تعتبر الأفاعي واحدة من أكثر الحيوانات خطورة؛ لما تمتلكه من قدرة كبيرة على اصطياد فرائسها التي تحصل عليهم بعد أن تقوم بلدغهم، إذ تعتبر الأفاعي من الحيوانات التي تتغذّى على الحيوانات الأخرى التي تكبرها بالحجم لغاية مئة بالمئة، إذ يمكن لها أن تأكل أرنب أو فأر أو جرذ أو حتى طائر، وهي بذلك تعتمد على قدرتها الكبيرة في فتح الفم لتقوم بعد ذلك بابتلاع الفريسة بصورة كاملة، ولكن في تلك الأثناء لا بدّ للأفاعي من أن تتنفس أثناء عملية البلع، فكيف تتم هذه العملية؟
كيف تتنفس الأفاعي
على عكس الحيوانات الثدية والطيور التي تمتلك أنفاً يساعدها على التنفس، فإنه لا تمتلك الأفاعي أنفاً يساعدها على التنفس، وهي حيوانات في غاية الخطورة كونها تنتشر في كافة قارات العالم وتنشط في الأماكن الدافئة على وجه الخصوص، ولعلّ الأفاعي من أكثر الزواحف انتشاراً وتنوّعًا من بين جميع أنواع الزواحف، إذ تتنفس الأفاعي عن طريق ألسنتها التي عادة ما تقوم بإخراجها بصورة سريعة ومتتالية من أفواهها.
يعتبر لسان الأفاعي من أكثر أعضائها أهمية؛ كون دوره لا يقتصر فقط على عملية التنفس فقط، فلسان الأفاعي ذو الشعبتين تستخدمه بصورة كبيرة كحاسة شمّ قوية للغاية، فلسانها المُتخصص للحصول على الأكسجين يساعدها في معرفة ما يدور حولها، والحيوانات التي من الممكن أن يتم أكلها أو الهرب منها، لهذا فالأفعى تعتمد في كافة تصرفاتها على ألسنتها التي تثير رعب الكثيرين؛ لأانهم مُعتقدين أن السموم تتواجد فيها.
كيف تتنفس الأفاعي أثناء بلع الطعام
من المُتعارف عليه أن الأفاعي لا تمتلك أسناناً تساعدها على هضم الطعام أو تقطيعه، فهي تقوم بابتلاع الطعام بصورة مباشرة، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من الجهد المبذول، كونها تكون مضطرة إلى فتح أفواهها إلى مسافات قياسية تتسع إلى حيوانات تكبرها بالحجم بحوالي الضعف، وبذلك فهي تحتاج إلى التنفّس أيضاً من أجل الحياة، كون عملية البلع تحتاج إلى أوقات طويلة وقد تحتاج إلى عدّة ساعات وخاصة إذا كانت الفريسة كبيرة الحجم.
أثبت علماء السلوك أن الأفاعي أثناء عملية بلع الطعام يمكن لها التنفس عن طريق فتحات صغيرة أسفل منطقة الفم، كما وتمّ رصد بعض الأفاعي كبيرة الحجم تقوم بإخراج جزء من قصبتها الهوائية إلى خارج أفواهها بصورة تساعدها على تنفس الأكسجين، كما وأنها وأثناء عملية البلع تقوم بعمل عدّة انقباضات داخل منطقة الصدر تساعدها في الحصول على الأكسجين بصورة جيدة، وهي تمنع موتها أو إغمائها، وبذلك من الطبيعي أن تبتلع الأفاعي فرائسها وتبقى في هيئتها المُعتادة دون أن تختنق.