من المعلوم لدينا بأن حيوان الضبع من أكثر الحيوانات خطورة نظراً إلى قوّته الكبيرة وشراسته وقدرته على التهام كل شيء يتوفر أمامه، فهو حيوان ذكي صبور قادر على العمل بصورة جماعية من أجل الحصول على صيد أكبر، كما وأن الضبع من الحيوانات النهمة القادرة على التطفّل على غذاء أي حيوان آخر مهما كانت قوته حتى ولو كان أسد، ولكن للضبع سياسة أخرى في الصيد أو في التخلّص من الحيوانات المفترسة.
سلوك الضبع في التظاهر بالإصابة
لا تعتبر الضباع حيوانات غبية أو عشوائية كما يعتقد البعض فهي حيوانات في غاية الذكاء ويمكنها التخطيط من أجل الحصول على صيدها، وقد تم رصد بعض السلوكيات الغريبة التي تقوم بها الضباع والتي تتعلّق في كيفية مشيها، حيث تقوم الضباع في بعض الأحيان بالمشي من خلال أيديها الأمامية الطويلة وجرّ أرجلها الخلفية، ومن يشاهد الأمر يعتقد بأن الضبع مريض أو مصاب وأنه خائر القوى.
من المعروف أن الضباع من الحيوانات الغدارة التي تحاول الحصول على غذائها بأية وسيلة كانت، حيث تقوم بعض الأحيان باتخاذ سلوكيات في غاية الغرابة من حيث طريقة المشي وكأنها تعرضت لإصابة تسببت لها بالشلل أو العجز الكلي، ولعلّ السبب في القيام بهذا السلوك هو التخلّص من مشاجرة محتملة مع ضبع آخر أو لإشعار إحدى الفرائس المحتملة بأنّ الضبع مصاب في محاولة الاقتراب منها لأكبر مسافة ممكنة والانقضاض عليها صورة مباشرة.
إن قيام الضبع بسلوكيات جسدية مثيرة يتخللها نوع من المكر كونها حيوانات ذكية لا تقوم بأي سلوك مجاني، كما وأن الضبع من الحيوانات القوية إذا كانت مجتمعة يمكن لها مواجهة أكثر الحيوانات قوّة بل واصطيادها مثل النمور والضباع، ولكن إن كانت لوحدها فهي غير قادرة على مواجهة الحيوانات المفترسة الأخرى لوجود فرق في القوّة والحجم، لذا فإن الضبع قد يلجأ إلى سياسة التظاهر بالموت في حال قتاله مع حيوان أكثر قوة مثل الأسود والنمور مثلاً من أجل الفرار، حيث تم رصد صبع يقوم بالتظاهر بالموت للنجاة من بين فكي نمر صياد وتمكّن بالفعل من النجاة.
في الختام تمتلك الضباع استراتيجيات عديدة تساعدها على الصيد أو الفرار من المواجهة مع الحيوانات المفترسة، فهي عادة ما تتظاهر بأنها مصابة أو ميتة لكي تجذب الحيوانات نحوها وتنقضّ عليها بصورة قاتلة أو للفرار من الحيوانات المفترسة الأكثر قوّة.
