لماذا ترقص الأفاعي عندما تسمع صوت الموسيقى

اقرأ في هذا المقال


إنّ الاعتقاد الخاطئ لدى معظم الناس بأنّ جميع الحيوانات تمتلك حواساً تشبه تلك التي يمتلكها الإنسان كحاسة السمع والبصر والذوق واللمس، ولكنّ الأمر ليس كذلك على الإطلاق، فالعديد من الحيوانات تفتقد حاسة ما ولكن تعوّضها بحاسة أخرى أكثر دقّة، ولعلّ الأفعى هي خير مثال على ذلك كونها لا تمتلك أذنين تمكّنها من السمع بصورة مباشرة، فكيف تؤثر الأصوات الخارجية على مزاج الأفاعي وسلوكياتها؟

أسباب رقص الأفاعي عند سماعها للموسيقى

لقد تمّ خداع الكثير منّا من خلال الاعتقاد بأنّ الأفاعي قادرة على الرقص لدى سماعها للموسيقى وخاصة تلك التي تتبع إلى فصيلة أفاعي الكوبرا، ولعلّ الأمر يتعلّق بالاستعراض وجلب المشاهدات الغريبة فقط، فالأفعى لا ترقص أبداً ولا تسمع الأصوات عن طريق أذنيها، وإنما تستشعر بالأصوات الخارجية عن طريق ذبذبات تشعر بها عن طريق ألسنتها وأجسادها، وهذه الأصوات يتم إرسالها على شكل معلومات إلى العقل والذي بدوره يعمل على إرسال التعليمات بضرورة التأهب لأي أخطار محتملة.

بالتالي فإنّ الأفاعي التي تكون في وضعية السكون أو الحركة البطيئة تقوم بالتأهب بصورة ملفتة في حال استمعت إلى أي صوت أو مؤثر خارجي، ولعلّ الأشخاص المتخصصين في هذا المجال انتبهوا إلى أنّ الأفاعي قد تقف مرتفعة نحو الأعلى لدقائق قليلة فقط عندما تسمع صوتاً يخرج من شخص يقف أمامها، فهي لا تدرك طبيعة هذا الصوت ولكنها تقف في حالة تأهب لأي عدوان محتمل عليها.

في العادة يقوم الأشخاص الذين يعزفون الموسيقى أو الناي بالتحرّك يمنة ويسرة متخذين مسافة أمان تتناسب وطبيعة الخطورة المحتملة التي تشكلّها الأفعى، وهذا الأمر يزيد من اعتقاد الأفعى بأنها قد تتعرض للهجوم من الشخص الذي يتحرّك أمامها وبالتالي تقوم بالتحرك يمنة ويسرة بصورة مماثلة في محاولة منها مراقبة تصرفات الشخص الذي يعزف أمامها، وبالتالي تظهر الصورة أمام المشاهد بانها تقوم بالرقص وهذا أمر غير صحيح.

في العادة لا تمتلك الأفاعي القدرة على الوقوف مستخدمة أجسادها والرقص والتحرك بصورة مستمرة، فهي لا تقوم بهذا الأمر سوى لدقائق معدودة وبعد ذلك تعود إلى طبيعتها، ولعلّ الأفاعي التي تستخدم في هذا المجال قد اعتادت أن تتحرّك بصورة مستمرة مع الشخص الذي يعتني بها لمجرد سماع الصوت الذي يصدر عنه في كلّ مرّة.


شارك المقالة: