تمتاز المفترسات مثل الأسود والنمور والدببة بأسنان حادة ومخالب طويلة تساعدها على الصيد، وتمتاز الطيور الجارحة مثل الصقور والنسور بمخالب قوية ومنقار قوي يساعدها في الحصول على الفرائس، وتمتاز أسماك القرش والحيتان القاتلة بأسنان قوية للغاية وعضّة فكّ قاتلة تساعدها على الصيد، وكذلك الزواحف ومن أمثلتها التماسيح تمتاز بعضّتها القاتلة، فما هي وسيلة القتل التي تمتاز بها الحرباء؟
كيف تصطاد الحرباء وما دور لسانها في عملية الصيد
تمتاز الحرباء بالعديد السلوكيات التي تساعدها على عملية التعايش بصورة طبيعية، ولا تمتلك الحرباء القوّة التي تساعدها على افتراس الحيوانات الأخرى بسهولة، كما وانها لا تمتلك الحجم اللازم الذي يساعدها على الافتراس، وبالتالي فهي بحاجة إلى بدائل تساعدها على الصيد، ويعتبر لسان الحرباء الطويل الوسيلة الأسهل التي تساعدها على الصيد والحصول على الطعام.
إنّ الحرباء من الحيوانات الصبورة التي تمكث لفترات طويلة دون أي حراك، حيث أنها تمتلك القدرة على تغيير لونها بما يتوافق وطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، وبالتالي فإنّ الحرباء تبقى كامنة في مكانها لحين اقتراب حشرة أو فريسة ما إلى أماكن تواجدها حيث تقوم بالتقاطها بسرعة كبيرة معتمدة على لسانها الطويل واللزج.
تقوم الحرباء عادة باصطياد الحشرات مثل البعوض والذباب والنمل واليرقات والعناكب معتمدة على أسنتها الطويلة في عملية الالتقاط، فلا يملك الحيوان الذي يتم التقاطه أي فرصة للنجاة نتيجة إلى السرعة الفائقة التي تمتلكها الحرباء في عملية إطلاق اللسان من الفم واستعادته بصورة أسرع وهو محمّ بالطعام.
تساعد المادة اللزجة التي تتواجد على محيط لسان الحرباء الطويل في عملية اصطياد الفريسة وتثبيتها بصورة لا تمكّنها من الهرب، ولكون الحرباء من السحالي التي تعتمد في طعامها كثيراً على الصيد فهي تستخدم هذه الخاصية القاتلة بصورة كبيرة، وتكاد تكون نسبة نجاة الحيوانات التي تلتقطها الحرباء مستخدمة لسانها معدومة، فهي وسيلة صيد مضمونة لا يمكن النجاة منها.
إنّ التطوّر الكبير في سلوكيات الحرباء والتغيّرات المناخية أتاحت لها الفرصة للتعايش وفقاً لطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، وبالتالي فإنّ عمليات الصيد التي تستخدمها الحرباء من خلال ألسنتها الطويلة واللزجة والسريعة للغاية تعتبر وسيلة مضمونة للصيد.
