قرود طمارين جفروي وصغارها

اقرأ في هذا المقال


قرود طمارين جفروي (Geoffroy’s tamarin) هي قرود صغيرة توجد في أمريكا الوسطى، والفراء على ظهورهم المتنوع باللونين الأسود والأصفر مع أرجل وأقدام وصدر شاحبة، ووجههم شبه مكشوف ولكن الرأس به فرو ضارب إلى الحمرة مع رقعة على شكل مثلث في مقدمة الرأس، والذيل أحمر كستنائي وله طرف أسود.

النطاق الجغرافي والموطن لطمارين جفروي

يمتد النطاق الذي يسكنه طمارين جفروي من جنوب شرق كوستاريكا إلى أقصى شمال غرب كولومبيا، وطمارين جفروي هو من بهيات الشعر الوحيد الذي يمتد نطاقه من أمريكا الجنوبية حتى الشمال حتى كوستاريكا، ويعيش طمارين جفروي في منطقة الشجيرات والأعشاب والنمو الثانوي، وغالبًا ما تعيش هذه الأنواع في غابات مضطربة وقد ارتبطت تاريخياً بزراعة القطع والحرق، ويسكن طمارين جفروي مناطق ذات رقائق عالية الكثافة ويتجنب الغابات المفتوحة وفتحات الغابات المتناثرة ومناطق العشب، وتم العثور على طمارين جفروي للنوم في الأشجار المورقة بكثافة أو المغطاة بالكروم، ولم يُلاحظ أنّهم يصنعون أعشاشًا لكن يبدو أنّهم ينامون في تجاويف في الأشجار كما يفعل العديد من بهيات الشعر (Callitrichidae) الأخرى.

الوصف المادي لطمارين جفروي

طمارين جفروي هو أصغر قرد في بنما، ويبلغ متوسط ​​طول الجسم 20-29 سم فقط ويتراوح الذيل من 31-42 سم، ويمتلك طمارين جفروي فروًا بنيًا وأسودًا يغطي جسمه بردفة سوداء شبه عارية، كما يوجد على رأسها مقطع مثلثي من الفراء الأبيض، والعنق هو الماهوجني الأحمر وكذلك الذيل باستثناء طرف أسود، وموهوك أبيض قطني مثلثي يشعل رأس هذا القرد الصغير، والفراء القصير على كلا الجانبين أسود مما يعطي أهمية أكبر لتصفيف شعر جيفروي الطمارين المحبب، ويغطي الفراء المحمر الجزء الخلفي -أو مؤخر- العنق.

تمتد خيوط الشعر البيضاء الطويلة والناعمة من أسفل معابد وجه أسود ممتلئ أصلع، والعيون البنية تقيم العالم والآذان الصغيرة المتصدعة تستمع إلى أصوات الغابة، ومعطف فرو مرقش أسود-بني-أصفر يغطي الجسم، والفراء على صدر القرد والجانب السفلي أبيض، ويتطابق ذيله مع لون مؤخرته ويتم تمييزه بطرف من الفرو الأسود، والأطفال حديثي الولادة مغطون بالفراء الأسود المحاط بنيران البيج ووجوههم أصلع بيضاء، ويتميز ططمارين جفروي بكونه أصغر قرد في بنما وأنواع تامارين الوحيدة التي تعيش في أمريكا الوسطى، ويُعتقد أنّ الأنواع الأصغر من القرود تسكن بعض غابات كولومبيا.

تزن الإناث أكثر بقليل من الذكور بمتوسط ​​وزن 1.1 رطل (0.51 كجم)، بينما يزن الذكور حوالي 1 رطل (0.48 كجم)، ولا يمكن مقاومة إبهام القرود وهي مزودة بمخالب معدلة بدلاً من المسامير على كل إصبع باستثناء الرقم الأول في كل إصبع، ومثل جميع أنواع طمارين فإنّ أنيابها أكبر من القواطع.

تكاثر طمارين جفروي والصغار

لدى طمارين جفروي نظام تزاوج متعدد الأزواج أي أنّ العديد من الذكور يتزاوجون مع أنثى واحدة فقط، ويحدث موسم التزاوج خلال شهري يناير وفبراير وتحدث الولادات من مارس حتى يونيو وتحدث الغالبية من أواخر أبريل إلى أوائل يونيو، وتستمر فترة الحمل عادة من 140 إلى 145 يومًا، ويمكن أن تنجب الإناث ما بين شاب وصغار في وقت واحد وعادة ما تزن الإناث حوالي 40 جرامًا عند الولادة ويولدون غذاءًا كاملاً، وعادة ما تحمل أنثى التربية توأمان، وعادة ما تستمر فترة الرضاعة من شهرين إلى ثلاثة أشهر ويبلغ النضج الجنسي حوالي 24 شهرًا، ويبلغ العمر الافتراضي لطمارين جفروي حوالي 13 عامًا.

ترضع الإناث ذريتهن لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويساعد الذكور في رعاية الصغار وحملهم فيحمل الذكور الأطفال ويتغذون بهم أكثر من الإناث، ود يساهم الأشقاء الأكبر سنًا أيضًا في رعاية الرضع على الرغم من أنّ الأطفال الرضع يفضلون أن يحملهم آباؤهم أكثر من إخوتهم، كما إنّ حمل الصغار خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية الأولى من الحياة أمر مهم للغاية، ويتحرك الأطفال في عمر 2 إلى 5 أسابيع ويبدأون في تناول الطعام الصلب من 4 إلى 7 أسابيع، ويكونون مستقلين في عمر 10 إلى 18 أسبوعًا.

الخصائص السلوكية لطمارين جفروي

وطمارين جفروي نهارية وشجرية ولكنها تنزل على الأرض من حين لآخر، ويتم ذلك عادةً فقط للحصول على أطعمة معينة أو للوصول إلى شجرة لا يمكن الوصول إليها بطريقة أخرى، وكذلك طمارين جفروي بما أنه نهاري فأنّه يوجد عادة في مجموعات من 2-19 فردًا، كما إنّها من الأنواع الإقليمية التي تم العثور عليها لزيارة حدود مداها وتمييز الأشجار في الصباح الباكر كل يوم، وعادة ما يزور الذكور الحدود في أغلب الأحيان.

تختلف أدوار الجنسين اختلافًا كبيرًا عندما يتعلق الأمر بالنزاعات الإقليمية، وعادة ما يتصرف الذكور بقوة مع مجموعات أخرى بينما عادة ما تضع الإناث رائحة فقط، ويقوم طمارين جفروي بعمل مجموعة متنوعة من المكالمات التي تشبه أصوات الطيور والتي تعمل بمثابة أجهزة إنذار للآخرين في المجموعة عند ظهور خطر من الطيور الجارحة أو الأخطار الأرضية مثل الثعابين أو المعطف، وسوف يصدرون غوغاء المفترس أيضا.

عادات الطعام لطمارين جفروي

يتكون نظام طمارين جفروي بشكل أساسي من الحشرات والفواكه، وتتغذى أيضًا على السحالي الصغيرة والزهور والرحيق الموجودة في النمو الثانوي، وكان ما بين 30 و 50 ٪ من نظامهم الغذائي في إحدى الدراسات مكونًا من الحشرات ويبدو أنّ السيكادا والجنادب هم أكثر طعامهم المفضل، ومع ذلك فإنّ المصدر الرئيسي للغذاء في معظم أيام العام هو الفاكهة.

تتم معظم عمليات البحث عن الطعام في المستويات الوسطى والسفلية من المظلات في الغابة، والأكثر شيوعًا هو استهلاك الفاكهة الصغيرة، وعندما تصبح الفاكهة شحيحة خلال أشهر الجفاف من العام تلجأ طمارين جفروي إلى أكل الرحيق والموارد الثانوية الأخرى، ونظرًا لندرة كل من الحشرات والفواكه خلال مواسم الجفاف يظهر طمارين جفروي انخفاضًا في وزن الجسم بسبب فقدان احتياطيات الدهون في هذا الوقت.

تبحث إناث طمارين جفروي عن أعشاش أنشأتها حيوانات أخرى لتلد الرضع وتحميهم من الحيوانات المفترسة، وهذه الأعشاش عادة ما تكون جذوعًا مجوفة أو ثقوبًا للأشجار تستخدمها الحيوانات الأخرى كمأوى، كما تتمتع طمارين جفروي بالقدرة على التكاثر على مدار العام ولكنها عادة ما تصبح أكثر نشاطًا من أبريل إلى يونيو، وتُلاحظ فترات أطول بين الولادات بعد إنجاب الطمارين توأمان حيث يمكن أن يتراوح هذا من 154 إلى 540 يومًا.

التهديدات والمفترسات لطمارين جفروي

في بعض مواقع مداها تعاني طمارين جفروي من فقدان موطنها، كما يتم أحيانًا اصطيادهم والقبض عليهم من أجل تجارة الحيوانات الأليفة في بنما، ولا تقدم القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) والمصادر الأخرى العدد الإجمالي لسكان طمارين جفروي، وحاليًا تم تصنيف هذا النوع على أنّه الأقل قلقًا (LC) في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ولكن أعداده اليوم آخذة في التناقص.

الأهمية الاقتصادية لطمارين جفروي

يستهلك طمارين جفروي الحشرات التي يمكن أن تساعد في السيطرة على الآفات التي تصيب البشر، وسوف تزدهر طمارين جفروي إذا أعطيت موطنًا مناسبًا، وتم ربط انخفاض النمو الثانوي بانخفاض في أعداد طمارين جفروي مع التعليم العام والحماية في الملاجئ التي تم إنشاؤها، وقد تتمكن الأنواع مرة أخرى من الازدهار.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: