في عالم الحيوان تتكاثر الحيوانات إما عن طريق الولادة أو عن طريق البيوض وذلك نتيجة لعملية التزاوج ما بين الذكور والإناث بصورة غريزية، حيث أن الثدييات مثل الثعالب والبقر والفيلة تتزاوج فيها الذكور مع الإناث لتحصل بعد ذلك عملية الحمل والولادة والإرضاع والرعاية إلى غير ذلك، ولكن الحيوانات التي تتكاثر في البيوض فبعد أن تحصل عملية التزاوج ما بن الذكور والإناث تضع الإناث مجموعة من البيوض وتقوم بحضانتها بطريقة معينة ليفقس البيض ويخرج الصغار كما هي الحال لدى الزواحف والأسماك والطيور والحشرات.
كيف تتكاثر التماسيح
لفترة من الزمن كان الاعتقاد السائد قديماً أن التماسيح من الثدييات التي تتكاثر بالولادة نظراً إلى حجمها الهائل وقوّتها المفرطة، ولكن تبيّن فيما بعد أن التماسيح واحدة من أكبر الزواحف التي تعيش على الأرض وأكثرها خطورة، حيث أنّ التماسيح تتكاثر عن طريق البيوض التي تضعها الأنثى نتيجة عملية التزاوج التي تحصل ما بين الذكور والإناث بصورة ملفتة.
إنّ عملية التزاوج التي تحصل ما بين ذكور وإناث التماسيح لا تحصل بصورة عشوائية مباشرة، فهي تحصل بعد أن يقوم الذكر بمغازلة الأنثى لفترة قد تمتد في بعض الأحيان إلى عدّة ساعات قبل أن تبدأ الأنثى بتقديم التنازلات وصولاً إلى التزاوج الحقيقي الذي يؤدي إلى عملية تخصيب الأنثى ووضع البيض، حيث تضع أنثى التمساح ما بين عشرين إلى تسعين بيضة في الرمال أو في منطقة عشبية تقوم بحمايتها طوال فترة الحضانة.
إنّ الحماية التي تقدّمها الأنثى للبيوض هي في محاولة منها لحمايتها من الحيوانات المفترسة الأخرى التي تقوم بالاعتداء على هذه البيوض وتحطيمها وأكل ما تحتويه، وقد يحصل هذا الأمر من قبل تماسيح أخرى أو حيوانات ضارية مثل الضباع، ولعلّ فترة حضانة البيض قد تتراوح ما بين خمسين إلى مئة يوم، وتتحكّم طبيعة الطقس ودرجة الحرارة في حجم وجنس وشكل التمساح، وعادة لا يبقى الكثير من البيض قبل أن يفقس.
بعد أن يفقس البيض تقوم أنثى التمساح بالعناية بصغارها وحملهم إلى المياه في محاولة تعليمهم السباحة وقد تضعهم في فمهما أثناء عملية النقل أو فوق ضهورها، وعادة ما تقوم الحيوانات المفترسة من داخل المياه وخارجها في محاولة الاعتداء على صغار التماسيح قبل أن يبلغوا وتفترسهم مثل النمور.