هناك العديد من النماذج التي يمكن لنا رؤيتها في عالم الحيوان، والتي تتلخّص في إمكانية تعايش الحيوانات برفقة بعضها البعض، إذ يمكن للعديد من الطيور أن تتعايش برفقة بعضها البعض، وخاصة في المناطق التي يعتني بها الإنسان مثل طيور الحب وطيور الكنار، ويمكن للقطط أن تتعايش برفقة الكلاب، ويمكن للماعز أن يتعايش برفقة الخراف والبقر، ولا يوجد مشكلة من تواجد الدجاج في نفس المكان، ولكن ما مدى قدرة الماعز والخراف على التعايش برفقة بعضها البعض بصورة طبيعية؟
ما هو تأثير الإنسان على تعايش الحيوانات برفقة بعضها البعض
استطاع الإنسان ومنذ القدم أن يُذلّل قوّة العديد من الحيوانات في خدمته، مثل الأحصنة والحمير والجمال والبِغال والكلاب والماعز، وهذه الحيوانات منها ما يمكن الاستفادة من لبَنه أو لحمه أو جلده أو حمل الأشياء التي لا يمكن حملها عليه، وتعتبر الماعز والخراف من الحيوانات الأليفة العاشبة التي لطالما استطاع الإنسان أن يستخدمها بصورة رائعة ولا يزال كذلك، فهي حيوانات يمكن أن يتمّ تطويعها لتعيش بالقرب من الإنسان، وأن تأكل وتشرب بالشكل الذي يرغب الإنسان به وفقاً لطبيعتها.
تعتبر الخراف والماعز من الثدييات التي يمكن لها التعايش في كافة قارات العالم على مختلف أنواعها وأشكالها، إذ أنها تعتبر من الأمور الهامة في حياة البشر لما يمكن لها أن تقدمه من لحوم وألبان، ولا يمكن أن تتوفر من أي حيوانات أخرى إلا لدى البقر، حيث استطاع الإنسان أن يجمع ما بين تلك الحيوانات في مكان واحد وأصبحت ترعى وتأكل العشب وتنام برفقة بعضها البعض.
تبقى للخراف العديد من السلوكيات الغريزية التي لا يمكن أن تتغير، تتعلّق في طريقة نومها وأكلها وتجمّعها أثناء البرد أو الحرّ بصورة جماعية، ولكن هذا الأمر لا يؤثر على طبيعتها التي تتقارب كثيراً مع طبيعة الماعز كونهما من نفس النوع، فهما من الحيوانات المُجترّة التي تسترجع الطعام وتقوم بهضمه بعد أكله مرة أخرى، ويمكن للخراف والماعز أن تتعايش برفقة بعض الحيوانات آكلة اللحوم، مثل الكلاب التي لا يمكن لها أن تقوم بافتراسها على الرغم من كونها آكلة للحوم.
إن تعايش الحيوانات برفقة بعضها البعض يجعل من سلوكياتها مُتقاربة، إذ من الطبيعي أنها تأكل وتشرب وتنام وتركض بصورة متقاربة جداً، وبالتالي فمن السهل أن تكون حياتها طبيعية دون وجود أي خوف على إحداهما من الآخر.