لماذا تعتبر ذكور البطريق الأكثر أبوة

اقرأ في هذا المقال


في عالم الحيوان يمكننا أن نذكر ألاف القصص التي تتحدّث عن عاطفة الأمومة لدى الحيوانات، فبعض إناث الحيوانات تقوم الأنثى بتعريض نفسها للقتل في سبيل المحافظة على حياة صغارها، وفي حالة أخرى تبقى أنثى الحيوان في حالة انقطاع تام عن الحياة الطبيعية في فترة الحضانة أو الرضاعة أو الحمل، وتكون أنثى الحيوانات أكثر شراسة عندما يتعلّق الأمر في حياة أحد صغارها، ولكن هل سمعنا من قبل عن عاطفة الأبوّة لدى الحيوانات؟

عاطفة الأبوة لدى ذكور البطريق

من المتعارف لديه في عالم الطيور على وجه الخصوص أن الأنثى تقوم باحتضان البيض وحمايته حتّى يفقس، وقد يكون للذكر دور ثانوي في عملية الحضانة ولكن الدور الرئيسي الذي يترتّب عليه هو في عملية حماية الأنثى وبيضها وتوفير الطعام اللازم لها أثناء تلك الفترة، ولكن عند الحديث عن طيور البطريق فالأمر مختلف تماماً، إذ أنّ عملية الحضانة والرعاية تكون برعاية كاملة من قبل الذكر.

بعد أن تحدث عملية التزاوج وتقوم أنثى البطريق بوضع بيوضها ينتهي دورها هنا وتقوم بترك البيض أمانة لدى ذكر البطريق، وكون الأمر غريزياً لا نقاش فيه ولا جدل يقف الذكر بصورة نادرة في أكثر الأجواء برودة في المناطق المتجمدة لحماية البيض وحضانته، حيث يقوم الذكر بوضع البيض بين أقدامه في حالة وقوف تام ويقوم بتغطيته بجلد رقيق ولا يقدم على التحرك لفترة تصل لغاية شهرين ونيّف.

لا يقف الأمر هنا فقط، فعملية الحضانة تستمر من قبل الذكور للبيوض دون أن تحصل الذكور على أي طعام طوال تلك الفترة لتفقد حوالي ثلث وزنها بسبب قلّة الطعام، وتقف ذكور البطريق بصورة جماعية على شكل مستعمرة لتشعر بالدفء وخاصة في فصل الشتاء، وفي هذه الأثناء تبحث أنثى البطريق عن الطعام وتقوم بجمعه بصورة رائعة.

بعد مضي ما يزيد على الشهرين من الوظيفة الشاقة التي يقوم بها ذكر البطريق، وقد يقدم البطريق على وضع البيضة فوق قدمه دون أي حراك تظهر الأنثى مرّة أخرى جالبة معها الطعام اللازم، وبعد أن يفقس البيض تتشارك الأنثى والذكر في عملية التربية والرعاية والحماية بصورة نادرة الحدوث.


شارك المقالة: