على الرغم من كثرة الحيوانات الأليفة منها وغير الأليفة عبر هذا العالم الواسع إلا أنّ للطيور جمال وأناقة في المظهر لا يفوقها أي شيء آخر، ولعلّ طيور الببغاء من أكثر الطيور جمالاً وأكثرها اهتماماً من قبل البشر لكونها قادرة على التعلّم وبسرعة كبيرة أكثر من أي طائر آخر، بل أنها قادرة على تعلم سلوكيات من شأنها جذب الانتباه، وتمتلك طيور الببغاء بعض السلوكيات الفريدة ومنها قيامها بأكل الطين، فما هو سبب القيام بهذا السلوك؟
سلوك الببغاء في الحصول على الغذاء
يوجد في العالم العديد من أنواع الببغاء التي تختلف بشكلها وصفاتها وسلوكياتها من مكان لآخر، ولعل الببغاء من الطيور الذكية التي استطاعت أن تضع لنفسها قدماً في النظام الحيواني من خلال قدرتها على التكيف البيئي بصورة جيدة، وتعتبر طيور الببغاء من الطيور الذكية التي تتغذى على الفاكهة والبذور وعلى الحشرات بصورة رئيسية، وتبقى الفاكهة هي الطعام الرئيسي لها.
يمتلك الببغاء كما هو معروف درجة عالية من الذكاء يتنافس عليها هو وطائر الغراب، ولعل الببغاء من الحيوانات التي يمكن لها النطق ببعض الكلمات كون لسانها قادر على هذا الأمر، فهي من الطيور التي تعيش عاجة بصورة جماعية وتغدو في الصباح الباكر لتحصل على الثمار الخاصة بها وخاصة تلك التي تتعايش بصورة جماعية في الغابات الاستوائية من القارة الأمريكية الجنوبية مثل طائر المكاو رائع الجمال.
سلوك طائر الببغاء في أكل الطين
لقد سمعنا من قبل عن قيام طائر النعام بأكل الحصى والرمال من أجل مساعدة المعدة على الهضم، وسمعنا من قبل عن قيام التماسيح بأكل الحجارة أيضاً من اجل المساعدة على الهضم، ولعلنا لم نسمع من قبل عن قيام طائر الببغاء بأكل الطين معتقدين أن هذا الأمر شبيه بما تقوم به طيور النعام، إلا أنّ الأمر مختلف تماماً ولا علاقة له بالهضم أو بالحصول على الطاقة أو المعادن كما كان يعتقد بعض علماء سلوك الحيوان.
تقوم طيور الببغاء وخاصة طيور المكاو بأكل الطين الذي يتواجد على ضفاف الأنهار في القارة الأمريكية الجنوبية صبيحة كل يوم بصورة جماعية مظهرة منظراً بديعاً للتخلص من السموم من أجسادها، فطيور الببغاء هناك تأكل الثمار وتأكل نواها بصورة قوية علماً أن هذه الثمار تحتوي على بعض السموم التي تؤدي إلى موتها وهذا الأمر يتطلب الحصول على الطين اللازم الذي يحتوي على مواد تمنع التسمم وتخلّص الجسد منه.
في الختام تعتبر طيور الببغاء من الطيور الذكية التي تتعايش في العديد من قارات العالم وخاصة القارة الأمريكية الجنوبية، وهي تقوم بصورة يومية بالذهاب إلى ضفاف نهر المانو في القارة الأمريكية الجنوبية للحصول على الطين اللازم للتخلص من السموم القاتلة بصورة غريزية.
