تعتبر الحشرات الحيوانات الأكثر انتشاراً في العالم، فحيثما يمكن لنا التواجد في أي مكان عبر هذا العالم الواسع لا بد لنا من رؤية نوع من النمل أو النحل أو الباعوض أو الذباب أو اليعسوب أو الفراش وغيرها الكثير من أنواع الحشرات المذهل، ولدى الحديث عن الحشرات يعتقد الكثيرون بأننا نتحدث عن حيوانات لا تفقه شيئاً ولا تملك العقول التي تساعدها على الحركة، إلا أن هذا الأمر غير صحيح وخير دليل على ذلك نظام الحياة لدى النمل والنحل، وبالحديث عن النحل كيف يمكن لهذه الحشرة المذهلة أن تميز بعضها البعض؟
سلوك النحل في معرفة بعضه البعض
على الرغم من أن حجم النحلة الواحدة لا يزيد على بضعة مليمترات إلا أنها من أكثر الحشرات لا بل من أكثر الحيوانات قدرة على التنظيم والعمل بذكاء، فهي ليست حشرة عشوائية لا تمتلك القدرة على التفكير كما يعتقد البعض بل هي حشرة في غاية الذكاء والتفاني والتضحية في سبيل حياة الملكة في الدرجة الأولى والخلية في الدرجة الثانية، ولعل أشكال حشرة النحل بالنسبة لنا متشابهة ولا فرق بينها إلا أنّ هذا الأمر غير صحيح فكل حشرة تختلف عن الأخرى.
يمتاز النحل بقدرة كبيرة على تمييز بعضه البعض، فالملكة هي الملكة ذات الشكل الأكبر حجماً والذكور يقومون بالتضحية بحياتهم في سبيل التلقيح، والعاملات هنّ الأكثر نشاطاً وأهمية في الحفاظ على أمن الخلية وتوفير الغذاء اللازم، إلا أنّ للنحل القدرة على معرفة بعضه البعض من خلال الروائح التي تمتاز بها والتي تسمّى بالفرمونات، ولعل هذه الروائح من المواصفات الكيميائية التي تمتاز بها حشرة النحل والتي تساعد على معرفة الأعداء من أنواع النحل الأخرى وأي دخيل يرغب في الدخول إلى المجموعة ليتم قتله بصورة سريعة للغاية.
إن الروائح أمر هام جداً في حياة خلية النحل ودون هذه الروائح لا يمكن أن يتم التمييز ما بين النحل الذي ينتمي إلى الخلية من غيره، كما وأنر الرقصات التي تؤديها العاملات والتي تعتبر من الأمور الهامة في حياة الخلية تعتبر من الأساليب التي يمكن للنحل أن يتعرف على بعضه البعض من خلالها.
في الختام يعتبر النحل من أكثر الكائنات الحية نظاماً وإخلاصاً وتفانياً في العمل، لذا يمكن للنحل أن يميز بعضه البعض من خلال الروائح التي يصدرها، وهذا الأمر يساعد على معرفة النحل الدخيل على المجموعة وقتله ومعرفة أماكن تواجد أفراد المجموعة ولمعرفة أماكن تواجد الغذاء.
