طائر السمنة المغرد وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يسمى طائر السمنة المغرد (Thrush) ببشر الربيع وهو نوع من طيور القلاع، فطائر السمنة المغرد هي طيور الجاسر أو الطيور المغردة الصغيرة إلى المتوسطة الحجم، ولديهم بنية ممتلئة وعينان كبيرتان وأحيانًا مع حلقات حولهم، وتم العثور على طائر السمنة المغرد في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أنّ معظمهم لديهم ريش باهت نوعًا ما، إلّا أنّهم معروفون باللون الأزرق لبيضهم ومحبوبون لأغانيهم الجميلة، ويُطلق على طائر السمنة المغرد الموجود في أوروبا وروسيا أيضًا اسم الديك العاصف لأنّه يصعد إلى قمة شجرة ويغني في الطقس القاسي.

موطن طائر السمنة المغرد

تم العثور على طائر السمنة المغرد حول العالم في الغابات وحواف الغابات وجوانب الطرق والأشجار، ومن الشائع أيضًا رؤية بعض الأنواع في المتنزهات العامة والحدائق والبساتين والساحات الخلفية، وتهاجر بعض أنواع القلاع بينما لا يهاجر البعض الآخر، فيعيش روبن الأمريكي في معظم الولايات المتحدة وجنوب كندا ويقضي الشتاء في أقصى الجنوب مثل غواتيمالا، وغالبًا ما يهاجر الشحرور الشائع من جنوب النرويج نزولاً إلى اسكتلندا أو أيرلندا وتهاجر القلاع المتنوع التي تتكاثر في ألاسكا وكندا وصولاً إلى شمال كاليفورنيا والولايات الجبلية إلى جنوب كاليفورنيا خلال فصل الشتاء.

تشتهر هذه الطيور بأعشاشها على شكل فنجان، والأنثى تصنعها من الأغصان والريش والأعشاب والطحالب وقطع الورق، وسوف تبطنهم بالطين ثم تضيف طحلبًا أو أعشابًا ناعمة، وتميل طائر السمنة المغرد إلى بناء أعشاشها في الأشجار أو الشجيرات أو حتى بناء الحواف ولكن البعض يبني أعشاشه على الأرض، وتحتوي معظم القلاع على اثنين أو ثلاثة من الحضنة خلال موسم التكاثر وتستخدم بعض الأنواع العش القديم للدفعة التالية من الكتاكيت، وآخرون مثل روبين يبنون أعشاشًا جديدة، ويوجد عدد أكبر من طيور روبينز الأمريكية في أمريكا الشمالية أكثر من أي نوع آخر من الطيور، وهناك ما يصل إلى 370 مليون روبين.

مظهر طائر السمنة المغرد

معظم القلاع هي طيور مضغوطة تتراوح من القلاع الصخري الصغير للغابات في مدغشقر إلى القلاع الكبير في أمريكا الوسطى والجنوبية، وتمتلك معظم الأنواع ريشًا رماديًا أو بنيًا مع صدور وبطون مرقطة على الرغم من أنّ هذا ليس صحيحًا بالنسبة لهم جميعًا، وطائر العصفور الجبلي الذكر لونه أزرق سيرولي في كل مكان، ولدى طائر القلاع الصيني الصفير الأزرق رؤوس بيضاء على ريشه الأزرق المسترجن الذي يجعله يبدو قزحي الألوان، وطائر الشحرور الشائع أسود تمامًا على الرغم من أنّ الأوزيل الحلقية للذكور سوداء مع هلال أبيض على الصدر.

تميل هذه الطيور أيضًا إلى أن يكون لها عيون كبيرة مع حلقات عيون وذيول متوسطة الطول وأرجل طويلة وقوية تسمح لها بالجري أو القفز فوق التضاريس بحثًا عن الطعام، والطيور التي تهاجر لها أجنحة مدببة وامتداد جناحيها الواسع يسمح لها بأن تكون أكثر ديناميكية هوائية أثناء الطيران من وإلى مناطق فصل الشتاء، والروبن الأمريكي هو أكبر مرض القلاع في أمريكا الشمالية، ويعتبر القلاع الكبير الذي يبلغ طوله 13 بوصة ويبلغ طول جناحيه 20 بوصة أكبر طائر السمنة المغرد في العالم، كما تفتح ضربات القلاع الأغنية قذائف القواقع على حجر مسطح، ويعود إلى حجر معين مرارا وتكرارا لهذا الغرض.

حمية طائر السمنة المغرد

هذه الطيور من الحيوانات آكلة اللحوم فمع نظام غذائي من الحشرات واللافقاريات الصغيرة الأخرى وكذلك التوت، بينما يأكلون الحيوانات على الأرض سوف يهبطون على الأشجار والشجيرات للحصول على الفاكهة، وغالبًا ما يستخدم الطائر الذي يصطاد فريسة على الأرض أسلوبًا يسمى الجري والتوقف، وستجري أو تقفز في طرق صغيرة وتستمع إلى صوت الفريسة ثم تنطلق نحوها، وسيفتشون أيضًا في الأوراق المتساقطة ويسبرون الخشب المتعفن بحثًا عن فريسة.

