لعلّ أصوات الحيوانات هي الطريقة التي يمكن لنا أن نميّزها عن غيرها دون الحاجة إلى إلى مشاهدتها بصورة مباشرة، ولعلّ الحيوانات تمتاز بأصواتها التي تساعدها على التواصل والتزاوج وحماية نفسها من الأعداء والمخاطر المحتملة، وهذه الأصوات التي بالكاد يمكن لنا تمييزها تعتبر لغة مفهومة بين حيوانات النوع الواحد ووسيلة اتصال معتبرة لا يمكن لنا فكّ شيفرتها بسهولة، ولعلّ غزلان الرنّة من الحيوانات التي تمتاز بأصواتها القوية فما الغاية من أصواتها؟
سلوك حيوان غزال الرنة في التواصل
يعيش حيوان الرنّة على غرار العديد من أنواع الغزلان المتعارف عليها في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية في المناطق الباردة جداً، ولعلّ طبيعته الجسدية هي التي تساعده على تحمّل برودة الطقس والتكيف وفقاً لطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، وتعتبر غزلان الرنّة من الثديات المهاجرة التي يمكن لها أن تقطع مسافة كبيرة لا يقوم بقطعها أي حيوان ثدي آخر، وهي تمتلك قرون ضخمة تقوم باستبدالها في كلّ عام بحيث تنمو بصورة أكبر وأكثر قوة تستخدمها للدفاع عن نفسها.
تعتبر غزلان الرنّة من الحيوانات التي تتعايش على شكل مجموعات كبيرة جداً يزيد عددها على بضعة ألاف في بعض المواسم، وهي حيوانات تتواصل فيما بينها بصورة رائعة مستخدمة أصواتها التي تطلقها الذكور على وجه الخصوص والتي تسمى بالهمهمة، كما ويمكن لهذه الغزلان القوية أن تقوم بحماية نفسها مستخدمة أساليب دفاعية خوفاً من الحيوانات المفترسة التي تتواجد في نفس أماكن التعايش مثل الدببة البنية والذئاب.
ما الغاية من صوت همهمة ذكر غزال الرنة
تمتاز ذكور غزال الرنّة بصوتها القوي للغاية، حيث تقوم الذكور القوية عادة بقيادة القطيع الضخم الذي تتواجد فيه، وهي تستخدم أصوات قوية تقوم بإطلاقها بين الفينة والأخرى لمحاولة ضبط إيقاع القطيع، حيث تقوم من خلال هذه الأصوات بإرسال معلومات إلى باقي القطعان بضرورة عدم الاقتراب أو لتحذير القطيع من احتمالية وجود عدو قريب وضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، كما وتطلق الذكور أصواتها القوية في موسم التزاوج في محاولة لفت انتباه الأنثى ومحاولة صدّ الذكور الأخرى عن خيارات خصل عليها أحدهم، فهي حيوانات تعتمد بصورة كبيرة على أصواتها.