يوجد العديد من السلوكيات التي يمتاز بها حيوان دون آخر والتي تجعل منه حيواناً فريداً يستحق الدراسة والتحليل، وتعتبر الغابات أماكن يمكن لنا من خلالها أن نشاهد جميع أنواع الحيوانات الكبيرة منها والصغيرة الطائرة والمُتسلقة والزاحفة والراكضة والمفترسة منها وآكلة الأعشاب، ولطالما كان للحصان نظرة أخرى لا يمكن أن ننساها جعلت منها حيوانات في غاية الروعة، ولعلّ سلوكيات الحصان من السلوكيات التي تم قراءتها بصورة دقيقة من قِبل البشر عبر ألاف السنين، فكيف تتواصل الأحصنة مع بعضها؟
سلوك الأحصنة في التواصل مع بعضها
لكلّ حيوان مهما كان شكله أو نوعه او طبيعة المكان الذي يتعايش فيه عدد من السلوكيات التي تُسهّل عليه عملية التواصل مع أبناء جنسه، وإذا ما شعرت الحيوانات خاصة المستأنسة منها والأليفة بالوحدة فقد تتعرض إلى الصدمات النفسية التي تسبب لها الموت، وتعتبر الأحصنة من الحيوانات التي لطالما اكتسبت شهرة كبيرة في عالم الحيوان نظراً لسلوكياتها الرائعة في عملية التواصل.
كثيراً ما نسمع بصهيل الخيل معتقدين بان الأحصنة تقوم بالصهيل للتنفيس عن أنفسها أو كونها تعتد بأنفسها وتشعر بالقوّة، وقد يكون هذا صحيحاً إلا أنه لا يعبّر عن سلوكياتها بصورة عامة، فالحصان لديه العديد من السلوكيات التي تساعده على التواصل مع أبناء جنسه بداية بصوت الصهيل المنخفض والمتوسط والمرتفع، وكذلك الرائحة التي تطلقها الأنثى والتي تساعد الذكور على التزاوج وانتهاء بحركة الأذنين والأسنان وحركة الذيل.
1. سلوك الأحصنة في التواصل من خلال الصوت
تُطلِق الأحصنة عادة أصوات تسمّى بالصهيل وهذه الأصوات لها العديد من المؤشرات التي عادة ما يتبعها سلوكيات عامة، إذ أنّ صوت الحصان يشير إلى حالته النفسية التي تشير إلى الرغبة في التزاوج أو التواصل مع صغاره أو الإشارة إلى وجود خطر، كما وتُطلِق الأحصنة أصواتاً منخفضة في حال تركها لعضها البعض أو أصوات مرتفعة في حال رفض الأنثى للذكر في حال الطلب للتزاوج.
تعتبر أصوات الأحصنة لغة جسد تشير إلى بعض السلوكيات التي تدلّ على وجود الخطر، فمن المعروف أن الحصان عادة ما يكون منتبهاً وهو لا ينام إلا واقفاً وهو جاهز دوماً للركض بصورة سريعة مستعيناً برئتيه الكبيرتين اللتان تسمحان له بالركض لمسافات طويلة وبسرعات كبيرة، وصوت الأحصنة لغة تشير إلى حاجة تتعلق بالأكل أو الحاجة إلى الراحة.
2. سلوك الأحصنة في التواصل من خلال الروائح
قد نستغرب أنّ الحصنة قادرة على إصدار بعض الروائح الخاصة بها، حيث يمكن للصغير أن يتعرف على أمه عند طريق اشتمام رائحتها، وكذلك هي الحال بالنسبة للأم، وهذه الوسيلة تساعد الأحصنة على تغيير سلوكياتها بناء على الروائح التي تقوم بشمّها وخاصة في مرحلة التزاوج، حيث تقوم الأنثى بإصدار روائح تشير إلى سلوكيات خاصة تتعلق بعملية التزاوج، وهذه السلوكيات عادة ما تنمّ عن رغبة الأنثى في التزاوج مع حصان آخر يلتقط هذه الروائح.
قد لا توافق الأنثى على عملية التزاوج مع أي حصان بصورة عشوائية، فقد تغيّر من سلوكها وتقوم برفض ذلك الحصان وربما دفعه مستخدمة أقدامها الخلفية، وقد تظهر له أسنانها الأمامية في إشارة إلى الرفض والغضب وعدم الموافقة على تلك العملية، وبالتالي يكون الحصان مضطراً لترك المكان والبحث عن استراتيجية أخرى لمحاولة إقناع الأنثى بضرورة التواصل.
3. سلوك الأحصنة في التواصل من خلال لغة الجسد
تعتبر الأحصنة من أكثر الحيوانات العاطفية القادرة على إبراز عواطفها وخاصة مع أبنائها، فهي قادرة على إظهار لغة جسد خاصة تشير إلى سلوكيات متعلقة بالحزن أو الغضب أو الخوف، فهي عادة ما تقوم بتحريك أذنيها بصورة سريعة دلالة على وجود خطر أو أمر غير مفهوم، وقد تقوم بإنزال رأسها للأسفل مع إرخاء الأذنين في إشارة منها على التعب وعدم القدرة على التواصل.
4. سلوك الأحصنة في التواصل من خلال حركة الذيل
تمتاز الأحصنة بمختلف أنواعها بأنّها تمتلك جسداً كبيراً مقارنة بالحيوانات الأخرى، والحصان بصورة عامة من الحيوانات التي تمتلك ذيلاً ذو شعر طويل يمنحها جمالاً يعتقد بأنه يعمل على تحسين مظهرها الخارجي فقط، ولكن يعتبر الذيل من الأعضاء التي تساعد الحصان في التعبير عن مشاعره وخاصة إذا ما شعر بالوجع أو المرض أو البرد أو الحر الشديد.
عندما تقوم الخيل بتحريك ذيولها بصورة سريعة فهي سلوكيات تشير إلى طرد الحشرات، وعندما تقوم بتحريك الذيل بصورة متفاوتة مع صوت الصهيل فهي بذلك تشير إلى حالة من الاضطراب الداخلي لديها وربما الشعور بالألم، ولعل الخيل من الحيوانات التي تموت بصورة مباشرة إذا ما تم قطع ذيلها، وتقصير الذيل يؤدي إلى تغيّر سلوكها وشعورها بالعدوانية، كما وأن حركة الذيل لغة تواصل تشير إلى موافقة الأنثى أو عدمها على عملية التزاوج.