لا تزال الحشرات تحتلّ المرتبة الأولى بين أكثر الحيوانات انتشاراً، إذ أنها تتواجد في كلّ مكان تقريباً مهما كان طبيعته، ويعتبر الذباب واحداً من أكثر الحشرات انتشاراً بين قارات العالم، حيث يتواجد الذباب في جميع قارات العالم بما فيها القارة القطبية، ويوجد في العالم ما يقرب المئة وخمس وعشرون ألف نوع من الذباب من مختلف الأحجام والأشكال، وهي تشكّل أضرار كبيرة على البيئة والإنسان والحيوان.
هل يمكن للذباب أن يميز الألوان
يعتبر الذباب من الحشرات الصغيرة التي يمكنها الطيران بصورة سريعة، وليكن لا يمكن لها التحليق بعيداً في السماء نظراً لصغر حجمها وعدم قدرتها على التكيّف وفقاً لظروف الطبيعة من أشعة شمس ورياح ورطوبة، كما ولا يمكنها أن تقاوم الطيور والحيوانات الأخرى التي يمكن لها افتراسها بسهولة كبيرة.
على الرغم من ذلك فالذباب الذي يمتلك زوجين من الأجنحة ويمتلك حاسة شمّ وتذوّق في قمّة التطوّر يمكن له أن يميّز الألوان، فالذباب بصورة عامة يتغذّى على الأطعمة المكشوفة والأشربة والحلويات والسكريات وبقايا الحيوانات والنفايات، ويمكن له أن يحمل العديد من الفيروسات والأمراض المعدية خلال حركة التنقّل الكبيرة التي يقوم بها.
يمكن للذباب أن يقوم بتمييز الألوان والاقتراب من بعض الألوان الزاهية في سبيل الحصول على الطعام، ولكن تعتبر حاسة الشمّ والتذوّق هي الأساس في عملية الحصول على الطعام، ويعتبر اللون الأزرق هو اللون الذي تكرهه حشرة الذباب ولا تفضّل الاقتراب منه، ولعلّ اللون الأزرق من الألوان التي يخشاها الذباب بالفطرة.
كما وأنّ الذباب يخشى اللون الشفّاف بمعنى أنه لا يقترب من الماء الذي يتم وضعه في الأوعية الشفّافة، حيث أنه يتراءى له انعكاسات لا تساعده على التعايش بصورة طبيعية وبالتالي الهرب من المكان الذي يتواجد فيه هذا اللون، وتعبر الروائح هي أكثر الأشياء التي يخشاها الذباب ولا يمكنها الاقتراب منها، حيث من السهل أن يتم مكافحة الذباب من خلال استخدام الروائح الطبيعية منها والصناعية والتي تساعد على نفورها من المكان الذي تتواجد فيه.
إنّ سلوكيات الذباب تدعو إلى الخوف وخاصة أنها تقوم بنقل العديد من الأمراض عبر مجساتها دون أن نشعر بها، وبالتالي فإنّ الكثير من البشر يموتون في كلّ عام نتيجة نقل هذه الأمراض عن طريق الذباب، كما وأن الحيوانات ضحيّة أيضاً لهذه الأمراض المزمنة.
