على الرغم من أننا كبشر نخاف المفترسات الرئيسية والعديد من أنواع الأفاعي على اعتبارها الأكبر حجماً والأكثر ضرراً، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة أنّ البشر الذين يموتون نتيجة تعرّضهم للدغات البعوض هم أكثر بكثير من أعداد الأشخاص ال ذين يموتون نتيجة تعرّضهم لهجوم حيوان مفترس، فهل من الممكن أن يكون البعوض قاتلاً، أيهما أكثر خطورة ذكر البعوض أم الأنثى؟
أسباب اعتبار أثنى البعوض أكثر خطورة من الذكور
أسباب تتعلق بطبيعة البعوض الجسدية
عند الحديث عن البعوض يعتقد الكثير منّا أن جميع أنواع البعوض حول العالم تقوم بإلحاق الضرر بالكائنات الحية الأخرى، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة أنّ أنواع البعوض حول العالم يفوق الثلاثة ألاف ونصف النوع ومعظمها غير مؤذي للبشر، إلا أنّ البعوض الذي نتحدّث عنه هنا هو البعوض الذي يسبب لنا الكثير من الضرر والإزعاج وربّما الوفاة.
إنّ الاعتقاد بأنّ الذكور والإناث تقوم بلدغنا هو اعتقاد خاطئ، حيث أنّ الذكور لا علاقة لها بعملية اللدغ أو التطفّل على الكائنات الحية الأخرى، فالذكور عادة ما تتغذّى على رحيق الأزهار وعلى بقايا العصائر والحلويات وغيرها من المأكولات الأخرى التي لا علاقة لها بدم الكائنات الحية الأخرى، وهذا الأمر يبرّئ الذكور من اتهاماتنا الباطلة من حيث قدرتها على اللدغ والإضرار بالكائنات الحية ونقل الأمراض المعدية.
كثير من الاعتقادات الشائعة لدينا بأن الذكور هي الأكثر قدرة على الافتراس والحصول على الطعام، ولكن في محور حديثنا عن البعوض فإن الأنثى هي التي تمتلك القدرة على امتصاص دماء الكائنات الحية على اختلاف أنواعها، ولعلّ الإنسان واحد من أبرز ضحايا لدغات البعوض القاتلة.
عندما تُقدم الأنثى على لدغ أحدهم فهي تستخدم تقنية عالية الدقّة للحصول على الدماء التي تساعدها على التعايش، ليس هذا فقط بل أنّ الدماء ضرورية للمحافظة على حياة البيوض التي تحملها الأنثى، وفي حال عجم توفر الدم اللازم فلن تصمد أنثى البعوض طويلاً وستكون عرضة للموت مباشرة، حيث تستخدم أنثى البعوض أنبوب طويل في مقّمة الفم يتم إدخاله في جسم الكائن الحي ويتم سحب الدم بصورة سريعة.
تقوم أنثى البعوض بإفراز مادة من أجل تخثّر الدم وتخدير الجلد لعدم الشعور باللدغة، ولكن تبقى الأنثى هي الأكثر ضرراً من الذكور لكونها قادرة على نقل دم الأشخاص المصابين بالأمراض الخطيرة إلى أشخاص آخرين معافين وبالتالي تعرضهم للوفاة.