من الطبيعي أنّ العديد من الحيوانات وخاصة تلك التي تتعايش في المناطق الباردة جداً أن تقلّ تحركاتها وتلجأ إلى مأوى يحميها من برودة الطقس القاتلة، ولعلّ هذا الأمر ينطبق على العديد من الحيوانات ولكن بأشكال مختلفة، وعندما نتحدّث عن السبات الشتوي لعلّنا نستذكر الدب كواحد من الحيوانات التي تمتاز بهذه الخاصية، فكم هي المدة التي يقضيها الدب في السبات الشتوي؟
كم يقضي الدب من الوقت في السبات الشتوي
تعتبر فترة السبات الشتوي من الفترات الحرجة في حياة الحيوان الذي يعيش في المناطق الباردة، ولأن فرص النجاة في الظروف الجوية الباردة جداً تعتبر قليلة تلجأ الحيوانات وعلى رأسها الدببة إلى خفض نشاطها واللجوء إلى مناطق خاصة بها أكثر دفئاً تساعدها على تمضية الأيام المظلمة الباردة في المأوى لحين قدوم فصل الربيع وبداية الدفء.
تختلف الدببة حسب أنواعها في مدة السبات الشتوي الذي تقضيه وهي في حالة نوم، حيث أكّد علماء السلوك أنّ هذه المدّة تختلف باختلاف الطقس والبيئة التي يتواجد فيها الدب، كما وتختلف باختلاف نوع الدببة الموجودة في المكان، ولعلّ الدببة القطبية التي تتواجد في المناطق المتجمدة الباردة هي الأكثر حاجة إلى السبات الذي قد تصل مدّته لغاية ستة أشهر، وتقلّ تلك الفترة بالنسبة للدبة البنية والسوداء التي تتعايش في المناطق الأقل برودة إلى أيام أو أسابيع فقط.
في فترة السبات الشتوي تنخفض درجة حرارة الدببة حوالي خمسة درجات مئوية، كما وينخفض معدل ضربات القلب بصورة كبيرة لتصل ما بين ثمانية واثنتي عشرة ضربة في الدقيقة الواحدة، علماً أنها كانت قبل مرحلة السبات الشتوي تصل لغاية سبعين ضربة في الدقيقة الواحدة، كما وينخفض معدل الأيض وينخفض وزن الجسم بصورة كبيرة.
أثبت علماء سلوك الحيوان أن الدببة التي تلجأ إلى السبات الشتوي قد تتحرك في تلك الأثناء، وتعمل على إرضاع صغارها بصورة طبيعية تساعد خلالها صغارها على التعايش، كما وأنها قد تنجب في تلك الفترة علماً أنها لا تخرج من المأوى الخاص بها إلا في حالات نادرة في انتظار صحوة الطقس وارتفاع درجات الحرارة، لتعود في نشاطها من جديد.
ماذا يفعل الدب في فصل الشتاء؟
مع حلول فصل الشتاء، تدخل الدببة في حالة من السبات الشتوي. ويكون ذلك من خلال:
- البحث عن مكان آمن ودافئ: مثل كهف أو جوفاء شجرة.
- تجميع كمية كبيرة من الدهون: خلال فصل الخريف، تأكل الدببة بكميات كبيرة لتكوين طبقة سميكة من الدهون تُساعدها على البقاء على قيد الحياة خلال فترة السبات.
- خفض درجة حرارة الجسم: تنخفض درجة حرارة جسم الدببة بشكل كبير خلال فترة السبات، مما يُبطئ عملية الأيض ويُقلل من احتياجاتها للطاقة.
- التوقف عن الأكل والشرب: لا تأكل الدببة ولا تشرب خلال فترة السبات، بل تعتمد على الدهون المخزنة في أجسامها للحصول على الطاقة.
- النوم لفترة طويلة: تستمر فترة السبات الشتوي للدببة من 4 إلى 7 أشهر، تختلف مدتها حسب نوع الدب وموقعه الجغرافي.
وإليك بعض الفوائد للسبات الشتوي:
- البقاء على قيد الحياة: يساعد السبات الدببة على البقاء على قيد الحياة خلال فصل الشتاء، عندما يكون الطعام شحيحًا.
- توفير الطاقة: يُقلل السبات من احتياجات الدببة للطاقة، مما يُساعدها على الحفاظ على مخزونها من الدهون.
- إصلاح الجسم: يُساعد السبات الدببة على إصلاح أجسامها والاستعداد لموسم التكاثر في الربيع.
- وعندما تنتهي فترة السبات، تستيقظ الدببة وتبدأ في البحث عن الطعام. وتكون جاهزة للتزاوج وتربية الصغار.
ملاحظة:
- ليست كل أنواع الدببة تدخل في حالة السبات الشتوي.
- تختلف مدة السبات الشتوي من نوع الدب إلى آخر.