كم تبلغ قوة عضة حيوان فرس النهر

اقرأ في هذا المقال


في عالم الحيوان يوجد بعض الحشرات التي لا يتجاوز وزنها بضع غرامات مثل البعوض، ويوجد حيوانات أخرى يفوق وزنها الستة أطنان مثل الفيلة، ويوجد العديد من النماذج التي تتحدّث عن حيوانات في غاية القوّة ليس من حيث قدرتها على الافتراس وحسب، ولكن من خلال قوّتها البدنية وسرعتها وقدرتها على المواجهة، ولعلّ فرس النهر واحد من أكثر الحيوانات قوّة وقدرة على التحمّل كونه يمتلك جسداً هائلاً قادراً على إحداث الكثير من الفوضى إذا ما شعر بالخطر، فما مقدار قوة فرس النهر؟

سلوك فرس النهر الدفاعي

يعتقد الكثيرون أن الفيلة هي فقط من تمتلك أجساداً تزيد أوزانها على الخمسة أطنان، ولعلّ فرس النهر واحد من أكبر الحيوانات حجماً وأكثرها وزناً، إذ يبلغ وزن الذكر البالغ منها حوالي ثلاثة أطنان ونصف ويقلّ الوزن قليلاً عند الإناث، وهي حيوانات نهارية تمتلك أجساداً ضخمة تحتاج الكثير من الطعام بصورة يومية لتتمكنّ من التعايش بصورة طبيعية، وهذا الأمر يجعل منها حيوانات في غاية القوّة والقدرة على حماية أنفسها.

تعيش حيوانات فرس النهر ذات المظهر الممتلئ قصير الأرجل ضخم الرأس في جنوب القارة الأفريقية بالقرب من التجمعات المائية، وهي حيوانات شبه مائية تمضي العديد من ساعات اليوم وهي داخل المياه تأكل الأعشاب فقط ولا تأكل اللحوم أبداً، وتمتاز بحاسة شمّ قوية للغاية تساعدها على معرفة أماكن تواجد الطعام، وتعتبر عيونها قياساً بحجم أجسادها ورؤوسها صغيرة للغاية، ولا تساعدها كثيراً في التعايش بصورة طبيعية بالقدر الذي تستفيد منه من حاستي السمع والشم.

إنّ فرس النهر من الحيوانات شبه المائية التي تفضّل التعايش بالقرب من الأنهار والبحيرات في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، وتمتاز بوجود طبقة سميكة من الجلد فوق أجسادها تحتاج إلى الكثير من المياه التي تساعدها على تخفيض درجة حرارتها بصورة مناسبة، وهي تتعايش بصورة جماعية حيث يبلغ عدد أفراد المجموعة الواحدة حوالي أربعين فرداً، حيث يتواجدون بالقرب من بعضهم البعض ولا ينفكون يفترقون إلا عند حلول الظلام.

ما مقدار قوة عضة فرس النهر

إنّ الحديث عن قوّة عضّة فرس النهر قد يعتبر أمراً مثيراً للاستغراب لدى العض كونه حيوان غير مفترس آكل للأعشاب، ولكن من ينظر جيداً إلى حجم رأس حيوان فرس النهر ومقدار فتحة الفم لديه يُدرك مدى خطورة هذا الحيوان، فهو يمتلك ثاني أقوى عضّة حيوان في عالم الحيوانات بعد التمساح، فجسدها الاسطواني لا يشير أبداً إلى أنها حيوانات مُسالمة أو أنها حيوانات تفضّل الهرب عند اقتراب الحيوانات المفترسة منها، فهي حيوانات خطرة وتمتلك القدرة على صدّ أي هجوم وحتّى قتل أكثر الحيوانات قوّة.

يعيش فرس النهر من العمر ما يتراوح ما بين أربعين وخمسين عام، وهي حيوانات لا تتوقف أجسادها عن النمو حتّى الموت، إنّ طول حيوان فرس النهر يصل لغاية ثلاثة أمتار ونصف ويُشبه في شكله شكل حيوان وحيد القرن ولديه بعض الصفات الشكلية التي تشبه شكل الخنزير البري، وعلى الرغم من ضخامة أجسادها فهي حيوانات يمكن لها الركض لسرعة تزيد على الثلاثين كيلو متر في الساعة الواحدة، وهو حيوان عِدائي في حال شعر بالخطر، ويقضي وقت طويل وهو في حالة صراع مع الذكور الأخرى للسيطرة على الأماكن التي يتواجد فيها.

يعتبر فكّ حيوان فرس النهر من أقوى الفكوك التي تمتلكها الحيوانات، إذ يمكن له أن يفتح فكّيه بزاوية تصل إلى مئة وثمانين درجة، كما وأن ارتفاع فتحة فمه تصل إلى ارتفاع جسده القصير مقارنةً مع حجمه الضخم، وبالتالي فإنّ إطباق كِلا فكّيه مع بعضهما البعض في نفس الوقت تُشّكل خطراً كبيراً على أي حيوان آخر يقترب منها.

متى يقوم حيوان فرس النهر بفتح فكيه

إن فتحة فكّي حيوان فرس النهر تبلغ حوالي متر ونصف المتر في حدّها الأقصى، ويتواجد في كلّ فكّ نابين طويلين يصل طول كلّ واحد منهما حوالي نصف متر، حيث يكونان في حالة إطباق كِلا الفكّين قاطعين ومُرعبين وقادرين على إحداث أضرار كبيرة في جسد أي حيوان آخر مهما بلغت قوّته، وعندما يفتح حيوان فرس النهر فكّه فهذه علامة على أنه يشعر بالخطر ويرغب في الدفاع عن نفسه، وتعتبر التماسيح والضباع أكثر الأعداء التي يتعرّض لها حيوان فرس النهر كونها تقوم بافتراس صغاره ومحاولة تعكير صفو حياته.

تبلغ قوّة عضّة حيوان فرس النهر حوالي مئة وخمسة وعشرين باراً وربما زيادة على ذلك، حيث يمكن له أن يستخدم هذه العضّة الهائلة في مهاجمة الحيوانات الأخرى التي قد تُعرّض حياته أو حياة صغاره للخطر، ولا يمكن للضباع مثلاً التي عادة ما تقوم بالتلاعب في حياة صغار حيوان فرس النهر أن تنجو من قوّة هذه العضة وكذلك الحال لدى التماسيح التي قد تحاول العبث مع صغارها، فقد تتعرض للموت أيضاً إذا ما تعرضت لعضّتها القاتلة، وهذه هي الأسباب الرئيسية التي جعلت من حيوان فرس النهر من أكثر الحيوانات قوّة على وجه الأرض على الرغم من أنه حيوان آكل للعشب.


شارك المقالة: