لا ندرك كثيراً كيف تصل الحيوانات إلى السلوكيات الاحترافية التي نراها بصورة مكتملة من خلال الحركات التي تقوم بتأديتها، ولعلّ هذه الحركات هي نتاج للتأثيرات الغريزية التي توجد في الحيوان نفسه والتي ظهرت عبر المراحل العمرية له وصولاً إلى مرحلة الكمال السلوكي الحركي، او من خلال السلوك المكتسب الذي تتأثر الحيوانات به من خلال التعلّم الأبوي أو من قبل المجموعة، حيث تندمج السلوكيات الغريزية مع المكتسبة لتظهر لنا بصورة متكاملة تظهر من خلالها على صورة حيوان متكامل السلوك في الجنس والنوع الذي يمثله، فما هي التأثيرات التي تشكل السلوكيات الحركية للحيوان؟
ما هي المؤثرات التي تشكل السلوكيات الحركية للحيوان
1. المؤثرات الفطرية الغريزية للحيوانات
تعدّ التأثيرات الغريزية لأي حيوان هي أساس في حقيقة السلوكيات التي يظهر عليها، فالطيور الصغيرة تبدأ بمحاولة الطيران منذ ولادتها دون أن تدرك بأنّ مستقبلها سيكن في التحليق، والحيوانات المفترسة الصغيرة تبدأ في قضم الأشياء ومحاولة خدشها وتغيير نبرة صوتها في محاولة منها للتعبير عن طبيعتها المفترسة.
وكذلك الأسماك فهي تبدأ في السباحة والبحث عن الطعام منذ اللحظات الأولى من عمرها، وهذا الأمر بصورة عامة ينطبق على جميع الحيوانات مع وجود اختلافات في سرعة الاستجابة للسلوكيات الغريزية، فصغار الفيلة مثلاً تحتاج إلى أوقات طويلة جداً لتنضج من خلالها المؤثرات الفطرية وتظهر على السلوكيات بصورة واضحة على غرار المثير من الحشرات التي تبدو تلك المؤثرات واضحة منذ مراحل عمرها الأولى.
2. المؤثرات المكتسبة عند الحيوانات
تعتبر المؤثرات المكتسبة هي السبب الثاني في ظهور الحيوانات على الهيئة التي نراها عليها، فالحيوانات لا تعرف الصيد أو كيفية الاحتماء من العدو أو مواجهته أو كيفية بناء علاقات اجتماعية مع باقي المجموعة ما لم تكتسب المهارة اللازمة من قبل الأبوين بداية والبيئة المحيطة بها ثانياً، فالحيوانات تكتسب الثير من الصفات التي قد لا نجدها في حيوان من نفس النوع ولكن في منطقة أخرى.
وهذا الأمر يبرّر لنا تعدّد السلوكيات الحيوانية من حيوان لآخر على الرغم من التقارب في النوع والجنس أمثال القطط والنمور التي تنتمي لنفس الفصيل، ولكن طبيعة المكان والظروف وطرق التعلّم تغيّر من طريقة السلوكيات الحركية لدى الحيوانات بصورة كبيرة.