سمندل الكهوف الأوروبي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي (olm) هو أحد أكثر المخلوقات روعة في عالم مليء بالمخلوقات الرائعة، فسَمَندَل الكُهوف الأوروبّي مثل السمندل المكسيكي فهو سمندل مائي بالكامل وبه خياشيم وذيل زعانف، ويولد ويعيش عمره الطويل ويموت في النهاية في الماء، وعلى عكس السمندل المكسيكي بإن سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي أو الأولم مستوطن في منطقة تسمى ديناريك كارست والتي توجد في يوغوسلافيا السابقة وإيطاليا، ويُعتقد أنّ سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي قد انفصل عن البرمائيات الأخرى منذ حوالي 110 ملايين سنة.

مظهر سمندل الكهوف الأوروبي

كما يليق باسمه العلمي فإنّ سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي له جسم طويل متعرج مثل ثعبان عديم الصبغة مع أخاديد عند حواف العضلات الهيكلية، ولها ذيل قصير مسطح به زعنفة تساعده على السباحة، ويبدو أنّ سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي يتطور من أطرافه لأنّها صغيرة جدًا وفقدان الأصابع، وعلى سبيل المثال هناك ثلاثة أرقام على الأرجل الأمامية للحيوان حيث يوجد في معظم السمندل أربعة، ويوجد عدد أقل من الأرقام على أرجله الخلفية، ولديه اثنين فقط بينما السمندل الآخر خمسة، وجلده رقيق وشاحب لدرجة أنّه يمكن رؤية أحشاءه من خلال بطنه، والجلد محمي أيضًا بطبقة من المخاط والخياشيم الضبابية حمراء.

رأس سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي طويل بما يتناسب مع جسمه وله أنف غير حاد وفم صغير بأسنان صغيرة، ويمكن التمييز بين أسماك الراشدين الأصغر سنًا والأكبر سنًا لأنّها قد تحتوي على بقع صفراء أو حمراء على أجسامهم ويمكن رؤية عيونهم بسهولة أكبر، ومع نمو الحيوان تتدهور عيناه، والإناث أكبر من الذكور، ولكن من الصعب التمييز بين الجنسين ما لم يتم قلبهم فعباءة الذكر أكبر، كما أنّ جلد الأولم يتحول إلى اللون الوردي أو الأبيض إذا تم الاحتفاظ به في ظلام الكهف، وإذا تم إزالته فإنّه يتحول إلى اللون الداكن، وإذا عاد إلى الظلام فإنّه يعود إلى لونه الوردي أو الأبيض، وعلى الرغم من أنّه يحتوي على رئتين ويمكنه أن يتنفس الهواء إلّا أنّه يعتبر مائيًا تمامًا.

موطن سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي

تم العثور على السمندل الكهفي في الكهوف المائية لجبال الألب الدينارية بالقرب من البحر الأدرياتيكي وغالبًا عند مداخل الكهوف الجيرية، والمياه غنية بالأكسجين ولديها درجة حموضة معتدلة وتحافظ على درجات حرارة بين 41 و 59 درجة فهرنهايت، وتعيش الأنواع الفرعية (P. anguinus parkelj) أو سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي الأسود في مياه أكثر دفئًا قليلاً، وتحدد درجة حرارة الماء أيضًا كيفية ولادة السمندل ومدى سرعة أو بطء نمو اليرقة، ويمكن العثور على أولمز بعمق يصل إلى 984 قدمًا في كهف ولكن المطر يمكن أن يغسلها في تيارات.

حمية سمندل الكهوف الأوروبي

يأكل سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي الحشرات ويرقات الحشرات في الغالب، ولكنه يأكل أي فريسة يمكن أن يمسك بها ويمسكها، كما أنّه يأكل الأسماك الصغيرة جدًا والقواقع والرخويات والديدان والبيض، كما أنّه يأكل المخلفات، وعلى الرغم من أنّ أسنانه صغيرة إلّا أنّ السمندل الكهفي لا يمضغ بل يبتلع فريسته بالكامل، يتغذى حيوان الأولم على الحشرات في الغالب وخاصة الحشرات التي تفقس خارج الماء مثل ذبابة مايو وذبابة الحجر وذبابة البردي، كما يأكلون الذباب والمخلوقات الصغيرة الأخرى مثل قمل الخشب وقواقع المياه العذبة ومزدوجات الأرجل، ويوجد أيضًا في النظام الغذائي لأسماك أولم الأسماك الصغيرة والبيض، وسوف يأخذون أجزاء من اللحم النيء بسهولة.

