دراسة سلوك الثعلب

اقرأ في هذا المقال


يعتبر الثعلب من الحيوانات التي تعيش في معظم مناطق العالم وله العديد من الأنواع التي تصل إلى سبعة وعشرين نوعاً، وهو من الثدييات المفترسة التي تعيش على أكل اللحوم وكذلك النباتات، وهو حيوان يمتاز بالذكاء الشديد والقدرة على المنافسة على الرغم من صغر حجمه، ولعلّ الثعلب الأحمر هو النوع الأكثر معرفة كونه كثير الانتشار، ويمتاز بأن لديه فرو كثيف وأسنان ومخالب حادة، فما هي أبرز السلوكيات الخاصة بالثعالب؟

أبرز السلوكيات الخاصة بالثعالب

1. البيئة والتآلف الاجتماعي عند الثعالب

تعيش الثعالب في معظم قارات العالم، وهي تتواجد أيضاً في المناطق الباردة وتتراوح اعمارها ما العامين والثلاثة أعوام في الغابات والبراري، ولكن قد تصل تلك الفترة إلى حوالي عشرة أعوام في الحدائق العامة، ولا تعيش الثعالب في نظام مجموعات أو قطعان فهي تعيش بصورة منفردة في الغالب.

ولكن هناك أنواع أخرى من الثعالب تعيش على شكل مجموعات عائلية في أماكن سكن على شكل جحور خاصة بها ،يحتوي كلّ جحر على العديد من الحفر التي تستطيع من خلالاها النوم فيها وتربية جرائها وتخزين الطعام، كما وأنّ هذه الحجور لها العديد من المداخل والمخارج التي تساعدها على الهرب في حال تعرضت لهجوم من قبل حيوان مفترس، وعادة ما يختلف شكل مظهرها الخارجي حسب البيئة التي تتواجد فيها من حيث كثافة الفراء وشكل الأذنين والذيل.

2. سلوك الثعالب في الحصول على الغذاء

عادة ما تحصل الثعالب على طعامها من خلال الصيد الذكي الذي يعتمد على السرعة والقدرة على الخداع، فهي تصطاد الطيور أثناء وقوفها على الأرض أو بالقرب من المياه أو على الأشجار، كما وأنها تصطاد القوارض والحشرات وخاصة الجنادب، وتأكل النباتات وخاصة الفواكه مثل العنب.

وهي حيوانات حذرة جداً ولم تأنس التعايش مع الإنسان، فهي عادة ما تهرب من مكان تواجد البشر وتحاول إخفاء أنفسها خوفاً من القتل، وقد تستخدم أسلوب التداعي بالموت حيث تقوم بإلقاء أنفسها على الأرض وقطع النفس في محاولة منها التخلّص من العدو لانتهاز الفرصة المناسبة للهرب.

كما وأن الثعالب تنشط في فترة الليل والفجر والغسق، وتقوم الثعالب عادة بحفر العديد من الحفر والأنفاق التي تساعدها على التنقّل بسهولة في الأماكن التي تقع تحت سيطرتها، وهي عادة ما تحاول الاحتفاظ بالطعام الذي يزيد عن حاجتها في الجحور والأوكار الباردة التي قامت بإنشائها، وهي عادة ما تتغذى أيضاً على جيفة الحيوانات الميتة وتأكل كميات كبيرة من الطعام مقارنة مع حجمها الصغير.

3. سلوك الثعالب في التواصل عن طريق أصواتها

تجتمع الثعالب في مجموعات تقوم من خلالها بالنباح أو العواء كما هي الحال لدى الكلاب أو الذئاب، ولكنها عادة ما تستخدم صوت النباح كسلوك يشير إلى وجود خطر لا بدّ من تحذير الجراء منه، أو لتحذير بعضها البعض كسلوك فطري بوجود خطر ما.

كما وأنّ إناث الثعالب تخرج صوتاً يسمّى بالزمجرة أثناء فترة التزاوج في فصلي الربيع أو الخريف، وقد يكون هذا الصوت على شكل عويل وعادة ما يشير إلى دعوة الإناث للذكور للقيام بعملية التناسل في المرحلة التي تسمح بذلك، كما وتخرج الثعالب أصواتاً تسمّى بالخرخرة كسلوك يدلّ على الفرح.

4. حواس الثعالب المؤثر على سلوكها

تعتبر الثعالب من الحيوانات التي تمتلك حواساً قوية، إذ أنها تمتلك حاسة نظر مميزة تمكنها من العيش في الأوقات الليلية أو النهارية، ولها قدرة كبيرة على رؤية الحيوانات الصغيرة مثل الحشرات والقوارض، بمعنى أنها ثنائية الرؤية، كما وأن الثعالب تعتمد بصورة رئيسية على حاسة السمع التي تساعدها على تحديد أماكن طرائدها وتسهّل عليها عمل الكمائن اللازمة التي تساعدها على الصيد.

كما وأن حاسة السمع لديها تساعدها على الهرب بصورة مباشرة في حال الاستشعار بوجود أي مفترس أو حيوان دخيل، كما وأن أذني الثعال تتحرّك كلّ واحدة على حدّة وتستطيع ان تحرّك أذنيها في حركة شبه دائرية بصورة مستمرة تحذره من أي مخاطر محتملة، كما وأنّ حاسة الشمّ واللمس لديها من الحواس المميزة جداً والتي تساعدها على الصيد بسهولة كبيرة وتحديد مكان الفريسة أو الجيفة حتى ولو كانت في مكان غير مرئي.

5. سلوكيات الثعالب في التربية والتزاوج

تلد أنثى الثعالب عادة بعد فترة حمل تصل إلى شهرين، حيث تلد عدداً من الجراء قد يصل عددها إلى ستة جراء، وسلوك الثعالب في التزاوج لا يعتمد على ذكر واحد في هذه العملية فقد تلك الجراء لأكثر من أب واحد، ولكن يقوم أحد هؤلاء الآباء بتأمين أنثى الثعالب والجراء الصغار بالطعام أثناء فترة الرضاعة والحضانة التي تستمر في الجحر لمدة شهر واحد.


شارك المقالة: