لا شكّ أن معظم الحيوانات وخاصة الثدييات تمتلك لغة خاصة بها تساعدها على التواصل فيما بينها، ولعلّ هذه الأصوات تختلف حسب القوّة والنبرة وطريقة العرض من حيوان لآخر، فالأسود تزأر والكلاب تنبح والذئاب تعوي، ويطلق على صوت القطط المتعارف عليه بالمواء، ولعلّنا جميعاً سمعنا من قبل صوت القطط من مسافات قريبة وفي أكثر من مناسبة وموقف، ولكلّ موقف تكون فيه القطط نسمع أصوات متقاربة ولكن بنبرات مختلفة، فما هي معاني الأصوات التي تطلقها القطط؟
ما أنواع أصوات القطط وما علاقتها بسلوكها
1. دلالة صوت مواء القطط
يعتبر المواء من الأصوات المشهورة للقطط وأكثرها تعبيراً عمّا ترغب القطط في التعبير عنه، فالقطط عادة ما تظهر بصوت المواء عندما تكون نشطة أو عندما ترغب في لفت الانتباه أو عندما تطلب شيئاً، والمواء بصورة متواصلة هو إشارة على حاجة القطّة الماسة إلى شيء ما كالماء أو الطعام، أما المواء على صورة متقطعة فهو رغبة في كسب الودّ وخاصة إذا كانت تلك القطّة تتعايش في منزل خاص.
وعادة ما تقوم القطط بالمواء بشكل سريع وبصوت مرتفع خاصة لدى تعرضها للأذى أو عندما تشعر بالمفاجئة أو الذهول من أمر ما، وعادة ما يكون المواء غير طويل ولكن متكرّر وفي هذه الحالة فهو يعبّر عن سلوك خاص بحالة القطط النفسية وشعورها بعدم الراحة، لذا فالمواء يتم فهمه من خلال قوّة الصوت ونبرته وطوله أو قصره والظروف الخاصة المحيطة بالقطط.
2. صوت القطط الدال على المتعة أو عدم الراحة
تقوم القطط في بعض الأحيان بإخراج أصوات يطلق عليها الخرخرة، وهي أصوات ذات عدّة دلالات خاصة تشير غالباً إلى موقف آني يتم تفسيره بناء عليه، حيث يشير الموقف على سلوك يشعر بالسعادة أو الشعور بالألم أو عدم الاستقرار النفسي، وقد يقوم القط بإصدار صوت الخرخرة كلغة تشير إلى سلوك غير قادر على التكيف.
3. دلالة صوت الثرثرة لدى لقطط
هذه الأصوات عادة ما تشير إلى سلوك يدلّ على أن القطط تكون في حالة تأهب قصوى في محاولة الحصول على غذائها، فقد تطلق هذه الأصوات في حال كانت تلاحق حشرة أو فأراً أو حيوان يمكن لها التهامه، وهذه الأصوات تشير عادة إلى القوّة والحماسة.
4. صوت القطط عند التزاوج
لمن يسمع صوت النحيب لدى القطط يعتقد جازماً بأنها تبكي، ولكنها في حقيقة الأمر تكون في حالة من الجاهزية ومحاولة جذب الشريك من أجل التزاوج، وعادة ما تفهم هذه الأصوات في مواسم تزاوج القطط في بداية شهر شباط، وتكون أصوات القطط في تلك الحالة على شكل نحيب.
5. صوت القطط الدال على الخطر والتواصل
عادة ما تطلق القطط أصواتها عندما تكون في حالة نفسية ما، ولعلّ أصوات الهسهسة التي تطلقها القطط تشير إلى سلوك وقتي تشعر به القطط، فهي تصدر هذا الصوت الدال عندما تشعر بأنّ هناك خطر حقيقي يهدّد حياتها فتحاول أن تظهر بصوت تخيف به الحيوان الذي قد يواجهها، وفي جميع الأحوال فهذه الأصوات عادة ما تكون كلغة تساعد القطط على التواصل فيما بينها، وهذه الأصوات الغريزية تعبّر عن الوضعية النفسية والعقلية التي تكون فيها القطط في موقف ما.
تحتاج القطط إلى عدّة وسائل من أجل التواصل فيما بينها، ففي موسم التزاوج يحاول الذكر استعطاف الأنثى والخروج بأصوات تعمل على تقريب وجهات النظر وجذب الآخر لإتمام عملية التزاوج، وفي المقابل تخرج الأنثى بأصوات وروائح تشير إلى جاهزيتها وقبولها عملية التزاوج تلك، وأصوات أخرى ترفض خلالها القطط الآخرين ولا تسمح لهم بالاقتراب من عرينها، في المقابل تخرج ذكور القطط بأصوات تساعدها على فرض سيطرتها وتوجبه رسالة للذكور الأخرى تحذّرهم من خطر الاقتراب من الأنثى.
تقوم القطط بالتواصل الجسدي مع صغارها، وهذا لا يعني أنها لا تتواصل أيضاً مع صغارها من خلال أصواتها وهمهماتها وهمساتها وموائها، وهذه الأصوات العديدة التي قد لا نفهمها إلا من خلال سياق الموقف الذي قد نتواجد فيه هي أصوات ولغات مفهومة بالطبع لدى القطط تسهل عليها عملية التواصل بصورة جيدة.
لا شكّ أن الأصوات لدى القطط قد تطوّرت بصورة كبيرة وخاصة عندما أصبحت القطط قادرة على التعايش برفقة البشر في القرى والمدن الصاخبة، وأصبحت أصواتها تتوافق وطبيعة الأماكن التي تتواجد فيها بصورة كبيرة، لذا لا يمكن حصر القطط بإحصائية أكيدة تعبّر عن جميع احتياجاتها، ولكن تبقى أصوات القطط دالّة بصورة كبيرة على موقف ما أو حاجة تحاول القطط من خلالها الحصول عليها بالتعبير الصوتي المسموع.