يأكل الطائر الديدان والخنافس واليرقات والجنادب والدبابير وغيرها من يرقات الحشرات والقواقع والرخويات، ومن المعروف أيضًا أنّ طائر السمنة المغرد يأكل الزواحف الصغيرة والبرمائيات، ويأكلون الفاكهة اللينة مثل التوت الأسود والتوت البري والعنب البري وتوت شجيرات البيراكانثا وأشجار الروان.

طائر السمنة المغرد والتهديدات

مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكائنات تفترس الطيور البالغة والصغيرة، وهي تشمل الأفاعي والسناجب والراكون وابن عرس والسنجاب والفئران وآفة الطيور المغردة والقطط الأليفة، وهذه الطيور أيضًا تفترسها طيور أخرى بما في ذلك أنواع جايز والغربان والطيور الجارحة مثل البوم والصقور ذات اللمعان الحاد، وحتى البشر اعتادوا على أكل القلاع، وهذه الطيور أيضًا عرضة للطفيليات مثل العث والقراد والقمل وذباب القملة، ويمكن لهذه الطفيليات أن تنشر بكتيريا (Spirochaetes) والتي يمكن أن تسبب نوعًا من تسمم الدم في الطيور.

تكاثر طائر السمنة المغرد والصغار

تبدأ هذه الطيور في التكاثر في الربيع ويمكن سماع أغنية روبن الذكر الذي عاد من ملاذته الشتوية حتى في أواخر الشتاء، وأقام ذكور الطيور منطقة تكاثر وسوف ترى ذكرًا آخر خارج منطقته، وقد يكون عدوانيًا تجاه أنثى مهتمة حتى يدرك نواياها، وتمر أنواع أخرى من هذه الطيور بطقوس مغازلة معقدة تشمل الغناء وإطعام بعضها البعض، وبعد ذلك تبني الأنثى العش إما على الأرض أو على الأشجار أو في حالة الطيور الزرقاء وتجاويف الأشجار، ويشتهر بيض طائر السمنة المغرد بظلال اللون الأزرق وقد يحتوي على نمش بني.

يبدو أنّ معظم الأنواع أحادية الزواج وعلى الأقل في موسم التكاثر، وفي معظم الأنواع تكون فترة الحضانة حوالي 12 إلى 14 يومًا، وعندما تحضن الأنثى البيض يحضر الذكر طعامها، وتصبح الكتاكيت عاجزة عندما تفقس ويطعمها كلا الوالدين، وفي بعض الأنواع يجلب الذكر الطعام للأنثى التي بدورها تطعمه للصيصان، ويعتني الوالدان بإخراج أكياس براز الكتاكيت من الأعشاش.

تبدأ الكتاكيت في النضوج عندما يبلغون من العمر 10 إلى 15 يومًا في معظم الحالات ولكن حتى ذلك الحين سوف يستمرون في متابعة والديهم في جميع الأنحاء والتوسل للحصول على الطعام، وبعد أسبوعين من فرارها تستطيع الكتاكيت الطيران بشكل جيد، وفي بعض الأنواع تبقى الفراخ في أراضي والديها لبضعة أسابيع، ويختلف عمر هذه الطيور حيث يبلغ عمر معظم الروبوتات حوالي عامين  ولكن هذا يأخذ في الاعتبار حقيقة أنّ معظم الروبوتات لن يعيش عامه الأول، ومن المعروف أنّ بعضهم يعيش عقدًا أو أكثر.

تحب طيور السمنة المغرد التطفل على أعشاش القلاع، فيضع طائر البقر بيضته في عش القلاع ويتوقع من أبويه القلاع تربية كتكوتهم كتكوت خاص بهم، ومع ذلك في بعض الأحيان يمكن أن يميز طائر السمنة المغرد الفرق بين البيض ويخرج بيض البقر من العش.

عدد سكان العديد من هذه الطيور مستقر أو متزايد وفي بعض الأنواع يكون عدد السكان كبيرًا جدًا، وإلى جانب مئات الملايين من روبينز في العالم وهناك حوالي 70 مليونًا من طائر السمنة المغرد، ومع ذلك فقد تراجعت أنواع أخرى من القلاع مثل فطريات الخشب، وانقرض البعض الآخر ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تدمير الموائل أو الصيد الجائر، وكان أحدهما هو طائر السمنة المغرد في جزيرة كايمان الكبرى في منطقة البحر الكاريبي والذي تم اصطياده حتى الموت وربما انقرض في أواخر الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: