سمية الرصاص عند الكلاب

تشير سمية الرصاص المعروفة أيضًا باسم (plumbism)، إلى التسمم الناتج عن ابتلاع أو استنشاق المنتجات المحتوية على عنصر الرصاص، وقد تكون سمية الرصاص حادة؛ بسبب ابتلاع جسم من الرصاص أو قد تكون مزمنة بسبب تكرار مضغ الطلاء المحتوي على الرصاص أو تنظيف غبار الطلاء المحتوي على الرصاص من الجلد والفراء، وأكثر طرق التعرض شيوعًا هو الابتلاع ولكن قد يتم أيضًا استنشاق غبار الطلاء المحتوي على الرصاص.

سمية الرصاص عند الكلاب

تؤثر سمية الرصاص في المقام الأول على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي، وتشمل الأعراض العصبية الشائعة البداية المفاجئة للنوبات والعمى وتغيرات السلوك والهستيريا والقضم بصوت عالي وتشنجات العضلات والدوران، كما يعبر الرصاص المشيمة ويتم إفرازه في اللبن؛ لذلك يمكن أن يؤثر على الأجنة التي لم تولد بعد والمرضعة، وتشمل علامات الجهاز الهضمي آلام البطن وفقدان الشهيةوالقيءوالإمساك أو الإسهال، كما تصاب بعض الكلاب بتضخم المريء (تضخم المريء وانخفاض القدرة على نقل الطعام من الفم إلى المعدة)؛ مما يؤدي إلى حدوث قلس.

قد ينتج الالتهاب الرئوي الشفطي عن القلس، وقد تؤدي سمية الرصاص أيضًا إلى تثبيط جهاز المناعة مما يجعل الكلاب أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، ومع التعرض المزمن يترسب الرصاص في أنسجة الأعضاء الداخلية (الكبد والكلى) والعظام، ويعمل الرصاص المتراكم في العظام بمثابة “خزان” ويمكن أن يتسبب في بقاء مستويات الرصاص مرتفعة على الرغم من العلاج في بعض الكلاب المصابة، وغالبًا ما تتطلب هذه الكلاب علاجًا طويل الأمد.

يمنع الرصاص إعادة البناء الطبيعي لعظام الجسم الطويلة مثل عظم الفخذ والساق والعضد؛ ونتيجة لذلك تبدو مناطق معينة في هذه العظام أكثر كثافة (أكثر بياضًا) في الأشعة السينية ويشار إلى هذه المناطق باسم “خطوط الرصاص”، ولا تمثل خطوط الرصاص رواسب الرصاص في العظام.

يتضمن أساس علاج التسمم بالرصاص إعطاء عامل مخلب (دواء يربط الرصاص في الدم ويسمح بإزالة الرصاص من الجسم)، ويتم استخدام عامل مخلب واحد فقط في وقت معين ويعتمد اختيار العامل المخلب على التوافر، ومع ذلك يجب إزالة الرصاص من الأمعاء قبل بدء العلاج بالعوامل المخلبية؛ لأن هذه الأدوية يمكن أن تزيد من امتصاص الرصاص من الأمعاء إلى مجرى الدم وتفاقم أعراض الكلب.

أعراض سمية الرصاص عند الكلاب

قد تشمل علامات التسمم بالرصاص في الكلاب ما يلي:

• فقدان الشهية.

• وجع البطن.

• التقيؤ.

• الإسهال.

• القلق.

• السلوك العدواني.

• رعاش العضلات.

• الضعف.

• النوبات.

• العمى.

• الصمم.

• تغير السلوك.

• البلادة العقلية (عدم اليقظة).

• زيادة العطش والتبول.

• ضيق في التنفس.

• عدم تحمل ممارسة الرياضة.

أسباب إصابة الكلاب بسمية الرصاص

قد تتعرض الكلاب للرصاص من عدة مصادر مختلفة منها:

• يعد طلاء الرصاص أو رقائق الدهان أو غبار الطلاء الناتج عن تجديد المنازل أو إعادة تشكيلها مصدرًا شائعًا لتسمم الرصاص؛ حيث تحتوي الدهانات التي تم إنتاجها قبل عام 1977 على مستويات عالية من الرصاص.

• تستخدم أوزان الرصاص كمغاطس على أعمدة الصيد.

• كريات الرصاص والطلقات النارية المستخدمة في البنادق.

• الأدوات المنزلية مثل أوزان الأقمشة والمشمع وبطانة البساط.

• قطع غيار السيارات مثل البطاريات وأوزان العجلات والبنزين المحتوي على الرصاص والزيت المتخلص من السيارات التي تستخدم البنزين المحتوي على الرصاص.

• مواد البناء مثل اللحام والمعجون والسد.

• مواد السباكة والتسقيف.

• تزداد احتمالية ابتلاع الجراء لمواد تحتوي على الرصاص بسبب أنشطة المضغ واللعب المعتادة؛ حيث يبدو أيضًا أن الكلاب الأصغر سنًا تمتص كميات أكبر من الرصاص من الجهاز الهضمي مقارنة بالكلاب الأكبر سنًا، ومن المرجح أن تأكل الكلاب أشياء تحتوي على الرصاص أكثر من القطط.

• يمكن أن تسبب سمية الرصاص فقر الدم (انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء) وأعراض الجهاز الهضمي (القيء والإسهال) ومشاكل الجهاز العصبي (النوبات).

• يعبر الرصاص المشيمة من أنثى الكلب الحامل إلى الجنين، كما يُفرز في حليبها وبالتالي يمكن أن يتأثر الجنين النامي والجراء الرضيعة.

كيفية تشخيص سمية الرصاص عند الكلاب

الاختبارات التشخيصية ضرورية للتعرف على التسمم بالرصاص وتأكيد التشخيص، كما سيأخذ الطبيب البيطري تاريخًا طبيًا كاملاً ويُجري فحصًا جسديًا شاملاً، وقد يوصي أيضًا بالاختبارات التشخيصية التالية:

• فحص الدم الشامل (CBC أو hemogram)؛ عادةً ما يتم إجراء فحص الدم الشامل (CBC) للبحث عن التغيرات في خلايا الدم الحمراء؛ حيث أن التغييرات مثل خلايا الدم الحمراء ذات النواة (خلايا الدم الحمراء الطبيعية لا تحتوي على نواة) والنقط القاعدية (الحبيبات الزرقاء) في السيتوبلازم (منطقة من خلايا الدم الحمراء المحيطة بالنواة) شوهدت في (25 إلى 54) في المائة من الحيوانات التي تحتوي على الرصاص تسمم.

• كما تؤدي سمية الرصاص أيضًا إلى فقر الدم (انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء) وارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء، ومع ذلك فإن عدم وجود هذه التغييرات لا يستبعد التسمم بالرصاص.

• اختبارات الكيمياء الحيوية في الدم لتقييم الصحة العامة للكلب والحصول على معلومات أساسية حول وظائف الكبد والكلى قبل العلاج، وتقييم مدى الإصابة الجهازية الناجمة عن التسمم بالرصاص.

• زيادة تركيز الرصاص في الدم عن 0.5 جزء في المليون تشخيصًا للتسمم بالرصاص.

•  التصوير بالأشعة السينية للبطن والصدر للتحقق من وجود أجسام الرصاص في الأمعاء، والبحث عن الالتهاب الرئوي أو تضخم المريء؛ حيث يمكن أن تظهر أجسام الرصاص في صور الأشعة باللون الأبيض أو الرمادي وتكون كثيفة.

• يمكن فحص تركيزات الرصاص في البراز بدلاً من تركيزات الرصاص في الدم لتشخيص سمية الرصاص.

كيفية علاج سمية الرصاص عند الكلاب

يتكون العلاج من معالجة العلامات السريرية وتقديم رعاية داعمة، وإزالة مصدر الرصاص وإعطاء الأدوية لربط الرصاص في الجسم (إزالة معدن ثقيل)، كما يتم إجراء غسيل المعدة (ضخ المعدة) والحقن الشرجية لإزالة أي رصاص متبقي من المعدة والأمعاء، ويمكن أيضًا إجراء الجراحة إذا لزم الأمر لإزالة الأجسام الرصاصية من الأمعاء، كما أن إدارة العوامل المخلبية (الأدوية التي تربط الرصاص في مجرى الدم وتسهل إفرازه من الجسم عن طريق الكلى)، وتشمل هذه الكالسيوم إيثيلين ديامين رباعي حمض الخليك (Ca-EDTA) والبنسيلامين والسكسيمر.

لا توجد رعاية منزلية للتسمم بالرصاص؛ لذلك يجب طلب الرعاية البيطرية على الفور عند الشك في أن الكلب قد ابتلع موادًا تحتوي على الرصاص، كما يجب إعطاء أي أدوية موصوفة من قبل الطبيب البيطري حسب التوجيهات، ومراقبة حالة الكلب العامة، وملاحظة أي أعراض تزداد سوءًا ولفت انتباه الطبيب البيطري إلى أي تغييرات، كما أن أهم جزء في منع التسمم بالرصاص هو تقييم بيئة الكلب بحثًا عن مصادر محتملة للرصاص وإزالتها.