من الطبيعي أن نقرأ أو نسمع عن حيوانات تلجأ إلى النوم أو الراحة من أجل التعايش وفقاً لطبيعة المكان الذي تتواجد فيه وللحصول على المزيد من القوة والنشاط، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من قدرتها على الصيد والحركة والركض أو الطيران أو السباحة وفقاً لطبيعتها، وعلى الرغم من ذلك تمتاز بعض الحيوانات بالحذر الشديد والقدرة على البقاء يقظة لمدّة طويلة في مراقبة الأشياء من حولها، فكيف تتعايش سمكة القرش داخل الماء؟
كيف تحصل سمكة القرش على الراحة
من ضمن الحيوانات الأكثر إثارة والتي لا تزال مدار بحث ومراقبة لدى علماء سلوك الحيوان حتّى يومنا هذا سمكة القرش، حيث تعتبر سمكة القرش واحدة من أخطر الحيوانات البرية منها والبحرية على وجه الخصوص، فهي حيوانات قاتلة تأكل كل ما يمكن لها أن تحصل عليه، وعلى الرغم من ذلك فهي تعتبر من الحيوانات التي قد تتعرض للقتل من قبل أنواع أخرى من نفس أنواع أسماك القرش ولكن بأشكال وأدوات وقوة مختلفة، لذا فهي تعيش وفقاً لنظام الحذر الشديد ومراقبة كل ما هو محيط.
اعتقد علماء سلوك الحيوان ولفترات طويلة أن أسماك القرش لا تنام أبداً وأنها تبقى في حالة حركة مستمرة، وأثيرت العديد من الشائعات حول الطريقة التي تتعايش فيها أسماك القرش والتي اعتبرت أنها تموت في حال عدم تحركها بصورة متتابعة على المطلق، ولعلّ هذا الأمر غير صحيح إن جاز التعبير كون سمكة القرش تحصل على الراحة وتنام ولكن بصورة مختلفة عن طريقة النوم المتعارف عليها، ولعلّ طريقتها في الحركة هي الطريقة التي تزيد من التكهنات حول قدرتها على العيش وفقاً لهذه الحركة.
أثبتت الدراسات الحديثة أنّ أسماك القرش تنام وهي تتحرك كون جزء من الدماغ يعي تماماً ما يحصل حوله، وجسدها الهائل بحاحة مستمرة إلى الأكسجين الذي يتمّ الحصول عليه أثناء الحركة داخل الماء، حيث أنّ هذه الأسماك الخطرة تبقى في حالة حركة حتى وهي نائمة للحصول على الأكسجين واستخلاصه من الماء، كما ويمكن لها أن تبقى قريبة من سطح الماء لدى أنواع أخرى من أنواع أسماك القرش، أو تكون في حركة بطيئة في القاع تحصل من خلالها على الراحة والأكسجين اللازم.
