لماذا تنعق الغربان بصوت مرتفع

اقرأ في هذا المقال


عندما نتحدّث عن الطيور فإننا عادة ما نبدأ بالتفكير في جمال صوتها أو نظارة شكلها، أو قدرتها الكبيرة على الطيران أو لكونها طيور جارحة فائقة السرعة والدقّة، ولكن أن يتعلّق الأمر بالشؤم والكره المتبادل ما بين الإنسان وأحد الحيوانات فهذا أمر قليل ما يمكن أن نراه في عالم الحيوان، ولعلّ الغراب من الحيوانات التي يتشاءم منها الكثير من البشر، فما هو سبب هذا الكره، وهل يعتبر صوتها هو السبب؟

أسباب قيام الغربان بالنعيق بصوت مرتفع

1. تنعق الغربان لأسباب تتعلق بتركيبتها الجسدية

تعتبر التركيبة الجسدية للغربان ذات طبيعة تجعل منها طيوراً قوية قادرة على التعايش في العديد من الظروف الجوية والبيئات المختلفة، فهي طيور قادرة على الطيران وحماية أنفسها ولا يوجد سبيل التعايش برفقة البشر بصورة جيدة كونها تمتلك شكلاً غير جميل، فمعظم الغربان تتصف بلونها الأسود القاتم وصوتها المرتفع الذي لا يوجد فيه أي تغريد أو جمالية.

تقوم الغربان بالنعيق لكون تركيبتها الجسدية وفطرتها تسمح لها القيام بهذا الأمر، فهي لم تعتاد التعايش رفقة البشر ولا تعنيها المشاعر سواء أعجبت بأصواتها المرتفعة أم لا، لهذا لا يحبّذ معظم البشر أصوات الغربان وبعظهم يعتبر أصواتها نذير شؤم.

2. تنعق الغربان لأسباب تتعلق بكيفية التواصل فيما بينها

أثبتت الدراسات الحديثة أن قيام الغربان في الوقوف من على مكان عالٍ والنعاق بصوت مرتفع هو دليل على أنها تتواصل مع باقي المجموعة، وأثبتت الدراسات أنّ هذا الصوت المرتفع يحمل العديد من المعلومات الهامة التي تفسّر جنس الغراب وعن مدى حاجته للأنثى وعن عمره ومقدار قوته وخصائصه الجنسية، ويكون الردّ بالمثل من خلال النعيق بصوت مرتفع للردّ على هذه المعلومات.

إنّ مثل هذه الأصوات تعتبر لغة يسهل فهمها بين أفراد الغربان بصورة واضحة تجعل من عملية التوافق فيما بينها أمر ممكن، فهي تنعق بصورة عالي غير مألوف لدى البشر وبصورة غير مرغوبة ولكن في نهاية المطاف هي تحاول الحصول على الشريك، وتحاول البحث عن أماكن تواجد الطعام والخطر المحتمل، لهذا لا يمكن اعتبار صوت الغربان شؤم متعمّد فهي طريقة للتواصل لا غير.

المصدر: اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.


شارك المقالة: