اقرأ في هذا المقال
- سلوك القطط في حمل صغارها
- ما تأثير قيام القطط بحمل صغارها من رقابهم
- لماذا تقوم القطط بحمل صغارها من مؤخرة رقابهم
لا شكّ أن العديد من الحيوانات وخاصة الثدية منها تمتلك مشاعر وخاصة تلك المتعلّقة بعاطفة الأمومة بصورة ملفتة، ومن الظلم اعتبار الحيوانات خاوية المشاعر لا تتحمّل المسؤولية، فالقطط مثلاً من الحيوانات التي طالما ألفها الإنسان والتي كان لتفاصيل حياتها العديد من المفاجئات التي كشفت عن سلوكياتها، ولعلّ عناية القطط بصغارها من الأمور التي طالما توقّف عندها علماء سلوك الحيوان وحاولوا تفسيرها، ولكن هل تساءلنا عن الكيفية التي تقوم القطط من خلالها بحمل صغارها، وما تأثير ذلك على سلوكها؟
سلوك القطط في حمل صغارها
تعتبر القطط من الحيوانات الأليفة التي طالما استأنست التعايش برفقة البشر أو بالقرب منهم، وهي بذلك تحاول الخروج من أجواء الغابة الخطرة وتحصل على طعامها بصورة أكثر أمناً، ولعلّ التغيرات الكبيرة في سلوك القطط نتيجة قربها من البشر لم تفقدها غريزة الأمومة الخاصة بتربية صغارها، فلا تزال القطط من الحيوانات التي يألف البشر العناية بها داخل المنازل كونه تمّ الكشف عن كافة التفاصيل الغامضة في حياتها ومنها الكيفية التي تقوم من خلالها بحمل صغارها.
ولا تقوم القطط بحمل صغارها على ظهرها كما تفعل القرود، ولا تقوم بوضعها في جورب خاص في منطقة البطن كما هي الحال لدى الكنغر ولا تضعهم داخل أفواهها كما تفعل التماسيح مع صغارها، ولكنّ القطط حالها كحال النمور تقوم بحمل صغارها بالتقاطهم من مؤخرة الرقبة، ولمن يقوم بمشاهدة الموقف من مكان قريب يعتقد بأنّ القطّة قد فامت بقتل صغيرها وترغب في البحث عن مكان آمن لتقوم بالتهامه، إلا أنّ هذا الأمر غير صحيح فالقطط من الحيوانات التي تعتني بصغارها بصورة كبيرة وقد تقوم بالتضحية بحياتها في سبيل المحافظة عليهم.
ما تأثير قيام القطط بحمل صغارها من رقابهم
تعتبر القطط من الحيوانات المفترسة آكلة اللحوم إلا أنّ التغيّر الكبير في سلوكها جعل منها حيوانات في غاية الحيادية، وهي حيوانات تمتلك من العواطف ما يجعل منها قريبة من البشر، لذا فالقطط عادة ما تقوم بحمل صغارها من خلال وضع مؤخرة أعناقهم داخل أفواهها والضغط عليها، وهذا الأمر يعتبر من الأمور الخطرة كون تلك المنطقة تعتبر منقطة مقتل لدى معظم الحيوانات الفقارية، ولكن الوضع لدى القطط مختلف تماماً كون القطط الصغيرة تفرز مادة مخدرة من جلد تلك المنقطة تساعدها على الارتخاء وتكون في حالة خضوع تام للأم، ولا تسبب هذه الحركة للصغار أي ألم أو أضرار جسدية.
لماذا تقوم القطط بحمل صغارها من مؤخرة رقابهم
تعتبر المنطقة التي تقوم من خلالها القطط بحمل صغارها عن طريقها المنطقة الأكثر أماناً على حياة الصغار، فهي منقطة بعيدة عن العمود الفقري ويوجد فيها تجمّع جيد لجلد الرقبة بصورة تسمح للأم بأن تحمل صغارها من خلالها دون أن تلحق بها الضرر، وعادة ما تقوم القطط بحمل صغارها بهذه الطريقة لعدّة اعتبارات، وأول هذه الاعتبارات وأكثرها أهمية هو خوف القطط على حياة صغارها لاعتقادها بأن هناك خطر داهم قد يؤدي إلى موت الصغار، وبالتالي فهي تكون مضطرة إلى نقل الصغار إلى أماكن أكثر أماناً حسب تقديرها.
ولا يوجد لدى القطط في الحالات التي تستوجب الحذر أن تخاطر بحياة صغارها وأن تقوم بترحيلهم بصورة سريعة من خلال المشي أو الركض كون الأمر يكتنفه العديد من المخاطر المحتملة، وعدم قدرة الصغار على الركض أو التسلّق، وبالتالي تجد القطّة الأم نفسها مضطرة لأن تقوم بحمل صغارها بصورة فردية كلّ واحد على حِدَة مستخدمة نفس الاستراتيجية في حمل باقي الأشقاء، ولعلّ الصغار بدورهم يبدون مستسلمين تماماً للأم في حال نقلهم وكأنهم موتى في نظر من يراقب الأمر ولكنهم في حقيقة الأم في راحة تامة.
إن ثاني الاعتبارات التي تدعو القطة الأم لحمل صغارها ونقلهم من مكان لآخر هو الشعور بعدم الراحة نتيجة اقتراب أحد منهم، فالقطط تحب البقاء في مناطق خاصة بها لا يقترب منها أحد وإذا شعرت بالمضايقة فإنها تقوم بالرحيل بصورة سريعة تاركة المكان الذي تواجدت فيه إلى مكان أكثر أمناً، وثالث هذه الاعتبارات هو البحث عن المكان الذي يوفّر الغذاء بصورة أفضل من الأماكن القديمة، وهذه الصورة التي قد نراها بصورة مستمرة ما هي إلا تفسير لإحدى هذه الاعتبارات.
ولا ننسى أن القطط على الرغم من أنها من الحيوانات المفترسة إلا أنها تمتلك عاطفة أمومة قوية للغاية تساعدها على الاحتفاظ بهم ورعايتهم حتى يصبحوا قادرين على رعاية أنفسهم بصورة جيدة، وتبقى الغريزة هي الأساس، حيث يستمر الصغار بعد أن يتزاوجوا ويكبروا في حمل صغارهم بهذه الطريقة.