قرد الململة وصغاره

اقرأ في هذا المقال


قرد المَلمَلة (Proboscis Monkey) هو رئيس شجري متوسط ​​الحجم يوجد حصريًا في الغابات المطيرة في بورنيو، وقرد الململة ليس فقط واحدًا من أكبر القرود في آسيا، ولكنه أيضًا أحد الثدييات الأكثر تميزًا في العالم حيث يمتلك أنفًا طويلًا سمينًا ومعدة كبيرة منتفخة، وعلى الرغم من وجود أنوف أكبر قليلاً ومعدة بارزة تحدد عائلة قرد الكولبساوات إلّا أنّ هذه الميزات الموجودة على قرد المَلمَلة هي أكثر من ضعف حجم أقرب أقربائها، ومع ذلك فإنّ قرد الململة اليوم مهدد بشدة في بيئته الطبيعية مع إزالة الغابات التي لها تأثير مدمر على الموائل الفريدة التي تم العثور عليها.

مظهر قرد الململة

ذكر القرد الململة أكبر بكثير من الأنثى التي يصل ارتفاعها إلى 76 سم ويزن أكثر من 20 كجم، وكلاهما له ذيل طويل يمكن أن يكون بنفس طول الجسم والذي يستخدم لمساعدة قرد الململة على التوازن أثناء حمله، ويقفز عبر الأشجار، ويتسم البالغون بشكل أساسي باللون البرتقالي الباهت إلى البني الفاتح مع لون رأس وأكتاف أكثر ثراءً وأطرافًا وذيلًا رمادية اللون ووجه وردي فاتح، ويتطور الأنف البارز لقرد الململة مع تقدم العمر عندما يكون لدى الأطفال أنوف أكثر شبيهة بالقردة ويكون لدى الذكور الأكبر سنًا أنوفًا أكبر حجمًا وأكثر بصليًا، وعلى الرغم من أنّ العلماء لا يزالون غير متأكدين من سبب نمو أنف قرد الململة بشكل كبير، إلّا أنّه يعتقد على نطاق واسع أنّه يتعلق بجذب أنثى رفيقة لأن أنوف الإناث أصغر بكثير.

موطن القرد الململة

تم العثور على قرد المَلمَلة في جزيرة بورنيو، حيث كان منتشرًا إلى حد ما (باستثناء وسط ساراواك) في جميع أنحاء غابات المنغروف الساحلية، ويسكن قرد الململة موائل فريدة جدًا ويوجد بشكل شائع في مستنقعات المنغروف ولكن من المعروف أيضًا أنه يسكن غابات المنغروف الساحلية والغابات النهرية والغابات المطيرة في الأراضي المنخفضة مما يوفر مصدرًا جيدًا للمياه العذبة.

نظرًا لنظامهم الغذائي الذي يتغذى على أوراق الشجر تمكن قرد المَلمَلة أيضًا من استغلال مكانة داخل غابات الأراضي الرطبة هذه، وهي أكبر الثدييات الموجودة في المستويات الأعلى من المظلة، ومع ذلك فقد تأثرت هذه المناطق النادرة بشدة بإزالة الغابات مما يعني أنّ مجموعات قرد المَلمَلة أصبحت أكثر عزلة لأنّها ستتجنب الغابات التي تم تطهيرها أو المناطق المأهولة بالسكان.

تكاثر قرد الململة والصغار

تلد أنثى القرود الململة رضيعًا واحدًا بعد فترة حمل تدوم حوالي خمسة أشهر ونصف، وله فراء داكن اللون ووجه أزرق ولن يطور لونه البالغ حتى يبلغ من العمر 3 أو 4 أشهر، وتتم رعاية القرود الصغيرة الململة ليس فقط من قبل أمها ولكن أيضًا من قبل الإناث البالغات الأخريات في المجموعة، ويبقين مع أمهن حتى يبلغن من العمر عامًا تقريبًا عندما تميل الإناث الشابات إلى البقاء مع القوات وسيغادر الشباب الذكور الانضمام إلى مجموعة من الذكور الأعزب.

على الرغم من أنّ قوات قرد السلال تميل إلى أن تظل مستقرة إلى حد ما، إلّا أنّه ليس من غير المألوف أن ينتقل كل من الذكور والإناث إلى فرقة أخرى، وتميل القرود الململة إلى العيش لمدة تصل إلى 20 عامًا في البرية ولا يمكنها التكاثر حتى يبلغ عمرها أربع سنوات على الأقل، والقرود الململة هو حيوان اجتماعي بشكل لا يصدق يسكن غابات المانغروف المحيطة في مجموعات تضم ما بين 2 إلى 30 فردًا وتتألف من ذكر مهيمن مع ما يصل إلى 10 إناث وصغارها، وتميل أنثى القرود الململة إلى قيادة عمليات البحث عن الطعام والعناية بالصغار ويدافع الذكر عن مجموعته بإصدار أصوات تزمير عالية وإظهار أسنانه.

من المعروف أنّ قوات القرد الململة تتجمع معًا على الرغم من قربها من الماء أو في منطقة يتوافر فيها الطعام بكثرة، جنبًا إلى جنب مع الليل عندما يرتاح الجنود وينامون بأمان في غابات المانغروف بالقرب من حافة المياه، ونظرًا لحقيقة أنّ قرد الململة المياه يحتاج إلى مصدر جيد للمياه العذبة مثل المستنقع أو النهر، فهو سباح ممتاز ومن المعروف أنّه يسافر عبر مناطق عميقة جدًا للعثور على الطعام أو للهروب من خطر الاقتراب.

حمية قرد الململة

على الرغم من أنّ قرد الململة من الحيوانات النهمة من الناحية الفنية فإنّ الجزء الأكبر من نظامهم الغذائي يتكون من أوراق المنغروف القاسية التي يتم سحبها من الأشجار المحيطة، وبسبب حقيقة أنّهم قرود تأكل الأوراق فإنّ قرد المَلمَلة لديه معدة كبيرة ومنتفخة تتكون من غرف تحتوي على بكتيريا هضم السليلوز الخاصة التي تساعد على تكسير الأوراق.

ومع ذلك فهذه عملية بطيئة للغاية وتعني أن معدة القرد الململة غالبًا ما تكون ممتلئة، ويمكن أن تحتوي على ما يصل إلى ربع وزن الجسم الإجمالي للفرد، ويكمل قرد المَلمَلة نظامه الغذائي عن طريق تناول مواد نباتية أخرى بما في ذلك البراعم والبذور والفاكهة غير الناضجة جنبًا إلى جنب مع حشرة عابرة في بعض الأحيان ويفعل ذلك غالبًا في الأشجار مفضلاً عدم النزول إلى الأرض.

قرد الململة والتهديدات

نظرًا للحجم الكبير ونمط الحياة الذي يسكن الأشجار بالكامل تقريبًا لقرد المَلمَلة، فإنّ لديهم عددًا قليلاً جدًا من الحيوانات المفترسة الفعلية في بيئتهم الطبيعية، باستثناء النمور الملبدة بالغيوم التي تصطاد قرد المَلمَلة عندما يضطر إلى التواجد على الأرض، كما أنّها تفترسها التماسيح أثناء وجودها في الماء ولكن البشر هم أكبر تهديد لهذا الحيوان الفريد، ولم تفقد القرود الململة مساحات شاسعة من موائلها الطبيعية بسبب إزالة الغابات فحسب، ولكنها أيضًا لم تتكيف جيدًا مع العيش بالقرب من النشاط البشري وبالتالي يتم دفعها إلى جيوب أصغر وأكثر عزلة في مناطقها الأصلية.

يقضي قرد الململة معظم حياته بالقرب من الماء وهو سباح ماهر ويساعده جزئياً قدمه المكفوفة على التجديف في الماء والمشي على الضفاف الزلقة، وقرد الململة رشيق للغاية أثناء تواجده في الأشجار ومن المعروف أيضًا أنّه يقفز في الماء من ارتفاعات تصل إلى 50 قدمًا، ويمكن أن ينمو أنف ذكر القرد الململة بشكل كبير بحيث يتدلى لأسفل فوق فمه ويجب دفعه جانبًا لتناول الطعام، ومع ذلك عندما يستقيم أنف القرد ويُعتقد أنّه يجعل صوت القرد صدى أعلى لإبهار الإناث الناضجات ولترهيب المنافسين الذكور في المنطقة، ومن المعروف أيضًا أنّ الأنف الكبير لذكر قرد الململة أصبح أحمر اللون ومتورمًا عندما يكون الفرد غاضبًا أو متحمسًا.

قرد الململة ووضع الحفاظ

اليوم أدرج الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) قرد المَلمَلة كحيوان مهدد بالانقراض في بيئته الطبيعية ويمكن أن يواجه الانقراض في المستقبل القريب إذا لم يتم وضع تدابير حماية أفضل، ويُعتقد أن أعداد السكان قد انخفضت بنسبة تصل إلى 80٪ على مدار الثلاثين عامًا الماضية مع استمرار الأرقام في الانخفاض، ويُعتقد أنّ هناك حوالي 7000 قرد المَلمَلة بقيت في البرية اليوم وعدد قليل جدًا منها تم العثور عليها في الأسر لأنّها ببساطة لا تستجيب بشكل جيد للظروف الاصطناعية.

تم اصطياد قرد المَلمَلة من قبل السكان المحليين حيث يُنظر إليهم على أنّهم طعام شهي في بعض المناطق، ولكن اليوم يُحظر القبض على هذه الحيوانات المميزة وقتلها وقد ساعد هذا الموقف قليلاً، ومع ذلك كان للناس تأثير أكبر بكثير على قرد المَلمَلة من خلال إزالة الغابات من موطنه الطبيعي بشكل أساسي لقطع الأشجار وتنمية المستوطنات البشرية وتطهير الأرض لمزارع زيت النخيل، مما أدى إلى انخفاض حاد في عدد السكان في الأنواع على مدى الزوجين الماضيين لعقود خاصة، ومع ذلك فهي رائعة بالنسبة لكثير من الناس حول العالم وقد ولدت اهتمامًا بالسياحة في مناطق معينة.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: