لا شكّ أن العديد من الحيوانات سواء أكانت طيوراً أم ثدييات أم أسماك وحيتان تقوم بالهجرة في كل عام تاركة الأماكن التي تتعايش فيها بحثاً عن أماكن جديدة يمكن لها التعايش فيها وإيجاد الطعام والمأوى، ولعل الظروف المناخية والكوارث الطبيعية من أهم أسباب هجرة الحيوانات من مكان لآخر، إلا أن بعض الحيوانات تجد في هجرة الحيوانات الأخرى موسماً لا يمكن تفويته من أجل الحصول على الصيد بسهولة أكبر وتعويض متا قد فات أو ما قد سيفوت من صيد في الأيام المقبلة، فكيف تستغل النمور هجرة الحيوانات؟
سلوك النمور في التعامل مع موسم الهجرة
لعل الهجرة التي نعنيها هنا ليست تلك الخاصة بهجرة طيور البط أو طيور أبو سعد أو طيور اللقلق، بل هي هجرة الحيوانات البرية ذات الأعداد الهائلة التي تنتقل بصورة دائمة في كل عام من مكان لآخر بحثاً عن الغذاء وهرباً من الجفاف الذي يضرب الأماكن التي تتعايش فيها، ولعل ثيران النو والجاموس الأفريقي والحمر الوحشية من أكثر الحيوانات التي تقوم بالهجرة الجماعية في كل عام في القارة الأفريقية مع بدء موسم الجفاف وموت بعض الحيوانات نتيجة النقص الحاد في الماء والغذاء.
إن موسم الهجرة هذا أصبح من الأمور المتعارف عليها لدى الحيوانات وخاصة تلك المفترسة منها، فالحيوانات العاشبة على وجه الخصوص تقوم في كل عام مع بدء موسم الجفاف بالهجرة من من تنزانيا إلى كينيا الواقعتين في القارة الأفريقية بحثاً عن الغذاء والماء وبعيداً عن خطر الحيوانات المفترسة التي تتربص مع بدء موسم الجفاف وقلة المصادر الغذائية.
تجد الحيوانات المفترسة وعلى رأسها النمور تلك الهجرة مناسبة لا يمكن تفويتها للحصول على أكبر قدر ممكن من الصيد الناجح، حيث لا بد لتلك الحيوانات وأن تقوم بشرب المياه من التجمعات المائية الموجودة في المكان وهذا أمر يسمح للنمور على وجه الخصوص في إقامة الكمائن اللازمة التي تسمح لها بالحصول على الصيد السهل.
من المتعارف عليه أن النمور من الحيوانات القوية للغاية التي يمكن لها أن تتعايش وتصطاد بصورة فردية، فهي تمتلك من الإمكانيات ما يسهّل عليها الحصول على الحيوانات كبيرة الحجم تلك التي تصاب أثناء رحلة الهجرة أو المريضة منها أو التي يتم الحصول عليها من خلال صيدها بصورة مباشرة، ولا بدّ وأن عملية الصيد تلك محفوفة بالكثير من المخاطر التي تتعلق بأمن وسلامة الحيوانات المفترسة التي قد تتعرض للموت أو للإصابة في حال تلقت ضربة قوية من حيوان قوي كالجاموس الأفريقي أو الحمار الوحش المهاجر.
في الختام تستغل النمور حركة الهجرة التي تقوم بها الحيوانات بصورة مستمرة في كل عام، فهي فرصة للحصول على الفرائس التي عادة ما تقوم بالراحة أو تحاول الحصول على الماء ليتم التقاطها وصيدها بصورة رائعة من قبل أكثر الحيوانات المفترسة قوة ألا وهي النمور.