يوجد في عالم الحيوانات العديد من الحيوانات التي استطاعت أن تحجز لها مكاناً في قلوب البشر مستغلة مظهرها الرائع وسلوكها اللطيف في التعامل، وقدرتها على التكيف والتعلّم، وتعتبر القطط والكلاب والقرود والببغاء من الحيوانات المستأنسة الأليفة التي استطاع البشر أن يجذبها نحوه ويقدّم لها الغذاء والعناية بصورة جيدة، ولكن هناك العديد من السلوكيات التي لا تزال لغاية الآن محط اهتمام علماء سلوك الحيوان كونها غير مفهومة، ولعلّ سلوك الببغاء في العض من أهم هذه السلوكيات التي تحتاج إلى الدراسة.
سلوك الببغاء في العض
تألف الحيوانات بصورة عامة التعايش في البرية كونها المكان الطبيعي الذي يمكن لها أن تتكاثر وتتعلّم وتكسب السلوكيات من خلاله، ولعلّ حياة الحيوانات في محميات طبيعية أو في أقفاص مصطنعة أم غير طبيعي يؤثر على سلوكيات هذه الحيوانات ويجعلها تقوم بسلوكيات غير معروفة ومستغربة، فالببغاء بأنواعه العديدة المنتشرة حول العالم تألف التعايش في الغابات وفي المناطق المفتوحة وفي الجبال وبين الأشجار، وهي طيور تعيش أنواع عديدة منها على شكل مجموعات.
إن وضع الببغاء داخل قفص وتقليص حركته بمسافة لا تزيد على المتر الواحد تجعله يتصرّف بسلوكيات جديدة ومزعجة في بعض الأحيان، فالببغاء عندما يتعايش في الطبيعة لا يقوم بعضّ بعضه البعض بل يعبر عن غضبه بنفش ريشه أو بالتغريد كلغة تشير إلى أمر ما، ولكن وضعه في قفص وتحديد طبيعة غذائه وكيفية حياته والظروف البيئية المحيطة به وحرمانه من جمال الطبيعة التي تساعده على الطيران يجعله يعض ويفعل ما هو أكثر من ذلك.
إنّ سلوك الببغاء في عض الأشياء وخاصة داخل القفص أو عض يد الإنسان التي تقدّم له الطعام أو تحاول مداعبته هي سلوك يشير إلى رفضه الحياة التي يعيشها، وهذا يعني أن الببغاء يمتاز بسلوكيات ذكية يمكن له من خلالها التعبير عن رفضه لما يقدّم له من طعام أو من راحة أو رفضه للقفص الذي يعيش فيه، وقد تكون هذه العضة تنفيس عن حالته النفسية التي تعبر عن سلوكه لحاجته إلى شريك يساعده على قضاء وقته ويساعده على التزاوج.
إن عملية العض التي يقوم بها الببغاء هي سلوك يشير إلى ضغوطات نفسية مبررة يقوم بها، وهي عادة ما تكون مؤلمة بقدر الألم النفسي الذي يمر بالببغاء وحاجته إلى الخروج جولة في الهواء الطلق دون قيد أو شرط والحصول على الغذاء الذي يرغب فيه بصورة عشوائية، وبالتالي فإن عملية العض هي الحل للتعبير عن كل هذه المعاني.