كما إنّه يأكل كمية كبيرة من الطعام إذا كان متاحًا وقادرًا على تخزين الطعام لدرجة أنّه يمكن أن يستمر لسنوات دون تناول الطعام، وواحدة من التعديلات التي طورها أولم للتعامل مع ندرة الغذاء هي القدرة على خفض التمثيل الغذائي، حتى أنّها يمكن أن تبدأ في التغذي على أنسجتها، ويُعتقد أيضًا أنّ سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي يأكل بعضها البعض بين الحين والآخر، ويمكن أن يعيش الأولم دون أن يأكل لمدة ست سنوات على الأقل، وبالرغم من كونه أعمى فأنّ ذلك لا يمنع الأولم من أن يكون صيادًا فعالاً، ويستخدم مجموعة من الحواس الحادة بما في ذلك الحساسية الكهربائية للعثور على الطعام.

سمندل الكهوف الأوروبي والتهديدات

في حين أنّ سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي ليس لديه حيوانات مفترسة عادية في موطنه الصغير، إلّا أنّه مهدد من قبل النشاط البشري على الرغم من أنّ البشر سعوا جاهدين للحفاظ عليه بموجب القانون لما يقرب من 100 عام، كما إنّه حساس للملوثات مثل الأسمدة والمبيدات ويتم جمعه بشكل غير قانوني لتجارة الحيوانات الأليفة، وبين الحين والآخر سوف تأكل سمكة أو حيوان آخر سمكة أو أي حيوان آخر ضاع في كهفه أو سوف يأكله سمكة أخرى.

تكاثر سمندل الكهوف الأوروبي والصغار

تعتبر حيوانات سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي مجتمعية إلّا خلال موسم التكاثر عندما يقوم كل من الإناث والذكور بمراقبة المنطقة، ويتجمعون في مجموعات تحت الصخور أو الشقوق في الكهوف المائية التي يصعب على الناس الوصول إليها، ولا يبدو أنّها تهاجر وليس معروفًا حجم أراضي البروتين الفردي عادةً، وعادة ما يكونون هادئين وحتى الذكور المستعدين للتكاثر يترددون في القتال، وعادة ما يتم عرضها ببساطة لطرد المنافسين.

رأى الناس فقط سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي يتكاثر في الأسر، ويتكاثرون مرة واحدة فقط كل 12.5 سنة ولا ينضج كلا الجنسين حتى يبلغوا 14 عامًا تقريبًا، وخلال هذا الوقت يطالب الذكور بإقليم ما ويدافعون عنها بينما ينتظرون مرور الأنثى، ويمكن التمييز بين الجنسين الآن لأنّ عباءة الذكر منتفخة وله خطوط بطول ذيله وزعانفه ملتفة قليلاً ولون بشرته أكثر إشراقًا، وعندما تدخل الأنثى منطقة الذكر يكون لديها طقوس مغازلة تنتهي بإيداع حزمة من الحيوانات المنوية وأخذها في عباءتها وتخزينها في حيوان منوي، ثم تقوم الحيوانات المنوية بتلقيح بيضها، وتتزاوج الإناث مع ذكر واحد فقط بينما يتزاوج الذكور بأكثر من أنثى.

ثم تقوم أنثى سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي بتأسيس أراضيها الخاصة على مسافة من الذكر، وتحمل البويضات المخصبة لمدة يومين إلى ثلاثة أيام ثم تبدأ في وضعها تحت الصخرة، ويمكنها وضع البيض لمدة تصل إلى 25 يومًا، ويوجد عادة ما بين 35 و 70 بيضة، ويتراوح حجمها بين 0.16 و 0.2 بوصة في البداية ثم تنتفخ حتى 0.31 إلى 0.35 بوصة أثناء تناولها للماء، وتحرسهم الأنثى لمدة شهرين إلى ستة أشهر، وتلعب درجة حرارة الماء دورًا في تحديد وقت فقس البيض.

يفقس البيض المحتضن في درجات حرارة منخفضة في وقت متأخر عن البيض المحتضن في درجات حرارة أكثر دفئًا، وعندما يفقس البيض تكون اليرقات التي يبلغ طولها حوالي 0.8 بوصة مستقلة، ولا تخضع الضفادع الصغيرة للتحول ولكنها نسخ أصغر من والديها، ويعتقد بعض العلماء أنّ البروتين يمكن أن يلد يرقات حية إذا كان الماء باردًا ويضع البيض فقط عندما يكون الماء أكثر دفئًا قليلاً ولكن هذا أمر غير متوقع.

ويعتقد العلماء أنّ هناك على الأقل بضع مئات من أسماك سَمَندَل الكُهوف الأوروبّي في العالم، وموطنهم يجعل دراستهم صعبة ولكن يتم تربيتهم في الأسر في ألمانيا وفرنسا ويمكن رؤيتهم في حديقة حيوان زغرب الكرواتية.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: