ما الفرق ما بين سلوك الدب الأسود والدب القطبي

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الدببة من الحيوانات الثدية كبيرة الحجم التي تم تصنيفها على أنها من الحيوانات المفترسة، فهي حيوانات قوية تمتلك أجساداً ضخمة ومعاطف رائعة مختلف الألوان ما بين الأبيض مثل الدب القطبي والأسود مثل الدب الأسود الأمريكي والبني مثل الدب البني والأبيض والأسود مثل دب الباندا وغيرها، وتعتبر الدببة حيوانات ذات سلوكيات رائعة تستحق الدراسة والتحقيق نظراً إلى التنوّع الكبير في سلوكها اعتماداً على شكلها وموطنها والطريقة التي تتعايش فيها.

ما الفرق ما بين سلوك الدب الأسود الأمريكي والدب القطبي

1. سلوك الدب القطبي في التعايش

لا تختلف الدببة كثيراً في أشكالها من حيث تفاصيل الوجه والفرو والقدمين واليدين والأنياب، ولكنها تختلف في الحجم ولون الفراء التي تغطيها وفي طبيعة الغذاء الذي تحصل عليه، فالدببة القطبية التي تعتبر الدببة الأكبر حجماً من بين جميع أنواع الدببة هي دببة في غاية القوّة والشراسة وهي من الحيوانات ذوات الدم الحار التي تتعايش في القارة الأوروبية في المناطق الباردة وفي القارة المتجمدة الشمالية على وجه الخصوص.

تمتلك الدببة القطبية فراء ذات لون أبيض ناصع يتغير في نهاية الموسم الصيفي، وهي قوية تمتلك مخالب وأنياب حادة تساعدها في عملية الصيد، وهي لا تأكل إلا اللحوم على غرار بعض أنواع الدببة الأخرى التي تعتمد على النباتات، حيث يمكن للدببة القطبية السباحة وافتراس الأسماك والفقمات الضخمة وقتل العديد من الحيوانات البرية والبحرية معتمدة على أوزانها الضخمة التي تصل لغاية الثمانمائة كيلو غرام، وهي حيوانات سريعة في الركض وصبورة في الصيد ولا تمتلك القدرة على تسلق الأشجار مثل الدببة السوداء نظراً إلى ضخامة حجمها.

لا يمكن للدببة القطبية أن تتعايش في الظروف الجوية مرتفعة الحرارة، فهي من الحيوانات التي تمتلك القدرة على تحمّل البرد الشديد، وفي حال ارتفاع درجات الحرارة لما يزيد على خمسة عشر درجة في فصل الصيف فإنّ هذا الأمر يؤثر بصورة كبيرة على سلوكها وقد ينتج عنه العديد من المشاكل الصحية، ولكن طبيعة الطقس في المناطق القطبية الباردة يسهّل عليها التحرّك والصيد.

2. سلوك الدببة السوداء في التعايش

تعتبر الدببة السوداء الأمريكية من الدببة التي تمتاز بسلوكيات رائعة فهي دببة قوية تعيش بصورة منفردة في المناطق الجبلية وفي السهول وفي المناطق التي يتواجد فيها الأشجار والنباتات، وتختلف الدببة السوداء عن الدببة القطبية في سلوكها من حيث الغذاء حيث أنها تعتمد على النباتات في الحصول على الغذاء، كما وأنها دببة صيادة يمكن لها أن تصطاد الأسماك وهي غير قادرة على التعايش في الأماكن الباردة جداً مثل الدببة القطبية.

يمكن للدببة السوداء تسلّق الأشجار بسهولة كبيرة نظراً إلى أحجامها التي تساعدها على التسلّق، فهي لا تصل بالضخامة إلى مستوى الدببة القطبية حيث لا يزيد وزن الذكر البالغ على الثلاثمئة كيلو غرام، وهي قادرة أيضاً على السباحة برشاقة كبيرة قادرة على صيد الأسماك والتهامها، وهي عادة ما تقوم بحماية الدياسم الصغار من الحيوانات المفترسة الأخرى مثل الأسود، وقد تعيش على شكل مجموعة تحمي بعضها البعض، كما وأن الدببة السوداء تدخل في سبات شتوي في كلّ عام.

تعتبر الدببة السوداء من الحيوانات القوية التي لا ترغب عادة في مواجهة الحيوانات المفترسة الأخرى، ولكن إن حصلت المواجهة فهي قوية وعنيدة ويمكنها الحفاظ على المكان الذي يخضع لسيطرتها، كما وانها من الدببة السريعة في العدو حيث تصل سرعتها القصوى لغاية ثلاثين كيلو متر في الساعة الواحدة، ويمكن لها أن تتسلق الأشجار بصورة سريعة ورشيقة كما تفعل النمور، وهي تعتمد في ذلك على قوّتها البدنية وقوّة مخالبها.

إن الفارق ما بين الدببة القطبية والدببة السوداء الأمريكية على وجه الخصوص لا يعدو أن يكون فرقاً في طبيعة الغذاء وطرق الصيد، حيث تعتبر الدببة القطبية من الحيوانات الذكية الصيّادة التي قد تمكث لساعات طويلة في انتظار خروج الفقمات من الثقوب الجليدية للحصول على الأكسجين، كما وأن الدببة القطبية من الحيوانات التي تعيش بصورة منعزلة تماماً على غرار الدببة السوداء التي قد تشكّل مجموعات في حال توفّر الغذاء والمكان المناسب للحياة.

في الختام لا تختلف الدببة السوداء عن الدببة القطبية من حيث المظهر الخارجي باستثناء اختلاف الحجم لصالح الدببة القطبية واختلاف لون الفراء، وتعتبر الدببة القطبية ذات سلوكيات مختلفة من حيث الحصول على الغذاء، وهي تتوافق في السبات الشتوي وفي الدفاع عن النفس وحماية الصغار.


شارك المقالة: