الحيوانات الذكية هي الحيوانات الأكثر جاذبية والأكثر قدرة على اكتسب السلوكيات المحبّبة لدى الآخرين، ولعلّ الظروف البيئية المحيطة بعالم الحيوان، والتغيرات المناخية والنقص الحاصل في الغذاء والحاجة إلى الهجرة الدائمة والتغير النمطي السلوكي لدى الحيوانات جعلها أكثر حاجة لأن تستخدم أساليب واستراتيجيات سلوكية جديدة تساعدها على التعايش والحصول على الغذاء والمأمن اللازم.
سلوك الببغاء في التواصل
لذا نجد العديد من الحيوانات أصبحت تألف التواجد رفقة الإنسان، ويعتبر الببغاء من أكثر الحيوانات قدرة على التعلّم، فكيف نجعل الببغاء يتكلم؟
طيور الببغاء تُشكل جزءاً هاماً في عالم الطيور، حيث تزيد أنواعها في العالم على الثلاثمئة وثلاثين نوعاً تتوزع على المناطق الاستوائية والمناطق الدافئة، وهي طيور ذكية للغاية قادرة على التعلّم واكتساب المعرفة بصورة رائعة، وتعتبر الببغاء من الطيور التي يمكن لها أن تحصل على الرعاية اللازمة كونها قادرة على الجذب، فهي تمتلك لساناً يختلف عن ألسنة جميع الطيور الأخرى باستثناء بعض أنواع طائر الغراب، حيث يمكن لها أن تتعلّم النطق بالكلمات بصورة طبيعية مفهومة.
إنّ قدرة الببغاء على النطق لعلّها من السلوكيات الفريدة التي امتازت بها دون جميع الحيوانات، فهي قادرة على تكرار الكلام والنطق به بصورة رائعة تجعله يستحق العناية التي ينالها، وتعتبر طيور الببغاء من الطيور التي تحظى بسلوكيات رائعة تزيد من محبتها وألفتها، وهذا لا يعني أن طيور الببغاء قد تصبح شرسة ومؤذية إن لم تلقَ الرعاية الجيدة، وهذا الأمر يسبب لها المشاكل والاضطرابات النفسية بصورة قد تؤدي إلى موتها أو قيامها بنتف ريشها والامتناع عن تناول الطعام والعض.
كيف يتم إكساب طائر الببغاء سلوكيات النطق
1. اكساب الببغاء سلوكيات هادئة
الببغاء من الطيور الذكية للغاية، بل إنّ الببغاء من الطيور التي يمكنها أن تكون جذّابة ليس بفضل مظهرها الرائع وألوانها الزاهية، ولكن بفضل أصواتها وقدرتها على التعلّم، ولتتم عملية إكساب الببغاء سلوكيات خاصة بالتعلّم اللفظي لا بدّ وأن يتم معاملتها بداية بصورة لطيفة للغاية تشعر من خلالها بالأهمية، وهذا الأمر يتطلّب أيضاً الحديث مع الببغاء بلغة هادئة وكأنها قادرة على استيعاب الكلمات الموجّهة إليها، وهذا السلوك اللفظي المعنوي يساعدها على الهدوء وتقبّل الواقع الذي تتواجد فيه.
2. القدرة على إكساب الببغاء سلوكيات لفظية محددة
لا بد وأن يقوم المربي بانتقاء مجموعة من الكلمات لوحظ من خلال سلوكياتها أنها أبدت اهتماماً بها، وهذه الكلمات يتم البدء بتكرارها أمام الببغاء، بحيث تندمج هذه الكلمات بصورة سلوكية مع محاولاتها في التعلّم، ولا بدّ وأن تتوافق الكلمات مع قدرتها اللفظية البدائية باختيار بعض الكلمات السهلة، فالقرود وخاصة قرد السعدان والدلافين البحرية والكلاب والقطط حيوانات ذكية، ولكنها لا ترقى بأن تلفظ الكلمات المنطوقة كما هي الحال لدى الببغاء.
3. إكساب الببغاء نبرة صوت وسلوكيات إيجابية
لا بدّ وأن تكون الكلمات المُنتقاة كلمات ذات تأثير على سلوك الببغاء، ولا بدّ من إكسابه سلوكيات هادئة إيجابية تساعده على التطوّر السلوكي بصورة سريعة وتتلاءم مع طبيعته الذكية، فطيور الببغاء عندما تدرك بأنها تكتسب المعرفة والقدرة على التعلّم بصور جيدة تحاول أن تقدم جانباً من الألفة والمحبة بتقديم سلوكيات إيجابية لأصحابها، وهي بهذا المجال يمكن لها أن تتعلّم بسرعات كبيرة وأن تحظى بالحفاوة التي تستحقها بشكل لا يحظى به أي حيوان آخر.
4. تكرار الكلمات بصورة كبيرة يؤثر على سلوك الببغاء
يعتبر سلوك التكرار من السلوكيات المتبعة في تعليم الببغاء الكلمات، فهي قادرة على استيعاب الكلمات على الرغم من عدم معرفة معناها، ولكنها تقوم بعملية التكرار في حال ترددت على مسامعها بعض المصطلحات بصورة كبيرة، بالتالي فإنّ عملية التكرار من أفض الوسائل السلوكية التي تساعد طائر الببغاء على التعلّم اللفظي بصورة سريعة، مع التحذير من عملية الضغط النفسي أو ممارسة الألعاب الخاصة بتقديم الطعام وحرمان الطائر منه أو التضييق على حريته، فالببغاء في هذه الحالة تتغير سلوكيًا بصورة كبيرة ولا يُقدّم أي سلوك إيجابي أبداً.
5. إظهار الحماس أثناء الحديث مع الببغاء
الببغاء ذكي للغاية وقادر على قراءة الوجوه ومعرفة المشاعر، فهي من الطيور القادرة على تقييم الوضع المحيط بها، وبناء عليه فهي تقدّم التنازلات اللازمة للتعلم وتغيير بعض السلوكيات غير المستحبة، وقد يتم إكسابها بعض الأصوات التي تساعدها على التعلّم مثل الصفير أو تكرار بعض الكلمات الجميلة في مناسبات معينة؛ لتكسب من خلالها سلوك مشابه يصبح عادة سلوكية بالنسبة لها، ولا يجب أن يتم حبس الببغاء في مكان واحد بل عليه أن يشاهد الناس وأن يتواصل معهم؛ ليكون قادراً على تغيير سلوكه بما يتوافق وطبيعتهم.