دراسة سلوك الدب القطبي

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الدببة القطبية من أكبر الحيوانات التي تعيش على اليابسة الآن، وهي لا تتواجد إلا في القطب المتجمد الشمالي وتنشط وتتكاثر هناك، وتعتبر من الحيوانات المفترسة التي تعيش على الصيد، وعلى الرغم من أعدادها القليلة إلا أنها تعتبر من الحيوانات التي تم تفصيل كافة السلوكيات الخاصة بها من قبل علماء سلوك الحيوان، ويعتقد بأنّ حياتها معرّضة للخطر بسبب الانحباس الحراري في مناطق القطب الشمالي وجرّاء الصيد الجائر، فما هي أبرز السلوكيات الخاصة بالدب القطبي؟

أبرز السلوكيات الخاصة بالدب القطبي

1. المأوى والتفاعل الاجتماعي عند الدب القطبي

تعيش الدببة القطبية في المحيط المتجمد الشمالي ولا يوجد مأوى واضح لها كونها لا تكترث كثيراً بالعلاقات الاجتماعية، ولكن عادة ما يكون مكان مبيتها فوق الصفائح الجليدية في البحار أو مجاري الأنهار، ويعتبر الدب القطبي من الحيوانات التي تمضي معظم أوقاتها داخل المياه الباردة في محاولة الحصول على الطعام المناسب.

وهي عادة ما تقوم بالسبات في فصل الصيف كونها لا تمتلك القدرة على التعايش في الأجواء الحارة، كون أجسادها تمتلك قدرة هائلة على التعامل مع البرد الشديد وهي معزولة تماماً عن الأجواء الباردة، لذلك يعتبر فصل الصيف من الفصول التي لا تنشط بها كثيراً، كما وأنّ تفاعلها الاجتماعي قليل وهي لا تحتاج إلى الحماية من المفترسات الأخرى كونها في الأماكن التي تعيش فيها تعتبر الأكثر قوة واكبر حجماً إذ يصل وزن بعض الذكور إلى حوالي النصف طن وما يزيد على ذلك.

2. الصيد عند الدب القطبي

تعتبر الدببة القطبية من الحيوانات المفترسة التي تمتلك أنياباً وأيدي قوية جداً، ويعتبر سلوكها في الصيد من السلوكيات المذهلة، إذ أنها تمتلك القدرة على اشتمام رائحة الفقمة من مسافة تزيد على الكيلو متر الواحد، وتستطيع الغوص داخل المياه والسباحة برشاقة عالية وتمضي أوقات ليست بالقليلة داخل المياه الباردة وهي تبحث عن الفقمة التي تعتبر وجبة رئيسية لها.

كما وتعتبر الأسماك من الوجبات المفضلة لديها، وهي من الحيوانات الشرسة التي لا يسهل التعامل معها بأسلوب أليف ومن الممكن أن تعرّض حياة الإنسان للخطر في حال شعرت بالجوع أو الخطر، وعادة ما تمتلك الدببة القطبية أصوات تعبّر عن حاجاتها الأساسية في العيش، وتعتبر حاسة الشم والبصر من الحواس الرئيسية في حياتها والتي تساعدها على الصيد.

كما وأنها تتربص بالفريسة لأوقات ليست بالسهلة ويمكن لها ان تأكل كميات كبيرة من اللحوم في أوقات قياسية، كما وأن الدببة تصطاد الأسماكوالحيتان التي تفوقها حجماً وتقتات على شحومها ولحومها لتحصل على سعرات حرارية تضمن لها البقاء، ولكن تعتبر الفقمة هي الوجبة المفضلة لديها كونها تمتلك كمية كبيرة من الشحوم التي تساعدها على البقاء.

3.  السلوك العام للدب القطبي

يعتبر الدب القطبي من الحيوانات الشرسة التي تعيش على افتراس الحيوانات الأخرى، وهي حيوانات عادة ما تعيش في عزلة تامة على الرغم من المشاهدات القليلة التي رصدها علماء السلوك لتلك الحيوانات وهي تقوم بالتفاعل الاجتماعي مع بعضها البعض.

وعادة ما تحاول الدببة القطبية الانسحاب من المواجهات المباشرة مع الحيوانات الضخمة كونها تعتمد في صيدها على أسلوب التربص والتسلل، ولكنها تتعامل مع البشر في حال تم مشاهدته على أنه عدو محتمل ولا بدّ من قتله وفي أحيان أخرى تقوم بالهرب وترك المكان.

كما وقام علماء سلوك الحيوان برصد بعض التحركات التي تعتبر من السلوكيات الغريبة لدى الدببة القطبية وهي تلاعب كلب الأسكيمو الذي لا يعادل حجمه عشر حجم الدب، وعلى الرغم من ذلك تبقى كلاب الأسكيمو من الوجبات التي من الممكن أن تحصل عليها الدببة في فصل الصيف مثلاً عندما يقل الصيد وتختفي الفقمات.

4. التناسل عند الدب القطبي

لا تعيش الدببة القطبية ضمن أطر العلاقات الاجتماعية التي تجتمع فيها الأبوة، فعادة ما تشتم الدببة الذكور رائحة الإناث التي لا تصل إلى نصف حجمها عن مسافات بعيدة تصل إلى مئة كيلو متر، ولكن يتم قبل عملية التزاوج قتال عنيف بين الذكور في محاولة حصول الأنثى على الشريك المناسب.

ويترتب على هذه العملية بعض الأضرار الجسمانية التي قد تؤثر على أنياب أحد الذكور، ولكن انثى الدب عادة ما تقوم بالتزاوج مع اكثر من ذكر، وقد ادرك علماء السلوك أن الدببة الصغار يعودون لأكثر من أب، حيث يزيد حجم الأنثى لما يزيد عن مئتي كيلو غرام أثناء فترة الحمل.

وعادة ما تقوم الإناث بحفر أماكن خاصة تقوم بالولادة فيها وتربية الدياسم الصغار بعيداً عن أعين المفترسات الأخرى، وتعتبر أنثى الدب القطبي من الحيوانات التي تحمل سلوكاً عاطفياً كبيراً في التعامل مع صغارها وتبيتهم والحفاظ عليهم من المفترسات الأخرى، وهي تعيش لمتوسط عمر يبلغ (25) عاماً.


شارك المقالة: