم من أن كل مجموعة من الإناث تتعايش برفقة ذكر قوي مسيطر وتمتلك الإناث الأحقية في طرده أو استبداله بذكر آخر أكثر قوة وشراسة، حيث تحمل أنثى قرد أبو قلادة بصغير واحد لمدة تصل لغاية الخمسة أشهر، تضع بعد ذلك الصغير في مكان بعيد عن المجموعة وتحاول الأنثى في تلك المرحلة ألا تصدر أي صوت لمحاولة إنقاذ الصغير من خطر الحيوانات المفترسة.
تبدأ عملية الرضاعة والتعليم لإكساب الصغير العديد من السلوكيات المتعلقة بالحماية بدايةً وفي كيفية الحصول على الغذاء، لتستمر عملية الحضانة لحوالي العام أو العام والنصف، وفي تلك المرحلة يبقى الصغير رفقة والدته التي لا يشاركها الذكر في عملية الرعاية أبداً، وتكون الأنثى في تلك المرحلة قوية وشرسة وذات طباع حادة كونها ترغب في الحفاظ على صغارها بصورة تمكنه من الحياة.
في حال تعرض الصغير للمرض أو لمحاولة الافتراس والموت نتيجة ذلك فإن الأم تبقى تحمل صغيرها لمدة طويلة تصل لغاية أسبوعين، كما وأن الإناث تقوم بنقل الصغار في مرحلة الرعاية إلى المرتفعات الجبلية المنحدرة التي يصعب على الحيوانات المفترسة الأخرى الوصول إليها.
في الختام تعتبر أنثى قرد أبو قلادة من الحيوانات التي تمتلك عاطفة قوية في محاولة الحفاظ على صغارها وحمايتهم من الحيوانات المفترسة الأخرى، وهي تحمل صغارها لمدة تزيد على العام فوق ظهورها، كما وتقوم الإناث عادة باللجوء إلى المنحدرات العالية للمبيت في الليل خوفاً من الحيوانات المفترسة على صغارها.