لماذا يقوم الضب بالانسلاخ

اقرأ في هذا المقال


تمرّ جميع الحيوانات بمراحل عمرية انتقالية بدءً من مرحلة الولادة أو الخروج من البيضة ووصولاً إلى مرحلة الشيخوخة والموت، وفي كلّ مرحلة من المراحل العمرية يكون للحيوان شكل مختلف ومظهر يمكننا من خلاله الحكم على سلوكه وصفاته، ويعتبر الضبّ من الزواحف التي تعيش في المناطق الصحراوية بصورة عامة، وهي حيوانات تشبه في شكلها شكل التمساح أو تنين الكومودو أو الدينصورات القديمة، ويمتاز الضب بعدد من السلوكيات الخاصة التي جعلت منه حيواناً فريداً، فكيف يمكن لنا قراءة سلوك الضب خلال عملية الانسلاخ؟

سلوك الضب في عملية النمو والانسلاخ

يُعدّ الضب واحداً من أكثر الحيوانات الزاحفة غرابة، فهو حيوان ما بين المتوسط وكبير الحجم يمتلك جسداً رائعاً يساعده على الركض والتحرّك في الأماكن الصحراوية القاحلة أو شحيحة المياه، ولا يتمكن الضب من التعايش في المناطق الباردة كونه من الحيوانات ذوات الدم البارد، وعلى الرغم من ذلك فهو لا يستطيع أن يمكث كثيراً تحت أشعة الشمس الحارقة.

يعتبر الضب من الحيوانات التي تتعايش بصورة منعزلة في بعض أنواعها في جحور خاصة بها تساعدها على البقاء، ويمكن للضب أن ينمو بصورة دورية وصولاً إلى المرحلة النهائية في الحجم عند العام التاسع، ويعتبر الضب من الحيوانات النهارية التي تفضّل الحصول على غذائها من خلال أكل النباتات الصحراوية الغنية بالمياه، والضبّ من الحيوانات الصحراوية التي لا تقوم بشرب الماء إلا في مناسبات قليلة جداً.

ويعتبر الضب من الحيوانات التي تمتلك جلداً يحفظ لها درجات الحرارة الخاصة بها ويساعدها على التمويه وخاصة في حماية نفسها من الحيوانات المفترسة الأخرى، والتي ترغب في اصطيادها مثل الصقور والذئاب والضباع، ويقوم الضب وبصورة سنوية بتبديل جلده بعد أن ينمو له جلد جديد يكون أكثر نضارة من الجلد السابق، وفي تلك الحالة يكون الضب مطالب بنزع الجلد القديم من خلال حكّ جسده بالأشجار والأرض لتمزيقه وإتلافه ليمنح الجلد الجديد الفرصة للنمو.

يعتبر الضب من الحيوانات النهارية الانعزالية التي ترفض الظهور طوال الوقت، فهي حيوانات زاحفة حذرة لا تمنح الحيوانات المفترسة الكثير من الفرص للحصول عليها، علماً أن حيوان الضب من الزواحف القوية التي تمتلك القدرة على حماية نفسها والدفاع عن خصوصيتها باستخدام سلوكيات دفاعية خاصة تتمثل في التمويه والهرب بصورة جريئة أو المواجهة باستخدام الذيل الشائك القوي الطويل نسبياً، حيث تقوم باستخدامه لضرب الخصوم.

يعتبر جلد الضب ساماً ويساعده على الحماية من الحيوانات المفترسة، ولكن ومع مرور الوقت لا بدّ وأن يتخلّص من الجلد وفي تلك الحالة يكون سلوك الضب انعزالياً ويحاول عدم الظهور بصورة قطعية لحين التخلّص من الجلد القديم، وبعد أن يقوم بطرحه تبدأ مسيرته مع الجلد الجديد بصورة أفضل وبسلوكيات منضبطة.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008.


شارك المقالة: