طائر الرفراف وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر الرفراف (Kingfisher) أو صياد السمك أو الكنعد هو عائلة من الطيور ذات الألوان الزاهية وذات المظهر غير العادي، والتي تعيش بالقرب من الأنهار والمسطحات المائية في جميع أنحاء العالم، ومع ريشهم النابض بالحياة والنداءات الصاخبة والصاخبة يبرز طائر الرفراف حقًا من بين الحشود، ومن الممكن في كثير من الأحيان أن يشاهدها المرء تطفو على شجرة وهي بالكاد تتحرك، ولكن عند رؤية الفريسة فإنّها تنطلق بسرعة إلى العمل وتنقض للقبض عليها، ومقدار التباين في عائلة الرفراف مثير للإعجاب حقًا، ولون بيض الرفراف أبيض نقي تقريبًا.

موطن طائر الرفراف

توجد في مجموعة متنوعة من الموائل في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وتعد طيور الرفراف أو صياد السمك طيور إقليمية، كما إنّهم يتعاملون مع منطقة بها مصادر طعام جيدة ومقاعد مريحة ومكان آمن للتجثم في الليل، وهم أكثر نشاطًا في الصباح والمساء ولكن إذا لم يكن الجو حارًا جدًا فقد يصطادون أيضًا خلال فترة ما بعد الظهر.

مظهر طائر الرفراف

يُعرف طائر الرفراف أو صياد السمك بمظهره حيث جسم ممتلئ الجسم، ومنقاره طويل وسميك وضرب الألوان والعلامات، ويتم تزيين العديد من طيور الرفراف في ريش من الأزرق الفاتح أو الأخضر أو ​​الفيروزي أو الأحمر أو الذهبي، ويحتوي بعضها على بقع أو شرطات أو خطوط أو بقع، وغالبًا ما يبدو المنقار على شكل خنجر طويلًا جدًا أو كبيرًا جدًا بالنسبة لبقية الطائر.

ولكنه مصمم جيدًا لالتقاط الطعام، ويمتلك معظم صغار طيور الرفراف أو صياد السمك -الكنعد- أرجل قصيرة وأقدام قوية، لأنّهم يقضون معظم وقتهم جالسين على ساق أو غصين أو غصن أثناء ترقبهم لتناول وجبة، وعلى الرغم من أنّها طيور مكتنزة إلّا أنّ طيور الملوك طيارون سريعون، ويمكن للبعض مثل سمك القرع أن يرفرف بأجنحته بسرعة كافية لتحوم فوق الماء.

يحب صائدو سمك الكنعد الحفاظ على نظافتهم والاستحمام من خلال الغوص في الماء ثم الجلوس في الشمس لتجفيف ريشهم وتنظيفه، ويستخدم البعض أجنحتهم في فرك وخدش الجزء العلوي من رؤوسهم، كما أنّهم يحافظون على هذا المنقار الرائع النظيف عن طريق كشطها مقابل فرع حتى يقتنعوا بأنّ المنقار في حالة جيدة.

تواصل وإدراك طائر الرفراف

لدى طائر الرفراف أو صياد السمك عدة أنواع مختلفة من الأصوات والمكالمات التي تستخدمها للإعلان عن أراضيهم، وتنبيه الطيور الأخرى والتواصل مع رفيقهم وفراخهم مثل الخشخيشات والصرخة والتغريد والصياح والنقرة والضحكة الخافتة والصافرة، وأشهر مكالمة مع ذلك هي صوت نوع طائر كوكابورا الضاحكة (The laughing kookaburra): “kooa haha ​​haha” التي تبدو وكأنها شخص يضحك، وربما يسمع هذا الصوت المستخدم في الأفلام التي تدور أحداثها في أدغال إفريقيا أو أمريكا الجنوبية، على الرغم من أنّ طائر كوكابورا الضاحكة موطنه الأصلي أستراليا.

حمية طائر الرفراف

على الرغم من أنّ هذا الطائر آكل اللحوم إلّا أنّه يبدو أنّه يتكيف بشكل خاص مع الصيد واستهلاك اللحوم، واستراتيجية الصيد المفضلة لديها هي مراقبة البيئة المحيطة بها من ساق أو غصن شجرة ثم الانقضاض على فريسة مطمئنة، وإذا كانت الفريسة لا تزال على قيد الحياة وترتبك فقد يضربها الرفراف على الفرخ لإخضاعها، وبفضل شهيته الشرهة يتمتع طائر الرفراف بالقدرة على هضم فريسة أكبر من جسمه بالكامل، وستخرج الفريسة أحيانًا من أفواهها كجزء من هضمها في المعدة.

وعلى الرغم من الاسم فإنّ معظم الأنواع لا تتخصص في الأسماك وحدها، بل إنّهم صيادون انتهازيون للغاية يستهلكون الحشرات والثعابين والسقنقور والعناكب وسرطان البحر والفئران والعقارب والتوت وحتى الطيور الصغيرة، ويعتمد النظام الغذائي الدقيق على توافر الطعام محليًا.

طائر الرفراف والتهديدات

تواجه هذه الطيور بعض التهديدات في البرية من الحيوانات المفترسة الطبيعية وفقدان الموائل وإدخال الحيوانات المفترسة غير الأصلية، ويعد الطائر البالغ لديه عدد قليل من الحيوانات المفترسة الطبيعية في البرية، ويمكن أن تتجنب معظم الحيوانات عن طريق الطيران حول الأشجار أو الغوص في الماء، وعادة ما تكون الطيور الجارحة فقط سريعة ورشيقة بما يكفي لمواكبة ذلك في الهواء، وتعد كل من الراكون والظربان والدنغو والثعالب والثعابين والنمس والشمبانزي كلها مفترسات معروفة لصغار وبيض طائر الرفراف الأكثر عرضة للخطر.

تكاثر طائر الرفراف والصغار

تتكاثر -طيور الكنعد- في عامها الأول وعادة ما يبدأ تكوين الأزواج في فبراير، وإذا كان للذكر والأنثى مناطق متجاورة فقد تندمج في موسم التكاثر، وكلا الطائرين يحفران الأعشاش في التربة الرملية الخالية من الأحجار لضفة مجرى منخفض وعادة على بعد حوالي 0.5 متر من القمة، وتختار الطيور بنكًا رأسيًا خالٍ من الغطاء النباتي، حيث يوفر ذلك درجة معقولة من الحماية من الحيوانات المفترسة، ويبلغ طول نفق العش عادة 60-90 سم وقطره 6 سم أعرض قليلاً من الطائر، وتحتوي حجرة العش في النهاية على انخفاض طفيف لمنع البيض من التدحرج ولكن لا يتم إحضار أي مادة إلى العش، ويتم تربية 2-3 حاضنة في تتابع سريع وعادة في نفس العش.

يتم وضع أول مخلب من 6-7 بيضات في أواخر مارس أو أوائل أبريل، ويحضن كل من البالغين البيض وتفقس الكتاكيت بعد 19-21 يومًا، ويمكن لكل كتكوت أن تأكل 12-18 سمكة في اليوم ويتم إطعامها بالتناوب بمجرد إطعام الكتكوت، وتتحرك إلى الجزء الخلفي من العش لهضم وجبتها، مما يتسبب في تحرك الآخرين للأمام، وعادة ما تكون الكتاكيت جاهزة لمغادرة العش عندما يكون عمرها 24-25 يومًا، ولكن إذا كان مخزون الأسماك ضعيفًا فقد يستغرق الأمر ما يصل إلى 37 يومًا، وبمجرد الخروج من العش يتم إطعام الصغار لمدة أربعة أيام فقط قبل أن يخرجهم الكبار من المنطقة ويبدأون الحضنة التالية.

ويعد نوع طائر كوكابورا الضاحكة هي واحدة من عدد قليل من صياد السمك الذين يعيشون في مجموعات، ويكون معظم الصغار منفردين ولا يتزاوجون إلّا مع رفيقهم خلال موسم التكاثر، ولكن الكوكابورا الضاحكة والأزرق الأجنحة يعيشون في مجموعات عائلية مكونة من زوج من الذكور والإناث وذريتهم الأكبر سناً، مما يساعد الزوجين على تربية فراخ جديدة، والأكثر غرابة أنّ هؤلاء المساعدين هم في الغالب من الذكور، لذلك بالنسبة إلى كوكابورا الضاحكة (مع عدد قليل من الأنواع الأخرى) يساعد أعمام الكتاكيت في إطعامها وحمايتها وليس العمات.

لا يقوم نوع صيادو الكنعد ببناء أعشاش من العصي أو النباتات، وبدلاً من ذلك يعششون في الجحور التي يحفرونها في البنوك الترابية أو تجاويف الأشجار أو أكوام النمل الأبيض القديمة، ويعمل زوج من الذكور والإناث معًا لإنشاء الجحر ويتناوبون على حفر التربة بأقدامهم، ويستغرق الجحر ثلاثة إلى سبعة أيام ليكتمل، وغالبًا ما ينحدر لأعلى لتجنب الفيضانات وعادة ما يكون طوله حوالي 3 إلى 6.5 أقدام (من 1 إلى 2 متر)، وعلى الرغم من أن الرقم القياسي يبلغ 28 قدمًا (8.5 مترًا) حفره زوج من صائد الأسماك العملاقة.

ينتهي الجحر في غرفة التعشيش التي يبلغ عرضها حوالي 8 إلى 12 بوصة (20 إلى 30 سم) وارتفاعها من 6 إلى 7 بوصات (15 إلى 17 سم)، وهذا هو المكان الذي يتم فيه وضع البيض وتربية الكتاكيت، وفي البداية يقوم الوالدان بإحضار الطعام طوال الطريق إلى غرفة التعشيش، ولكن مع نمو صغار الكتاكيت تبدأ في التحرك نحو مدخل الجحر لمقابلة البالغين، وفي النهاية يجلسون عند المدخل أو حتى على فرع قريب في انتظار إطعامهم، وقد يستغرق الأمر بضعة أيام إلى بضعة أسابيع حسب الأنواع قبل أن تبدأ الكتاكيت في العثور على طعامها واصطياده بعد تكاثرها.

تتمتع عائلة الرفراف ككل بصحة ممتازة، وتعتبر منظمات الحفظ عمومًا أنّ معظم الأنواع هي الأقل قلقًا، وربما يكون طائر الرفراف الشائع هو النوع الأكثر انتشارًا حيث يوجد حوالي 700000 إلى 1.4 مليون فرد ناضج في البرية، والرفراف العملاق والمربوط بالحزام قوي أيضًا.

ومع ذلك فإنّ بعضًا من أندر صيادي الأسماك في العالم بما في ذلك ماركيساس الرفراف وتواموتو الرفراف وكلاهما يسكنان جزر المحيط الهادئ الصغيرة معرضة لخطر شديد، وطائر الرفراف الميكرونيزي في أسوأ شكل على الإطلاق حيث انقرض تمامًا في البرية، ويوجد حوالي 150 فردًا فقط في الأسر وبعضهم محتجز في حديقة حيوان سان دييغو.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: