قط سنور الكودكود وصغاره

اقرأ في هذا المقال


قط سنور الكودكود (kodkod) والمعروف أيضًا باسم (güiña) أو القط التشيلي، وهو نوع من القطط البرية الموجودة في أمريكا الجنوبية، ويعتبر قط سنور الكودكود من بين أصغر القطط في العالم بأسره، حيث تجوب الغابات الكثيفة في منطقة الأنديز الجنوبية بحثًا عن الفريسة، ويقضون الكثير من وقتهم مقسمًا بين الموائل الأرضية والشجرية، ولسوء الحظ يواجه هذا النوع العديد من التهديدات المختلفة في البرية، وعلى الرغم من عدم تعرضها للخطر بعد ولكن يبدو أنّ الأرقام في تراجع، ونظرًا لطبيعته المنعزلة ونطاقه المحدود هناك العديد من الحقائق حول سلوك قط سنور الكودكود التي ما زلنا لا نفهمها تمامًا.

مظهر قط سنور الكودكود

يحمل قط سنور الكودكود العديد من السمات الجسدية للقطط بما في ذلك العيون الكبيرة والشوارب الطويلة والخطم المسطح والإطار المرن ولكن العضلي، وهي مغطاة بالفراء البني وتتراوح ظلالها بين الرمادي الباهت والأصفر مع جانب سفلي أبيض، ويتخلل ذلك خطوط وبقع سوداء في جميع أنحاء جسمه، وتشمل ميزات قط سنور الكودكود الأخرى رأسًا صغيرًا يشبه القطة تقريبًا مع علامات عمودية سوداء فوق العينين مباشرةً، والآذان القصيرة المستديرة بها بقع بيضاء على الظهر، والذيل القصير ولكن السميك بشكل استثنائي الذي يقيس حوالي نصف طول الجسم الإجمالي وبه 10 إلى 12 حلقة سوداء وطرف عريض، كما أنّ القدمين والمخالب كبيرة نسبيًا مقارنة بحجم الجسم.

يتم مشاركة العديد من هذه الخصائص مع الأنواع الأخرى ذات الصلة الوثيقة مثل الأسيلوت مما يجعل من الصعب التمييز بينها، وطريقة واحدة لتمييزها هي حجمها (وكذلك موطنها)، ويعد قط سنور الكودكود أصغر قطة برية في نصف الكرة الغربي وهو من بين أصغر القطط في العالم بأسره، ويصل طوله إلى 20 بوصة ووزنه حوالي 5 أرطال ونادرًا ما ينمو أكبر من قطة منزلية نموذجية، ويميل الذكور إلى أن يكونوا أكبر من الإناث ولكن الاختلافات الجسدية بين الجنسين (إلى جانب الفروق الواضحة) يُعتقد أن تكون ضئيلة.

موطن قط سنور الكودكود

تنتمي قط سنور الكودكود إلى الغابات المطيرة المعتدلة المختلطة على طول جبال وسواحل تشيلي وغرب الأرجنتين، ويقع أكبر تجمع لقط سنور الكودكود في الأجزاء الجنوبية من تشيلي، وذلك بفضل ندرة النشاط البشري وانتشار المناطق المحمية في المنطقة، ويبدو أنّ قط سنور الكودكود تفضل الغابات الرطبة ذات الطبقة السفلية الثقيلة أو أكوام النباتات السميكة (بعضها يشتمل على الخيزران) بالقرب من مصدر مناسب للمياه، وقد تتداخل أجزاء من مجموعته مع قطة جيفروي التي تشبهها وقط بامباس.

قط سنور الكودكود والتهديدات

في حين أنّ قط سنور الكودكود لم يتعرض للخطر بعد، ويبدو أنّ أعداده في انخفاض محفوف بالمخاطر، والتهديد الأكبر الوحيد الذي يواجه قط سنور الكودكود هو فقدان الموائل وتجزئتها من قطع الأشجار والزراعة لا سيما في النظام البيئي المعتدل في وسط تشيلي، ويمكن أن تتكيف قطط سنور الكودكود مع بعض التغييرات في بيئتها الطبيعية، ولكنها تحتاج إلى قدر معين من الأشجار أو الغطاء النباتي من أجل الازدهار.

تشمل التهديدات الأخرى لبقائها حوادث السيارات وأمراض القطط (التي تنتقل من القطط المنزلية) والصيد المتعمد، وفي بعض الأحيان يقتل المزارعون قط سنور الكودكود في محاولتهم مداهمة حظيرة دجاج، والشيء الوحيد الذي ينقذ من الصيادين هو أنّ فرائه لا يتم تقييمه تمامًا مثل أنواع القطط الأخرى في أمريكا الجنوبية.

ويحتوي قط سنور الكودكود على عدد قليل من الحيوانات المفترسة الموثقة في البرية إلى جانب ربما الكلاب المستأنسة، وإذا كانت تشبه القطط البرية الأخرى فمن المحتمل أنّها تواجه أيضًا تهديدات من النسور والثعابين والقطط الكبيرة خاصةً عندما تكون مجرد قطة صغيرة، ويوفر كل من نمط الألوان ونمط الحياة الشجرية درجة من الحماية ضد التهديدات المحتملة.

حمية قط سنور الكودكود

يفترس قط سنور الكودكود القوارض الصغيرة والسحالي والحشرات والطيور المختلفة (مثل الدجاج أو الأوز أو القلاع)، ونظامها الغذائي بالكامل من آكلات اللحوم بحتة.

تكاثر قط سنور الكودكود والصغار

يمتد الكثير من الغموض الذي يحيط بقط سنور الكودكود البري أيضًا إلى سلوك التزاوج بما في ذلك توقيت موسم التكاثر وطقوس التودد والاستثمار الأبوي، وبسبب طبيعتها المراوغة لم يحاول العلماء بعد إجراء دراسة متعمقة، ولذلك يجب وضع افتراضات واستنتاجات معينة حول استراتيجياتهم الإنجابية، فعلى سبيل المثال يُعتقد أنّ النطاق المنزلي الكبير للذكور يتداخل مع مجموعة من الإناث المتعددة مما يمنحه وصولاً حصريًا إلى شركاء التزاوج، ومن المحتمل أن يكون هناك بعض التنافس بين الذكور على رفقاء محتملين.

بعد فترة حمل تتراوح من 72 إلى 78 يومًا تلد الأنثى فضلات من 1 إلى 4 قطط صغيرة في المرة الواحدة، وبناءً على دراسة القطط البرية الأخرى يُفترض أنّ الأم ستوفر استثمارات أبوية واسعة النطاق من حيث الطعام أو الإرضاع وتعليم القطط كيفية الصيد والبقاء على قيد الحياة، وربما لا يقدم الأب الكثير من الرعاية على الإطلاق.

ومن المحتمل أن تصبح قطط سنور الكودكود الصغيرة مستقلة عن الأم بعد فترة وجيزة من فطامها عن حليبها، ولكن الأمر يستغرق حوالي عامين للوصول إلى مرحلة النضج الكامل، وبافتراض أنّها تستطيع البقاء على قيد الحياة ضد الحيوانات المفترسة والتهديدات ويُعتقد أنّ عمر قط سنور الكودكود نموذجي يصل إلى 11 عامًا في البرية.

تقول إحدى النظريات أنّ نقطة العين تعمل كإشارة للقطط الصغيرة لتتبع أمها، ونظرية أخرى هي أنّها تعزز عامل التخويف لدى القطة من خلال جعلها تبدو كما لو كانت تستطيع الرؤية في جميع الاتجاهات، مع ذلك هناك نظرية أخرى مفادها أنّ المقصود من العلامات هو إيصال العدوان ضد أعضاء آخرين من نفس النوع، وهناك أيضًا احتمال أن تكون مجرد علامات عشوائية بدون غرض أو وظيفة على الرغم من أنّه سيكون من قبيل المصادفة أنّ الكثير من أنواع القطط تبدو بشكل عشوائي وكأنها تحتوي على شكل من أشكال نقاط العيون دون سبب.

نظرًا لندرة الحقائق والبيانات الملموسة هناك تباين كبير في عدد الكودودات التي يُعتقد أنّها باقية في البرية، ويضع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) -وهي منظمة بحث ودعوة- التقدير في مكان ما بين 6000 و 92000 فرد ناضج بانخفاض كبير جدًا عن ارتفاعه السابق ولا يزال يُعتقد أنه يتناقص، وتم تصنيف قط سنور الكودكود على أنّه من الأنواع المعرضة للخطر من قبل القائمة الحمراء (IUCN) بسبب التهديدات التي تواجهها ونطاقها المحدود.

في حين أنّ هناك قوانين معمول بها لحماية قط سنور الكودكود يتم تطبيقها بشكل ضعيف وغالبًا ما يتم تجاهلها، ومن أجل تعزيز أعدادهم سيكون من الضروري الحفاظ على غابات تشيلي وإنشاء ممرات بين الغابات المجزأة، ووضع مطبات وإشارات سريعة بالقرب من معابر الطرق المتكررة وتعزيز آليات إنفاذ القانون وتقليل النزاعات مع البشر (من خلال تمويل أقفاص الدجاج المقاومة للحيوانات المفترسة للمزارعين)، وقد أعلنت ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) أنّها ستمول أحد برامج الحفظ في عام 2018.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: