يوجد العديد من أنواع النمل حول العالم، فالنمل من أكثر الحيوانات الحية قدرة على الحركة والنشاط والتعايش وفقاً لطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، ولعلّ النمل الذي اعتدنا أن نراه عادة هو النمل الذي يمكنه النظر والتعايش بحثاً عن الطعام والشراب، ولكن ما لا نعرفه ان للنمل مئات الأنواع والأشكال التي تختلف في سلوكها من نوع للآخر، ولعل النمل الذي القاتل أو النمل الأعمى واحداً من أبرز أنواع النمل، فكيف يتعايش النمل الأعمى؟
كيف يمكن للنمل الأعمى التعايش
في عالم الحيوان تمّ رصد نوع من أنواع النمل لا يملك عيوناً على الإطلاق، وتم رصد أنواعا أخرى من النمل تمتلك عيوناً ولكن لا يمكنها الرؤية بصورة جيدة إطلاقاً، ولعلّ النمل مهيأ بقدرات وحواس تجعل من حاسة النظر أمراً ثانوياً مثل حاسة الشمّ القوية للغاية والتي تعتبر من أقوى الحواس التي تمتلكها الحيوانات، وحاسة السمع أيضاً التي تعتمد عليها أسراب النمل في الكشف عن الغذاء ومعرفة نوعه والفائدة منه.
يمكن للنمل حتى وإن كان أعمى أن يتواصل مع بعضه البعض بصورة جيدة مستفيداً من الفرمونات والتي تكون على شكل روائح تسمح لها بالتواصل فيما بينها، وهذه الروائح عادة ما تقيم علاقات اجتماعية بين مجتمع النمل يسمح لها بالمشي سوياً والحصول على الطعام سوياً والذهاب إلى المكان المخصص معاً، ولكن تقع الكارثة إذا ضاعت إحدى أسراب النمل في حلقة مفرغة لا يوجد فيها أي شيء يشير إلى الحياة والنجاة، فقد يضيع النمل وهو يتبع بعضه بعضاً لساعات وقد يموت في بعض الأحيان.
يعتمد النمل الأعمى في الطرق التي يتعايش فيها على حاسة الشمّ القوية لديه، كما ويعتمد النمل أيضاً في طرق تواصله على حاسة اللمس التي تعتبر من الوسائل الهامة في تواصل النمل مع بعضه البعض، حيث يقوم النمل عادة بلمس بعضه البعض من أجل معرفة المسار ومعرفة الأفراد الذين يتعامل معهم، وهذا الأمر من شأنه أن يساعد في معرفة طريق الذهاب والعودة ومعرفة الأفراد الذين يتعامل معهم النمل بصورة سهلة، ويضمن النمل عدم الضياع في حلقات وطرق مجهولة، لذا فالنمل الأعمى يستعيض عن حاسة النظر بحاستي الشمّ واللمس على وجه الخصوص.