تنتشر الحشرات بصورة كبيرة في كافة أنحاء الكرة الأرضية، وهي تختلف بصورة كبيرة باختلاف الطريقة التي تتعايش فيها، وفي الطريقة التي تحصل فيها على الطعام، حيث يمكن للعديد من الحشرات أن تتغذى على النباتات والأزهار مثل النحل، وتتغذى حشرات أخرى على الحبوب مثل النمل وبعضها الآخر على اللحم، وتتغذى أنثى البعوض على الدم والذباب على بقايا الطعام، ولكن هل سمعنا من قبل عن الطريقة التي تحصل فيها حشرة الخنفساء على طعامها؟
كيف تتعايش حشرة الخنفساء في بيئتها
في كافة قارات العالم باستثناء القارة المتجمدة الجنوبية تتواجد حشرة الخنفساء ذات الأنواع المتعددة، حيث تتميز تلك الحشرة القوية بقدرتها على أكل النباتات وغيرها، ولكن النوع الأكثر شُهرَة وانتشاراً بينها هو حشرة خنفساء الروث، والتي تعتمد في طعامها على أكل روث الحيوانات بصورة رئيسية، فهي حشرات قادرة على أكل الروث بعد أن تقوم بجرّ الروث على شكل كرات بصورة مذهلة.
إنّ حشرة خنفساء الروث تعتبر من الحشرات التي تساعد على تحقيق التوازن البيئي، وذلك من خلال التقليل من كمية براز وروث الحيوانات، حيث تعمل على لفّ الروث على شكل كرات كبيرة تفوق أحجامها بأضعاف تصل لغاية عشرة أضعاف وزنها وربما أكثر من ذلك بكثير، وبذلك تكون الخنفساء من أكثر الحشرات قوّة وقدرة على حمل الأشياء التي تضاعف حجمها بعدة مرات، وهي بذلك تتشابه مع النمل الذي يمكنه أن يحمل ما يزيد على حجمه بعشرات المرات.
يمكن لخنفساء الروث التعايش في كافة الأماكن حول العالم، وهي تفضّل التعايش في الأراضي الزراعية وفي الصحاري وفي الغابات والمراعي، وهي لا تفضل التعايش في المناطق الباردة، وعادة ما تحاول التواجد بالقرب من الحيوانات آكلة العشب أو آكلة اللحوم للحصول على روثها، والتي عادةً ما تقوم بالحصول عليه وتحليله والاستفادة من بقايا العناصر الغذائية المُتبقية، وقد تقوم أيضاً بدفن الروث داخل الأرض في حال عدم القيام بأكله.
كيف تحصل الخنفساء على غذائها
تقوم خنفسا الروث على وجه الخصوص باستخدام حاسة الشمّ القوية التي تساعدها على تحديد أماكن تواجد الحيوانات، وبالتالي فهي تقوم بلفّ روث الحيوانات على شكل كرات بعيداً عن المكان الذي تتواجد فيه الحيوانات؛ خوفاً من التعرض للدهس، وهي بذلك تكون من أكثر الحشرات قدرةً على التعايش وفقاً للظروف التي تتواجد فيها، وتكون أكثر تأثيراً على النظام البيئي من أي حشرة أخرى نظراً إلى صغر حجمها مقارنةً مع الحشرات الأخرى.