يتحكّم الغذاء بصورة عامة في الطريقة التي تتعايش فيها مختلف الحيوانات، حيث أنّ المكان الذي لا تجد فيه الحيوانات الغذاء الكافي تقوم بهجرته بحثاً عن أماكن أخرى توفّر لها الغذاء، كما ويعتبر المأمن من الأمور الأخرى التي تبحث جميع الحيوانات عنه في محاولة النجاة والبحث عن بيئة أكثر أماناً، وتعتبر درجات الحرارة المترافقة مع طبيعة الطقس من الأمور الحاسمة التي تغيّر من أماكن تواجد الحيوانات وسلوكها، فهل تمتاز الطيور المهاجرة بسلوكيات تختلف عن سلوكيات الطيور الجاثمة؟
سلوك الطيور المهاجرة في التعايش
تمتلك الطيور المهاجرة القدرة على الانسلاخ المكاني رافضةً المجازفة بحياتها من أجل التواجد في المكان الذي ولدت أو نشأت فيه، فالطيور المهاجرة عادة ما تمتاز بسلوكيات فريدة تساعدها على البحث عن أماكن جديدة من أجل التعايش بصورة آمنة، إذ يمكن للطيور المهاجرة أن تترك المكان الذي نشأت فيه إذا ما شعرت بأنها قد تتعرض للموت من الجوع أو العطش أو أن حياتها ليست بمأمن، ولعلّ السبب الرئيسي لهجرة الطيور هو الفرار من برد الشتاء.
تمتاز الطيور المهاجرة بسلوكيات تمتاز بأنها تميل إلى الجماعية، فالطيور المهاجرة مثل البجع والبط والإوز والطيور الطنّانة وطيور الذباب عادة ما تقوم بالهجرة بصورة جماعية على شكل مجموعات كبيرة، ويعتبر طائر مالك الحزين من الطيور التي تفضّل الهجرة قاطعة مئات الكيلو مترات في سبيل البحث عن الدفء الذي يوفّر لها الغذاء والمأمن والتعايش لفترات أطول.
سلوك الطيور الجاثمة في التعايش
تُشكّل الطيور الجاثمة نسبة كبيرة من الطيور تزيد على النصف، حيث أن العديد من الطيور ترفض مغادرة الأماكن التي تنشأ فيها وتفضّل التواجد في أماكن سكنها الأصلي على الرغم من التقلبات الجوية، وعادة ما تخشى هذه الطيور المجازفة وترك أماكن سكنها خوفاً من المجهول، ولا تعتبر تلك السلوكيات دليلاً على ضعفها بل إنها غريزة وجدت عليها تلك الطيور ولا ترغب في تركها مهما كلّفها الأمر
إن بعض أنواع الطيور لا تغادر أماكن سكنها على الرغم من الكوارث الطبيعية مثل الحرائق والبراكين والفيضانات، مما يجعلها عرضة للموت بصورة كبيرة ومن الأمثلة عليها طيور الشحرور وطيور الوقواق وطيور الغداف، وهي طيور عادة ما تكون حريصة على عشّها وتفضّل التعايش بالقرب منه على الرغم من التغيرات البيئية الكبيرة التي تحصل في المكان، مما يجعلها طيور ذات سلوكيات محدّدة تمتاز عادة بأصواتها المغرّدة التي تساعدها على التواصل.