تستخدم العديد من الحيوانات أصواتها كسلوك يشير إلى حالة ذهنية يكون فيها الحيوان في ذلك الوقت، فالأسود تزأر عندما تصيد أو تحاول إخافة الحيوانات بأهميتها وقوتها، وتحذر الأسود الأخرى من الاقتراب من حيزها، وكذلك الذئاب تعوي كلغة تشير إلى سلوك مكاني يشير إلى الهيمنة، والكلاب تعوي كلغة تشير إلى سلوك غريزي، والغربان تنعق في سلوك يشير إلى حالة ذهنية تشير إلى السيطرة المكانية والرغبة في التزاوج، ولكن هل تساءلنا يوماً ما عن سبب صياح البومة؟
سلوك البومة في إطلاق أصواتها
لا يعتبر طائر البومة من الطيور العادية التي يتم قراءة سلوكها بصورة سريعة عشوائية، فهي من أكثر الطيور ذكاء وأكثرها قوّة وقدرة على الصيد، وهي بالإضافة إلى هذا كلّه من الطيور التي تمتاز بقدرتها على الحركة مُستعينة بقدرة قوية على السمع والنظر والتحرّك، ليس هذا فقط بل هي كعادة الحيوانات والطيور الجارحة تستخدم فلسفة في إثبات أماكنها من خلال إصدار أصوات تحذيرية للطيور الأخرى التي تحاول الاقتراب من أماكنها تسمى بالنعيق.
إن أصوات طائر البومة تعتبر مزعجة للكثيرين كونه يَصدر منها ليلاً، فهي على الرغم من قوتها وقدرتها على الحركة والطيران بحرية كبيرة، إلا أن الليل يعتبر الوقت الذي يتناسب مع طبيعتها، فسلوكها في الحركة أثناء الليل يساعدها على الصيد بسهولة كبيرة أكثر منها في النهار.
وعادة ما تنعق البومة في الليل بصورة متكررة كسلوك يشير إلى حالة من البحث عن شريك محتمل، وفي حال تمّ الأمر يتم تبادل الصيحات بين طيور البومة ويتم التواصل السلوكي فيما بينهم كلغة تشير إلى الموافقة.
يطلق طائر البومة صوته في الليل كسلوك يشير إلى سيطرته على أماكن جديدة وأنه يقوم بتحذير كل من يحاول الاقتراب، كما وأن هذه الأصوات قد تكون في كثير من الأحيان كسلوك يشير إلى حالة من الحذر لوجود مخاطر محتملة في المكان.
وهذه المخاطر لا بدّ وان يتمّ الإشارة إليها بأصوات للشريك وللطيور المحيطة بالمكان، وعادة ما يكون صوت البومة مرتفعاً للغاية قد يصل مداه لعدة مئات من الأمتار، وربما لعدة كيلو مترات إذا كان الصوت يخرج من بومة بالغة، أو إذا كان السلوك آني ويشير إلى خطر داهم لا بدّ من إيصال المعلومة إلى باقي طيور البومة الموجودين في المكان بصورة سريعة.