يوجد لسان البحر بشكل عام في شرق شمال المحيط الأطلسي، وجنوبًا في البحر الأبيض المتوسط، ومع ذلك، تم تسجيل لسان البحر أيضًا على طول الساحل الغربي لأفريقيا، حتى جنوب إفريقيا.
النطاق الجغرافي للسان البحر
لسان البحر هو كائن بحري، يصنف على أنه يسكن في ركائز رملية أو موحلة، تتراوح موائلها من المياه الجوفية إلى أعماق تصل إلى 200 متر. يقضي لسان البحر الربيع والصيف في المياه الشاطئية، ثم يهاجر إلى الأعماق تتراوح بين 100م و200 م خلال فصلي الخريف والشتاء، وعادةً ما يقضي لسان البحر النهار مختبئًا في الرمال.
الطبيعة الجسمية للسان البحر
يصل قياس لسان البحر إلى 45 سم، ويتراوح من 30 سم في المناطق شبه الاستوائية إلى 49 سم في المناطق المعتدلة، تتراوح الأوزان بين 2 كجم (المناطق شبه الاستوائية) و4 كجم (المناطق المعتدلة)، وصل أكبر لسان البحر تم تسجيله إلى طول 60 سم، لسان البحر الأوروبي له عيون كبيرة وفم مع منقار مثل الفكين يقعان في قاعدة الوشاح، ويحتوي الوشاح على الأعضاء التناسلية والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى قشرة داخلية تسمى عظم الحبار المستطيل مع نهاية خلفية مستديرة ونهاية أمامية تتناقص تدريجيًا إلى نقطة.
جسد لسان البحر عريض ومسطح ظهرياً زبطنيًا، وله مقطع عرضي بيضاوي الشكل، ويمتد زوج من الزعانف المسطحة والعريضة على طول الوشاح، والفم محاط بثمانية أذرع واثنين من مخالب، وكلها مزودة بمصاصاتـ وتظهر لسان البحر الناضجة نمطاً مخططاً مثل الحمار الوحشي على السطح الظهري، تتميز الذكور البالغة بشرائط بيضاء وسوداء على ذراعهم، بالإضافة إن لسان البحر قادر على تغيير لونها وحتى نسيج جلدها باستخدام هياكل تسمى (chromatophores وleucophores وiridophores)، تعمل هذه الهياكل على التمويه في المحيط المتغير، بشكل عام، يتميز لسان البحر بلون أسود أو بني.
تلد الإناث مجموعة من البيوض على الشعاب والأصداف وغيرها من الموجودات المتوفرة على طول قاع البحرـ ويصل قطر البيض من 6 إلى 9 مم، ويفقس بعد حوالي شهرين، أو 30-90 يومًا، حسب درجة حرارة الماء، بمجرد أن يفقس، يبلغ الطول الإجمالي لصغار لسان البحر الصغيرة 50 ملم، تم تطوير صغار لسان البحر حديثًا بشكل جيد ويمكن أن تبدأ على الفور تقريبًا في التغذية على الفريسة الصغيرة، تختلف معدلات النمو باختلاف درجة الحرارة، حيث ينمو الصغار بشكل أسرع في درجات الحرارة المنخفضة، يصل لسان البحر عمومًا إلى مرحلة النضج في عمر 14 إلى 18 شهرًا.
سلوك لسان البحر
ينشط لسان البحر في الليل ويقضي معظم وقته في قاع البحر، يسبح بشكل أساسي لتناول الطعام أو التزاوج أو القتال، الزعانف المتموجة على جانبي لسان البحر لمساعدتها في السباحة، يمتلك لسان البحر الأوروبي أيضًا القدرة على دفع نفسه بسرعة عن طريق دفع الماء عبر سيفونه، عادة ما يكون لسان البحر نوعًا منفردًا ما عدا أثناء التزاوج، يمكن للسان البحر أن يغير لون وملمس جلده في غضون ثوان، مما يسمح له بالتمويه مع بيئته والتواصل مع لسان البحر آخى أو الحيوانات المفترسة الأخرى.
تمكّنه الهياكل الخاصة داخل جلده من تغيير الألوان بسرعة، يوسع لسان البحر ويتقلص هذه الهياكل لخلق أنماط مختلفة من الألوان والقوام على جلده، يمكن أن تخلق لسان البحر أنماطًا موحدة للجسم أو تظهر أنماطًا متعددة في نفس الوقت، والسلوك الآخر المضاد للحيوانات المفترسة هو إفراز الحبر.
يتمتع لسان البحر بعيون متطورة للغاية وغالبًا ما يتواصل مع لسان البحر الأخرى والحيوانات المفترسة الأخرى باستخدام إشارات بصرية؛ فهي لا تستخدم فقط قدرتها على تغيير الجلد لتوصيل الرسائل، ولكنها أيضًا تتواصل من خلال السباحة في أنماط معينة أو الإمساك بمخالبها في أوضاع معينة. بالإضافة إلى التواصل عن طريق تغيير مظهر الجلد، يمكن للسان البحر أيضًا أن يشير إلى أنه يشعر بالتهديد من خلال إخراج الحبر الأسود من السيفون.
