يعتقد الكثير منّا أن الكلاب والقطط هي فقط القادرة على إظهار عواطفها تجاه الأشخاص الذين يعتنون بها، ولكن هناك العديد من الحيوانات القادرة على إظهار هذه العواطف بصورة رائعة مثل الدلفين والعديد من أنواع الطيور، ولعلّ القليل منّا قد سمع عن أشخاص يعتنون بالسلحفاة البرية ويعملون على تربيتها والاستئناس بها داخل المنازل، فكيف يمكن أن يتم التعامل مع هذه الحيوانات الهادئة، وكيف لها أن تظهر احترامها ومشاعرها للآخرين؟
كيف تظهر السلاحف تقديرها وحبها للآخرين
عندما نتحدّث عن القطط او الكلاب فهي قادرة على أن تظهر جانب من الاهتمام والرغبة والحب تجاه الأشخاص الذين يعتنون بها من خلال لعق وجوههم وأيديهم والتقرّب منهم أو القفز بصورة محبّبة بالقرب منهم، وهذا الأمر لا يمكن لنا أن نراه لدى الزواحف التي لا تستطيع القفز أو لعق أيدي ووجوه أصحابها ولا تستطيع أن تغيّر ملامح وجهها فهي ثابتة المعالم.
يمكن للسلحفاة التي يتم العناية بها من قبل أشخاص مختصين أن تظهر جانباً من الودّ من خلال مراقبة تحركات وسلوكيات أصحابها، كما وأنها تقوم بالتقرّب منهم ومحاولة ملامسة أيديهم بصورة تظهر فيها القدرة على الطاعة والحب، ولا يمكن أن يتم اعتبار السلحفاة حيوان غبي فهي حيوانات ذكية قادرة على التعايش برفقة البشر ومطاوعتهم بل وإظهار العديد من مشاعر الحبّ تجاههم من خلال تطويل الرقبة وإطالة النظر تجاههم.
السلحفاة لا يمكنها الركض أو إظهار أصوات تشبه تلك التي يصدرها الدلفين أو القطط، ولكنها تمتاز بلغة جسد رائعة من خلال تحركاتها التي تظهر رغبتها في التعايش ورضاها عن الأشخاص الذين يتقرّبون منها، وعندما تبدو في حالة غضب فإنها قادرة على إظهار بعض المتاعب من خلال تخريب الأشياء التي حولها ولو بصورة بسيطة.
على الرغم من أنّ السلحفاة حيوان لا يمتاز بالجمال كالحيوانات المستأنسة الأخرى، إلا أنها بدأت في وقتنا الحالي تأخذ حيّزاً لدى العديد من هواة الحيوانات؛ ولعلّ السبب الرئيسي في ذلك هو الهدوء التام الذي تمتاز به وعدم إلحاقها للضرر بالبشر على وجه الخصوص والقدرة على فهم مشاعرها بصورة جزئية تساعد على العناية بها.
هل السلحفاة تعرف صاحبها
لا يوجد إجماع علمي قاطع حول قدرة السلاحف على التعرف على أصحابها، بينما تُظهر بعض الدراسات أن السلاحف قد تُكوّن روابط مع أصحابها، فإن دراسات أخرى تُشير إلى أن سلوكها يُمكن تفسيره بِطرق أخرى.
الأدلة على قدرة السلاحف على التعرف على أصحابها
تُظهر بعض السلاحف سلوكيات محددة عند رؤية أصحابها، مثل:
- مدّ الرأس أو العنق
- تحريك الأطراف الأمامية
- إصدار أصوات
- تُمكّن بعض السلاحف أصحابها من لمسها أو حملها دون مقاومة.
- تُظهر بعض الدراسات أن السلاحف يمكنها تمييز أصوات أصحابها عن أصوات الآخرين.
الأدلة على عدم قدرة السلاحف على التعرف على أصحابها
- قد تُظهر السلاحف سلوكيات مشابهة مع أشخاص مختلفين، وليس فقط مع أصحابها.
- قد يكون سلوك السلاحف ناتجًا عن عوامل أخرى، مثل البحث عن الطعام والاستجابة للضوء أو الحرك والشعور بالتهديد.
