تستخدم الحيوانات العديد من الأساليب التي تساعدها على التعايش مع المحيط الذي حولها، فالغزلان تتمتع بسرعة كبيرة تساعدها على العدو وبالتالي التخلّص من الحيوانات المفترسة، والطيور يمكن لها الطيران بسرعة كبيرة بعيداً عن الحيوانات المفترسة، وكذلك تمتلك السحالي القدرة على التخفّي عن طريق تغيير ألوانها، فلماذا تقوم الحرباء بتغيير ألوانها؟
لماذا تغير الحرباء ألوانها
1. تغير الحرباء ألوانها لتتمكن من التعايش وفقا للبيئة المحيطة
تعيش الحرباء في العديد من المناطق التي تختلف طبيعتها عن الأخرى، فمنها ما يعيش بالقرب من التجمعات المائية ومنها من يعيش في المناطق الصحراوية الجافة أو في الغابات والمناطق الجبلية والسهول الواسعة، وبالتالي تعتبر معظم السحالي من الحيوانات الضعيفة التي لا تمتلك القدرة على مقاومة الحيوانات المفترسة أو الطيور الجارحة.
إنّ كل حيوان يمتلك قدرة فردية تساعده على التخلّص من المخاطر التي تحيط به، ويعتبر التخفّي هو الأسلوب المفضّل الذي يساعد الحرباء على التخفّي والاختباء عن الحيوانات الأخرى، فالطبيعة الجسدية للحرباء تساعدها على تغيير لون جلودها بما يتوافق وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه بحيث يصعب رؤيتها وهي ثابتة دون حراك.
إنّ التغيّر الكبير والسريع في لون الجلد لدى الحرباء يعتبر من الأساليب الدفاعية الرائعة والتي لا تتواجد إلا لدى السحالي من بين جميع أنواع الحيوانات، وتمتلك الحرباء طبقتين من البلورات التي تعكس ظلال الألوان من خلال تغيير أماكن البلورات المتواجدة في الجلد، وبالتالي فإنّ التغيّر السريع والضروري لدى الحرباء يعتبر من الأمور المميزة التي تساعدها على التعايش خوفاً من المفترسات.
2. تغير الحرباء لونها من أجل التزاوج
ظلّ علماء سلوك الحيوان يعتقدون بأن الحرباء تقوم بتغيير لون جلودها عندما تستشعر بالخوف فقط، ولكن أثبتت الدراسات الحديثة أنّ الحرباء من الحيوانات التي تقوم على تغيير لون جلودها للحصول على الإناث بصورة رئيسية، حيث تقوم ذكور الحرباء بتغيير ألوانها بما يتوافق وطبيعة الإناث ومزاجها في محاولة لإقناعها بعملية التزاوج، حيث يمكن لذكور وإناث الحرباء أن تقوم بتغيير ألوانها بما يتوافق وطبيعة المكان والظروف التي تتواجد بها، وهذا الأمر من شأنه المساعدة على إتمام عملية التزاوج بصورة طبيعية.