من بين جميع المخلوقات الساحرة وغير العادية الموجودة في أستراليا يعتبر البيلبي (Bilby) الذي يُطلق عليه أيضًا الخنصر أو (dalgyte) أو العصافير ذو أذنين الأرانب وهو أحد أكثر الكائنات المحببة، كما أنّه حيوان آكل للنوم يشبه إلى حد ما أرنب بأذنيه الضخمتين حيث يشبه إلى حد ما بوسوم مع ذيله الطويل وخطمه الطويل، ويخرج هذا الحيوان الصغير قصير النظر ليلاً للصيد والبحث عن الطعام، ويعتبر بيلبي مهندسًا للنظام البيئي وهو يحفر الحفر بحثًا عن الطعام، وتصبح هذه الحفر مناطق خصبة تساعد على إنبات البذور التي يصعب إنباتها في أي مكان آخر.
المظهر
الخنصر هو حيوان يبلغ طوله حوالي 11 إلى 22 بوصة مع فرو فضي رمادي له ملمس حريري مثل الأرانب، وتعد آذانهم الطويلة جدًا من أول الأشياء التي يلاحظها الشخص عنهم، فهي لا تمنح الحيوان فقط إحساسًا ممتازًا بالسمع ولكنها تساعد في تهدئته في المناخ الصحراوي الحار، وذكر بيلبي أقوى من الأنثى ويمكن أن يزن ضعف وزنه، وذكر بيلبي كبير الحجم هو بحجم الأرنب تقريبًا، ولديه أيضًا أسنان أكبر للكلاب وجبهة أكبر وكل البيلبي لها أنف طويلة بشعيرات حساسة.
على عكس الأرنب يمتلك بيلبي ذيلًا طويلًا ثلاثي الألوان يتراوح طوله بين 7.9 و 11.4 بوصة، والجزء الأول من الذيل هو نفس لون الجسم ثم أسود وآخر 40 في المائة أو نحو ذلك أبيض، والأرجل الأمامية القوية للحفر لها خمسة أصابع لكل منها، وثلاثة من أصابع القدم بها مخالب والاثنان الآخران ليس لديها مخالب، كما أنّ أطرافهم الخلفية قوية وشبيهة بالكنغر ولكن الحيوان يفضل الجري بدلاً من القفز.
حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام حول فسيولوجيا بيلبي هي لسانها، فلديها لسان مثل لسان النمل، حيث إنّ لسان بيلبي طويل ورفيع ولزج، وهذا يسمح للحيوان بجمع النمل والنمل الأبيض دون تمزيق مستعمراتهم ودخولها لأنّ الفراء الناعم لا يوفر حماية ضد اللسعات، ويستخدم بيلبي أيضًا لسانه لالتقاط البذور من الأرض، ولسوء الحظ يتسبب هذا أيضًا في ابتلاع البيلبي لقدر كبير من الرمل والتربة ولكن لا يبدو أنّه يؤثر على الحيوان كثيرًا، ويعاني بيلبي من ضعف البصر ولكن حاسة الشم والسمع لديهم حادة.
يتم فتح كيس أنثى بيلبي من الخلف حتى لا تمتلئ بالتراب وهي تحفر جحرها، ولديها ثماني حلمات بعضها داخل جرابها وبعضها بالخارج، وينتجون أنواعًا مختلفة من الحليب، وتساعد الحلمات الداخلية على نمو اللدغة شبه الجنينية وتوفر الحلمات الخارجية الغذاء للطفل الذي ترك الحقيبة، وعلى عكس حيوانات الكنغر لا يعود صغار البيلبي إلى حقيبة أمهاتهم بمجرد تركها.
التكاثر والصغار
يكون موسم التكاثر الذروة في أواخر الصيف حتى منتصف الخريف وتتمتع البيلبي الأكبر بنظام تزاوج متعدد الزوجات، حيث يتزاوج الذكر الأكثر هيمنة مع الإناث الأكثر سيطرة وإناثًا إضافية، بينما يتزاوج الذكور الأدنى مع إناث مساوية لهم أو أقل منهم في التسلسل الهرمي الاجتماعي، وقد ترفض الإناث بقوة تقدم الذكور الأقل مرتبة، ولا يوجد دليل على وجود ارتباط بين الزوجين على الرغم من أنّ الذكور غالبًا ما تضع علامات على الجحر بعد التزاوج مع أنثى، ويُعتقد أنّ هذا لدرء الذكور الأقل مرتبة، وقد لوحظت هذه النتائج في دراسة أسيرة بيلبي، وتم تسجيل القليل عن تزاوج بيلبي في البرية بسبب تناقص أعدادهم ونمط حياتهم شبه الأحفوري الليلي.
تتمتع البيلبي الأكبر بالقدرة على التكاثر على مدار العام ويعتمد التكاثر على الظروف البيئية، وفي بيئاتها القاحلة قد تؤخر الإناث التزاوج حتى تكون الظروف مناسبة لدعم المتطلبات الغذائية للإرضاع واستقلالية الصغار، وعندما تكون الظروف البيئية مواتية قد تنتج أنثى البلبي ما يصل إلى 4 مولدات في السنة ويتكون كل منها عادةً من نسل واحد إلى نسل على الرغم من الإبلاغ عن ما يصل إلى 4 ذرية، وقد تصل أنثى البيلبي الأكبر سنًا إلى مرحلة النضج الجنسي عند حوالي 5 أشهر من العمر (أو 560 جم) بينما يستغرق الذكور حوالي 8 أشهر (أو بوزن 800 جم) لبلوغ مرحلة النضج.
إذا سيكون لديها عادة صغير أو اثنان على الرغم من أنّه يمكن أن يكون لديها ما يصل إلى أربعة، تتمتع البيلبي الأكبر بإحدى أقصر فترات الحمل لجميع الثدييات 14 يومًا فقط، وبعد الحمل يتسلق النسل الصغير المبكر في كيس أمه ويلصق نفسه بالحلمة ويبقى في الحقيبة لمدة 75 يومًا تقريبًا، وتقوم الأم برعاية الصغار لمدة 14 يومًا إضافية، وبعد ذلك سيترك الصغار جحر أمهم ويتركون لتدبير أمورهم بأنفسهم.
الإناث هن فقط من يقدمن الرعاية للصغار وبعد فترة الحمل القصيرة يتسلق الصغار الكبار في كيس أمهاتهم حيث يمكثون معظم وقتهم مع والدتهم، وخلال الـ 75 يومًا التي تظل فيها صغار البيلبيين في الحقيبة يستمر الأطفال في النمو بمعدل سريع جدًا حيث يصلون إلى 200 جرام بحلول الوقت الذي يغادرون فيه الحقيبة، وأثناء وجوده في الحقيبة يحصل الأبناء على كل غذائهم من حليب الأم.
الإناث بيلبي لها حلمات عميقة داخل الجراب والحلمات التي تتدلى خارج الجراب، ويوفر كل نوع من أنواع الحلمات نوعًا مختلفًا من الحليب للنسل الذي يعيش خارج الكيس مقابل داخل الجراب، وبمجرد أن يخرج الصغار من حقيبة أمهاتهم لا يعودون، وفي كثير من الأحيان تكون الأنثى قد تزاوجت بالفعل ويدخل مولود جديد الحقيبة بعد فترة وجيزة من مغادرة القمامة السابقة.
تحتفظ الأم بهذه الأحداث الصغيرة في أحد جحورها حيث تعود بانتظام خلال الأسبوعين المقبلين للسماح لأطفالها بالرضاعة، وبعد هذين الأسبوعين يترك الشاب الجحر ويجب أن يدافعوا عن أنفسهم دون رعاية أبوية إضافية، وتشير التقديرات إلى أنّ 25 ٪ فقط من النسل المنتج سيصل إلى مرحلة البلوغ بينما يصبح الباقي فريسة للحيوانات المفترسة أو يستسلم للعناصر.
عاش أكبر بيلبي أكبر في الأسر حوالي 10 سنوات على الرغم من أنّ عمر 6 إلى 7 سنوات هو الحد الأقصى لعمر الأسرة في الأسر، ولكن عمره في البرية غير معروف، وهذه الحيوانات مهددة بالانقراض في موطنها أستراليا ويقدر العلماء أنّه لم يتبق منها سوى أقل من 10000، وانخفضت أعدادهم بسبب الافتراس من قبل الأنواع الغازية وتجزئة الموائل وتدميرها حيث يأخذ البشر المزيد والمزيد من أراضيهم.
الموطن
اعتاد العثور على العصابة ذات الأذنين الأرانب في 70 في المائة من أستراليا بما في ذلك حدائق المدينة، والآن يقتصر على المناطق الجافة وشبه الجافة ذات التربة الصخرية أو الطينية والأراضي الشجرية والأراضي العشبية، وتم استئصاله في جنوب أستراليا على الرغم من الجهود المبذولة لإعادة تقديمه، ويفضل الحيوان العيش ليس فقط في المناطق الجافة ولكن في الأماكن التي توجد فيها حرائق من وقت لآخر، وتسبب الحرائق إنبات النباتات التي تحب أكلها.