إذا أردنا أن نتحدّث عن الجمال فإنّ الفراشات هي من ضمن الخيارات المتاحة التي يمكننا أن نشبّه شيئاً ما جميلاً بها، فهي نوع من أنواع الحشرات التي تنتشر في معظم دول العالم، وعلى الرغم من صغر حجمها إلا أنها من الحشرات التي تمتاز بشكلها الخلّاب وألوانها الزاهية وقدرتها الكبيرة على التنقّل بين الزهور طيبة الرائحة، فهل يمكن لفراش أن تشرب دموع الحيوانات الأخرى؟
لماذا تشرب الفراشات دموع الحيوانات الأخرى
من الطبيعي أن نتحدّث عن حيوان يشرب الماء بصورة طبيعية لكون معظم الكائنات الحية لا تستطيع النجاة دون الحصول على الماء، ولكن المستغرب بالأمر هو سبب قيام الفراشات بشرب دموع الحيوانات الأخرى على الرغم من توفّر المياه في المكان الذي تتعايش فيه.
من المعروف أن هناك آلاف الأنواع من الفراش والتي يمكن لها التعايش في كافة الأماكن، ومن هذه الأنواع الفراش الذي يتعايش في المناطق الاستوائية في الغابات المطيرة، حيث أنّ غابات الأمازون تعتبر من الأماكن المفضلة لدى الفراش للتعايش لكونها أماكن دافئة ويتوافر فيها الطعام بصورة مستمرة، ولكن لاحظ علماء سلوك الحيوان قيام الفراش بالتجمّع عند عيون بعض أنواع الحيوانات وخاصة الزواحف منها مثل التماسيح والسلاحف وغيرها من الزواحف التي تعيش في المناطق الاستوائية.
أدرك علماء السلوك بصورة ما أنّ الفراش لا يتجمّع على عيون الحيوانات وخاصة الزواحف منها للحصول على الماء كون الماء وافر في تلك الأماكن، ولكن السبب في ذلك هو الرغبة في الحصول على الأملاح اللازمة التي تعمل تلك الزواحف على إفرازها من الجسد على شكل عرق يخرج بصورة تشبه دموع العين، حيث يقوم الفراش بالحصول على المواد الغذائية اللازمة والأملاح الضرورية مثل الصوديوم الذي يساعد في نمو البيوض.
إنّ حصول الفراش على دموع العديد من أنواع الزواحف لا يشكّل ضرراً أو تأثيراً يذكر على حياة تلك الحيوانات، فهي عملية تحصل بصورة خارجية غير مؤثرة يستفيد منها الفراش بصورة رئيسية، ولعلّ الفائدة الأكبر من الحصول على تلك الدموع هو التمثيل الغذائي والمساعدة على إنتاج البيوض اللازمة لاستمرار دورة الحياة بصورة جيدة فيما يخصّ حياة الفراش، ولا تتوفر تلك الأملاح بصورة جيدة في الغذاء الذي يحصل عليه الفراش في تلك المناطق ليجد نفسه مضطراً للتطفّل على عيون الحيوانات الأخرى.
