مما لا شك فيه أن الأفاعي من أكثر الحيوانات شراسة وقوة وقدرة على إحداث الخطر والأذى أينما حلّت، فهي حيوانات زاحفة في غاية الذكاء والرشاقة والقدرة على التنقل بسهولة كبيرة، وهي خطرة وسريعة وسامة في بعض أنواعها وقوية قاتلة تخنق أعداءها في أنواع أخرى، ولعل القنفذ الشوكي متوسط الحجم من الحيوانات الثدية الصغيرة التي كان لها كلمة أخرى في الوقوف في وجه الأفاعي، فهي قادرة على قتلها ولكن كيف لها أن تتخلص من سمومها؟
سلوك القنفذ الشوكي في صيد الأفاعي
يعتبر القنفذ الشوكي من الحيوانات الثدية البرية الفريدة التي تمتلك أجساداً صغيرة ولكن في غاية التأثير، فهي قوية بالقدر الذي يساعدها على منع أكثر الحيوانات قوة في الاقتراب منها خوفاً من أشواكها القوية جداً والتي يصل عددها لغاية ستة ألاف شوكة قابلة للبدل في حال فقدان أي واحدة منها، إذ يمكن لهذا الحيوان الصغير أن يتكور على نفسه ليصبح في غاية الخطورة وخاصة إذا ما واجه حيوانات أكبر منه أو أكثر قوة.
تعتبر القنافذ الشوكية من الحيوانات الصيادة آكلة اللحوم التي يمكن لها أن تصطاد العديد من الحيوانات الصغيرة مثل الطيور والقوارض والحشرات والعناكب وأكل البيض وصيد الأفاعي، وتعتبر الأفاعي الحيوانات الأكثر خطورة والتي يمكن للقنفذ الشوكي التغلب عليها على الرغم من تعرضه لبعض اللدغات السامة في منطقة الجلد أثناء القتال مع الأفاعي، إذ تنتظر القنافذ الشوكية الفرصة التي تتعب فيها الأفاعي لتنقض عليها وتقوم بأكل رؤوسها أو قضم ذيولها وبالتالي التهامها.
تقوم القنافذ الشوكية بأكل الزعتر البري في حال تعرضها للغة سامة من قبل الأفاعي، إذ تساعد هذه المادة على تخفيف حدة السم في الجسد وبالتالي النجاة من الموت، ومن النادر أن تتغلب الأفاعي على القنافذ الشوكية، فهي محصنة ضدها من الموت ويمكن لها أن تأكلها مستخدمة أسنانها الحادة.
في الختام تعتبر القنافذ الشوكية من الحيوانات الثدية صغيرة إلى متوسطة الحجم التي تمتلك قوة كبيرة، وهي قادرة على صيد وأكل الأفاعي حتى ولو كانت سامة ويمكن لها أن تتخطى مشكلة السموم في الجسم من خلال أكل الزعتر الذي يقوم بتخفيف حدة السموم في الجسم وبالتالي النجاة من الموت، وهذا الأمر لا يمكن للحيوانات الأخرى أن تقوم به او أن تنجو من لدغة الأفاعي السامة.