يعتبر قرد الشمبانزي من الحيوانات التي أذهلت علماء سلوك الحيوان قديماً وحديثاً، فهي حيوانات تشبه في أشكالها وذكائها وقدرتها على الحركة البشر، فهي تعيش وفقاً لنظم بيئي اجتماعي متناسق، ولا تعتبر قرود الشمبانزي من الحيوانات المفترسة التي تشكل تهديداً لحياة البشر على الرغم من قدرتها على تناول اللحوم والصيد بين الفينة والأخرى، ولكن بالنظر إلى دورة حياة قرد الشمبانزي نجد أنّ هناك الكثير من السلوكيات التي تجذب الانتباه، فما هي أبرز سلوكيات قرد الشمبانزي؟
أبرز سلوكيات قرد الشمبانزي
1. المجتمع وأماكن التواجد لقرد الشمبانزي
تعيش قرود الشمبانزي في الغابات التي تكثر فيها الأشجار كونها تقضي معظم أوقاتها فوق الأشجار، وعادة ما تقوم على بناء المأوى الخاص بها خلال فترة قصيرة جداً عن طريق الأشجار نفسها، وهي تتواجد في القارة الأفريقية على وجه الخصوص وعادة ما تتواجد على شكل مجموعات كبيرة تتراوح أعدادها بين الثلاثين والخمسين فرداً ما بين ذكور وإناث.
وعادة ما يتزعّم المجموعة احد القرود الذكور الذي يمتاز بالذكاء والقدرة على قيادة المجموعة، وهذا التجمع الكبير يضمن لهم البقاء والتكاثر بصورة كبيرة، ولكن تعاني قرود الشمبانزي من انخفاض كبير في أعدادها في الوقت الحالي بسبب السلوك البشري في مناطق تواجدها الذي يقضي بقطع أعداد كبيرة من الأشجار، وبالتالي انحسار أعدادها في غابات ضيقة لا توفر لها المأوى والأمن اللازمين للتكاثر.
2. طريقة الحصول على الغذاء لقرد الشمبانزي
تعتبر أجساد قرود الشمبانزي من الأجساد المرنة التي تساعدها بصورة كبيرة في الحصول على طعامها وشرابها، حيث تتغذّى بصورة كبيرة على الفواكه واللحوم والحشرات والمكسرات وأي شيء يمكن أن يؤكل، وهي تقوم على اصطياد الحيوانات الصغيرة مثل الطيور وتتغذى على لحومها في حال عدم توفر الطعام، وتشبه أسنانها إلى حدّ كبير أسنان الإنسان مع زيادة في حجم النابين.
وهي عادة ما تقوم على تناول الطعام الخاص بها فوق الأشجار التي تقضي الكثير من الوقت متواجدة فيها، وعادة ما تنشط حركة قرود الشمبانزي في أوقات الصباح وفي الليل وللرشاقة التي تمتلكها دور كبير في حصولها على غذائها وفي حماية أنفسها من أي تهديد خارجي.
3. طريقة التعايش لقرد الشمبانزي
تعيش قرود الشمبانزي في مجموعات كبيرة تنقسم ما بين ذكور وإناث، وهذه المجموعات أيضاً تنقسم إلى مجموعات صغيرة على شكل أسر، ويحدث التناغم الاجتماعي بين القرود بصورة ملحوظة حيث أنها تقضي معظم أوقاتها في التشاركية واللعب واللهو وتناول الطعام.
وهي تقوم على حماية أفرادها بصورة مذهلة غير قابلة للتفاوض من الحيوانات المفترسة مثل النمور والفهود والأفاعي الضخمة، كما وأنّ قرد الشمبانزي من الحيوانات التي لديها غيرة كبيرة على أفراد المجموعة، فلا تسمح لأي قرد آخر خارج نطاق المجموعة بالتواجد داخل المجموعة، ويعتبر الحصول على الطعام والمأمن من أكثر الحاجيات التي ترغب قرود الشمبانزي في الحصول عليها.
4. تربية الصغار عند قرد الشمبانزي
تنجب إناث قرود الشمبانزي كل خمسة أعوام تقريباً وهي عادة ما تعتني بصغارها ضمن نطاق سلوك قريب من سلوك البشر، إذ أنّ فترة الحضانة التي يستمر القرد الصغير خلالها في البقاء برفقة أبويه تتعدّى العشرة أعوام، ولا تترك الأم صغيرها أبداً حتّى في النوم خلال الثلاثة أعوام الأولى.
وفي تلك المرحلة تحاول الأم أن تنأى بصغرها بعيداً عن عيون الحيوانات المفترسة التي ترغب في الحصول على فرائس سهلة من خلال اصطياد الصغار، وفي تلك المرحلة تحاول الأم أن تربي صغارها على طريقة تناول الطعام وكيفية الصيد والتزاوج والقيادة وغيرها من الأمور التي تضمن لها البقاء بصورة طبيعية والمحافظة على النسل.
5. سلوك الدفاع عن النفس عند قرد الشمبانزي
ترغب قرود الشمبانزي أن تبقى على قيد الحياة وعدم المجازفة في مواجهة الحيوانات المفترسة، فهي عادة ما تقوم بتسلّق الأشجار العالية بحرفية كبيرة لتبتعد عن الحيوانات التي تهدّد حياتها وحياة صغارها، ولكن عندما تتعرّض حياة صغارها للخطر أو حياتها من قبل حيوان أكثر قوة وشراسة فهي تقوم بالصراخ وإخراج أصوات تعتبر لغة مفهومة بين أفراد المجموعة.
حيث تقوم أفراد المجموعة بمحاولة تأمين الحماية اللازمة لهم من خلال الهجوم بصورة مباشرة أو رمي الحجارة أو استخدام العصي، وتعتبر قرود الشمبانزي من الحيوانات الأليفة التي يمكن للإنسان أن يعتني بها بصورة طبيعية دون وجود أي خطورة ما لم تتعرض لهجوم حاد، وتعتبر من أكثر الحيوانات ذكاء وقدرة على إثبات ذاتها.